قتل الصحافيين أو اعتقالهم أو التضييق على حرياتهم وتكميم أفواههم أسلوب كل من يخشون افتضاح جرائمهم
قتل الصحافيين أو اعتقالهم أو التضييق على حرياتهم وتكميم أفواههم أسلوب كل من يخشون افتضاح جرائمهم واستبدادهم وفسادهم وظلمهم
لقد اهتز العالم بأسره اليوم بسبب جريمة قتل بشعة ووحشية وهمجية أودت بحياة الصحفية الشهيدة شرين أبو عاقلة التي أصيبت بطلق ناري قاتل خلف أذنها من طرف جندي مجرم سفاك من جنود الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ، وذلك عن عمد، وسبق إصرار ،وترصد ،وهي تؤدي واجبها الإعلامي الإنساني في وطنها المحتل كصحفية دأبت على كشف الإجرام الصهيوني اليومي ضد شعب احتلت أرضه بالقوة ، وصودرت ممتلكاته ، وهجّر من وطنه ، وقتّل تقتيلا ، ودنست مقدساته ، وغيّب الآلاف من أبنائه في السجون والمعتقلات الرهيبة، ودمّت بيوته فوق رؤوس أهلها، وحوصر حصارا غير مسبوق في تاريخ البشرية باعتبار أساليبه المخزية ، ومدده الزمنية ... إلى غير ذلك من الجرائم البشعة التي يشجعه عليها سكوت قوى عظمي بعضها يوفر له الحماية عن طريق استخدام الفيتو لمنع معاقبته وإدانته على ما يرتكبه من جرائم وحشية في حق الشعب الفلسطيني ، وهو ما يعتبره إذنا وترخيصا له بمواصلة عدوانه وإجرامه لأنه كيان عنصري مارق ، وخارج عن القانون ، وضارب عرض الحائط كل القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية .
إن قتل الصحفية شرين فضيحة من العيار الثقيل سجلت على هذا الكيان العنصري الإجرامي ، وإن كانت فضائح إجرامه لا حصر لها بحيث لا يمر يوم إلا ونقلتها وسائل الإعلام في كل المعمور نقلا حيا دون أن يصدر عن المنتظم الدولي ما يكبح جماحه ، وهو الكيان المدلل عند القوى العظمى التي أطلقت يده طويلة منذ نشأته واحتلاله لأرض فلسطين العربية والإسلامية لتعيث فيها فسادا وعدوانا وإجراما .
وإن قتل الصحفية الشهيدة إنما هو أسلوب جبان يلجأ إليه كل من يمارسون الإجرام والإرهاب والاستبداد وعلى رأسهم هذا الكيان المستخف بإرادة المجتمع الدولي، وقراراته، وقوانينه، وأعرافه ، وقيمه الإنسانية من أجل طمس معالم الإجرام والإرهاب والاستبداد والظلم والعدوان ، وهو ما توثقه السلطة الرابعة بالتصوير الحي الذي لا يمكن الطعن في شهادته ومصداقيتها .
وإن القوى العظمى التي ترعى الكيان الصهيوني ، وتحميه باستخدام الفيتو حين يدان دوليا تعتبر اليوم مسؤولة أخلاقيا مباشرة عن استشهاده الصحفية شرين أبو عاقلة التي تحمل جنسية البلد الراعي لهذا الكيان ، والحامي له من كل إدانة أو عقوبة تجمع عليها أمم المعمور .
وليست الصحفية شرين هي أول شهيدة مهنة المخاطر ، ولن تكون الأخيرة طالما وجدت كيانات وأنظمة تتعمد استهداف رجال ونساء الصحافة الذين تعهدوا أمام الله عز وجل وأمام ضمائرهم بنقل الحقائق كما هي بضمائر حية تحترم ضوابط وقيم الإعلام الذي هدفه الوحيد هو الوصول إلى الحقيقة مهما كانت ، وإيصالها إلى الرأي العام بكل أمانة ، و تجرد ، وبكل حرفية لا يمكن الطعن فيها ، ولا يمكن ليّ ذراعها أو الضغط عليها لشراء صمتها إما إغراء أو تهديدا أو وعدا ووعيدا .
وإن استشهاد هذه الصحفية المتميزة يعتبر إيذانا بضرورة الانتقال من أساليب ملاحقة الصحفيين عن طريق التهديد بالقتل ، أو عن طريق الاعتقال ، أو عن طريق التهجير أو طريق الابتزاز ... ولقد آن الأوان لوصف الكيان الصهيوني عالميا بالنعت الذي يليق به ،ويعكس طبيعته العنصرية والعدوانية المتجاسرة على قيم وأخلاق العالم والمستخفة بها .
وفي الأخير نكرر مرة أخرى بأنه لا يمد أحد يده مهما كان بقتل الصحفي أو اعتقاله أونفيه إلا لأنه يكشف عن سوءته ، ويفضح كل ما يحاول التستر عليه من إجرام ،وعدوان ،واستبداد ، وشر ، وظلم ...
رحم الله الصحفية الشهيدة ، وكل الصحفيين الشهداء الذين سبقوها إلى واسع رحمة الله عز وجل ، ورحم كل الشهداء الذي قتلوا أو سجنوا أو عذبوا أو نفوا من الأرض أو حوصروا ،وضيق عليهم الخناق لتكميم أفواههم ، أوكسر أقلامهم.
المجد والخلود لكل شهداء أرض فلسطين ، والخزي والعار والشنار لمحتل أرضهم ومغتصبها .
وسوم: العدد 980