من آداب الشعوب الإسلامية ، روايتان رائعتان !
لعل الكثيرين منا لم يسمعوا باسم الروائييْن جنكيز ضاغجي و سلجوق قللي اللذين تعد روايتيهما في مصاف الأعمال الأدبية العالمية ، بل و إنهما لتتفوقان على الكثير المشهور منها بإنسانية وإيجابية .
فرواية السنوات الرهيبة لجنكيز ضاغجي تصور مأساة المسلمين في شبه جزيرة القرم إبان الحرب العالمية الثانية، وهي عرض لأحداث مؤلمة عاشها المؤلف بنفسه ، وهو يمثل الشخصية الرئيسة فيها ، والمظالم التي تعرض لها شعب القرم سواء من الألمان أم الروس . وتعد رائعة من الروائع لا في مضمونها فحسب ، بل في أسلوب عرضها والغوص إلى أعماق النفس الإنسانية أيضا ً ، و قد ظهرت براعة المؤلف في تطوير حوادث القصة بما يبعث فيها القوة والسيرورة معا ً، معتمدا ًعلى سلسلة من عناصر الإثارة والتشويق.
و أما رواية ( صقور القوقاز) لسلجوق قللي التي دارت أحداثها في النصف الأول من القرن التاسع عشر على أراضي داغستان فتصور جهاد الداغستانيين بقيادة الإمام شامل ضد الروس على مدى خمسة وثلاثين عاما ً، فكانت هذه الرواية سجلا ً تاريخيا ً مجيدا ًوتصويرا للخلجات النفسية ، وقد برع المؤلف في رسم لوحات جميلة لبلاد القوقاز الساحرة كما برع في رسم لوحات رائعة للنفوس الكبيرة العظيمة المؤمنة ، وكلا الروايتين – في رأي بعض النقاد- تحتاج إلى مخرج ومنتج يقدمان عملا ًسينمائيا ً ضخما ًكالعمل الذي أنتج عن عمر المختار – رحمه الله .
وإذا كان ما كتبه الروائي نجيب الكيلاني - رحمه الله - في روايات إسلامية معاصرة ( عذراء جاكرتا / عمالقة الشمال / ليالي تركستان ) قد عرفتنا بمعاناة تلك الشعوب المسلمة ، وأظهرت كثيرا ًمن الخفايا فحري بنا أن نبحث عن الفن الروائي لدى أبناء الشعوب الإسلامية الأخرى ، حيث يجتمع فيه الصدق الفني والصدق الواقعي معا ً !
وسوم: العدد 982