لولا المشقة ساد الناس كلهمُ، الجودُ يُفقــر والإقــــدام قتّــــال
أدب وسياسة
في مقام الأنصار..
وكل الناس - لولا المشقة - كانوا يحبون أن يكونوا أنصارا، وكأن موقع الأنصار في تاريخ الدعوة الإسلامية كان قليلا أو سهلا قريبا حتى كثر حوله المدعون ...
في يوم العقبة الثانية، وخرج سبعون من الأنصار لبيعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ليلا ..
يقول أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا، ونحن قاطعوها.. فهل عسيت إن أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟؟؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : بل الدم الدم. والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني.
ومعنى قوله: الدم الدم والهدم الهدم ، أي دمكم دمي. وهدمكم هدمي.
ثم تكلم العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري ..
يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟؟ تبايعونه على حرب الأحمر والأسود يعني - الروس والأمريكان والصهاينة والإيرانيين وقسد ومسد وشعيط ومعيط ونطاط الحيط- فإن رأيتم أنكم إذا نهكت أموالكم وقتل أشرافكم أسلمتموه فمن الآن... فهو والله خزي الدنيا والآخرة...
كل الناس يعلمون أن التشرف بلقب "ناصر المستضعفين" محبب وجميل...
ولكن الأمر على ما قال حكيم الشعر : لولا المشقة ساد الناس كلهم.. الجود يفقر والإقدام قتال..
مكانة الأنصار، وتضحيات الأنصار، وصبر الأنصار، ووفاء الأنصار، ليس كلمة تقال. ولا شعارا ترفع ، ولا خيمة تضرب، ولا خطبة تهز المنابر ...
وإنما هي
ولو سلك الناس فجا وسلك الأنصار فجا لسلكت فج الأنصار ..
اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، ولبني أبناء الأنصار ..وقال لهم اصبروا يا معشر الأنصار فإنكم تقلون وكل الناس يكثرون..!!
حتى بات الناس لا يدركون معنى الأنصاري ويستسهلها كل أحد كلمة يدعيها...
وسوم: العدد 994