خافوا ربكم
مفاتيح الجنّة والنّار: عندما قتل المحتلّون مع سبق الإصرار والتّرصّد الصّحفيّة الشّهيدة المرحومة شيرين أبو عاقلة، طلع علينا تكفيريّون جهلاء يهاجمون من يترحّم على أبو عاقلة التي أفنت عمرها في خدمة القضيّة الفلسطينيّة، معتبرينها خارجة من رحمة الله الذي يقول:" "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"سورة الأعراف، ويقول في سورة غافر:" رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا"، فهل يملك هؤلاء مفاتيح الجنّة والنّار؟ وماذا أساءت لهم أو لغيرهم المرحومة أبو عاقلة، لكنّنا لم نشاهد أيّا منهم يُخرج ملكة بريطانيا الرّاحلة من رحمة الله، مع أنّها من أتباع ديانة أخرى، وفي عهدها وعهد عائلتها استعمرت بريطانيا العالمين العربي والإسلامي وقتلت ودمّرت وشرّدت ونهبت وسرقت، ولن يمحو التّاريخ خطيئة وعد بلفور.
يا وجع القلب: معروف دينيّا أنّ الشّهادة لا يعلمها إلّا الله، الذي وسعت رحمته كلّ شيء، لكن من غريب ما رأيت وسمعت أنّ من يؤمّون بيوت عزاء "خير من فينا الذين ارتقوا سلّم المجد"، يباركون لوالدي الفقيد وذويه معتقدين أنّه شهيد حجز لهم مقعدا في الجنّة! ونسأل الله أن يتقبّل كلّ من ضحوّا شهداء، لكن من أين علم هؤلاء أنّ الضّحيّة في الجنّة؟ وكيف تجرّأوا "بالمباركة لذويه بفقدانه"! وعلى أيّ أساس دينيّ اعتمدوا؟ وهل يدرك هؤلاء معنى "الفَقْد" ومدى وَجَعِ الوالدين اللذين فقدا فلذة كبديهما؟ وهل يقتدون بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلّم الذي قال عند وفاة طفله ابراهيم:" إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"؟
اعتزاز: وفي زمن الهزائم قد تنعكس الأمور في عقول البعض، فيعيش حالة تيهٍ، وتنتشر بِدَعُ الضّلالة، وتجد من يتمسّك بها، ومن يقلّده فيها، ومن هذه البِدَع عندما ينعى ذوو بعض ضحايا وحشيّة الاحتلال ابنهم هكذا:" ننعى بكلّ فخر واعتزاز استش....هاد ....." فعن أيّ فخر وأيّ اعتزاز يتكلّمون، وهل أبناؤنا شيء زائد عن الحاجة حتّى نفتخر بفقدانهم؟ وإذا كان الأمر كذلك فإنّ المجرم القاتل قدّم لنا فخرا واعتزازا يُشكر عليه! وما "فخرنا واعتزازنا" إلّا شهادة تبرئة له!
خافوا ربّكم: غريب أمر شعوب لا تفهم الشّرف إلّا من خلال عورة المرأة، وقد تعدّدت جرائم قتْل النّساء تحت هذا الفهم! ومنهنّ من قُتلن لمجرّد إشاعة كاذبة، وإذا كان الشّرف المصون مرتبطا بالمرأة فقط، فأين شرف الرّجل؟ وماذا بالنّسبة لمن يخون ولمن يسرق ويكذب، ولمن يرتكبون الموبقات السّبع؟
وسوم: العدد 997