"يائير لابيد" يسعي لتحقيق نصر سريع في الضفة لكنه يسجل فشل بعد آخر ..!!
تتعقد المعركة الانتخابية امام الثنائي (يائير لابيد وبيني غانتس ) سعيا لتحقيق نصر ما يمكنهم من تشكيل ائتلاف جديد لهم في انتخابات الكنيست الرابعة خلال عامين , لم يعتقد الثنائي ( يائير لابيد وغانتس ) ان تشكل الضفة الغربية عقدة يصعب حلها امام طموحه السياسي الا انها بالفعل أصبحت اكثر من عقدة ,معضلة تهدد مستقبلة السياسي ,تحدي لم يكن يحسب حسابة لأنه اعتقد لفترة انه باستخدامه القوة يمكن ان يستعيد الهدوء في الضفة الغربية , جبهة صعبة ومعقدة حذر منها كبار قادته الاستراتيجيين ,الا انه لم يكترث واعتقد ان ما لم يحققه بالقوة يمكن ان يحققه بمزيد من القوة وان ( بيني غانتس ) وزير جيشة بخططه العسكرية وحملاته الأمنية الفاشلة يمكن ان يركع الضفة والغربية ويخمد مقاومتها التي تتصاعد يوما بعد يوم. تمادي وزير حربه في سياسة المواجهة مع الفلسطينيين والتصعيد غير المدروس ,أعطى قوات الاحتلال الصلاحية بطلاق النار لمجرد الاشتباه فارتقي العديد من الشبان , مارسوا القمع والقتل والاعتقال حتي اصبح الفلسطيني يعدم بلا سبب , قادة اغبياء يعتقدوا انهم سيحققون الهدوء المطلوب بالقوة لتجوب عرباتهم المصفحة مراكز المدن والمحافظات والقري الفلسطيني دون ان يواجههم الفلسطينيين بأدوات المقاومة التقليدية كالحجارة والزجاجات الفارغة والقضبان الحديدية والمتاريس وبالتالي يقولوا لجمهورهم الانتخابي انهم استعادوا الهدوء .
تصاعدت المقاومة بالضفة والتي اصبح مركزها جنين ونابلس لتصاعد سياسة الاحتلال الاجرامية حتي وصلت الي حد الاجتياحات القصيرة والمركز، دفعوا بكل تشكيلات القوات الخاصة وكتائب من (السيرت همتكال ),عززوا قواتهم علي حدود التماس في الضفة الغربية والحواجز بأكثر من اربع عشر كتيبة من (جفعاتي وغولاني) دون جدوي . تعزيز قوات الاحتلال في الضفة وزيادة اعداد الكتائب وتصعيد العمليات اليومية اوجد دافع لدي الفلسطينيين للمواجهة وزيادة اعداد رجال المقاومة وتسليحهم بعتاد جديد وفعال. قبل شهور فقط اعتلى المشهد المقاوم بالضفة الغربية وتحديدا في نابلس تنظيم مسلح اسمه " عرين الأسود" مجموعات مسلحة لا تتبع أي فصيل فلسطيني لكن رجال "عرين الأسود " ليسوا الا مسلحين ينتمون لكل الفصائل مجتمعة ويعملوا مع كتائب الأقصى وسرايا القدس والقسام جعلوا قاعدة العمل ضد الاحتلال هي القاعدة الأساسية ومواجهة الاحتلال ومستوطنيه هو الهدف المشترك للجميع وهذا شكل تحدي لمنظومة الاحتلال الأمنية والسياسية ما بات ينذر بسقوط (لابيد غانتس ) في الانتخابات القادمة.
حاول (لابيد بيني غانتس) استفزاز السلطة لضبط المشهد هناك وهددت باجتياح كل منطقة لا تفرض فيها السلطة سيطرتها الأمنية لكنه فشل , أرسل تهديدات بالتصفية والاعتقال لأعضاء عرين الأسود ان لم يسلموا سلاحهم , فكان رد الرجال بالرصاص ومزيد من العمليات , بات المشهد يشكل تحدي اكبر لمؤسسة الاحتلال الامنية وخاصة ان انتخابات الكنيست لم يبقي امامها سوي أيام وكل الأحزاب السياسية الان تنشر للجمهور الإسرائيلي برامجهم الانتخابية , (لابيد بيني غانتس) تلقوا اكثر من انتقاد من المعارضة التي يقودها نتنياهو واتهم العديد بالفشل في انهاء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة والتي تتصاعد وتيرتها يوما بعد اخر ككرة اللهب . العودة لسياسة الاغتيالات لقادة وأعضاء التنظيمات المسلحةبالضفة والتي كان أولها عملية الاغتيال الخطيرة بتفجير عبوة ناسفة لاغتيال الشهيد (تامر الكيلآني ) لأجل تحقيق نصر إسرائيلي سريع على هذا التنظيم , سياسة الاغتيالات هذه كانت دولة الاحتلال قد اوقفتها قبل عشرون عاما بعدما اغتالت الشهيد ( رائد الكرمي ),واليوم بعد فشل حملة "كاسر الأمواج" الامنية في مدن الضفة وتحقيق اهداف عكسية بتكوين تنظيمات مسلحة بالألاف عادت دولة الاحتلال اليها , افلاس امني وسياسي حقيقي جعل قادة دولة الاحتلال يجربوا من جديد سياسة الاغتيالات التي حذر منها بعض القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين بانها ستزيد الطين بلة وتصعد من المواجهة مع الفلسطينيين وسترفع وتيرة عمليات رد الفعل لكن (لابيد غانتس) يدركوا ان الوقت يمضي ولم يزفوا نصر على رجل المقاومة لجمهورهم الانتخابي .
اعتقد (يائير لابيد ) ان منظومته حققت نصر باغتيال (تامر الكيلاني )وهذا سيرفع أسهمه الانتخابية واعتقد انه يجب تعزيز هذا النصر بتنفيذ عملية امنية كبيرة يقضي فيها على اكبر عدد ممكن من رجال (عرين الأسود) في نابلس بضربة واحدة اثناء اجتماعهم في شقة بالبلدة القديمة , لكن لم يكن يتصور ان هذه العملية التي كان يديرها هو شخصيا من غرفة عمليات خاصة بمساعدة وزير الجيش ورئيس الشاباك وقائد المنطقة الوسطي ان يتم احباطها من رجال الامن الفلسطينيين علي مداخل مدينة نابلس وبالتالي يكتب لها الفشل الزريع لذلك وجه تهديد مباشر للرئيس أبو مازن بان علية ان يسيطر على المشهد اذا أراد استقرار السلطة . استخدموا طائرات الدرون والمسيرات والاباتشي والصواريخ ليوفروا مساحة انسحاب امن لقواتهم المندحرة. نفذوا عملية انتقام من كل شيء اثناء عملية انسحابهم ليوهموا الإسرائيليين انهم حققوا النصر ولكن لم ينطلي على أحد ان (لابيد وغانتس) ومنظومتهم حققوا فشل جديد، فشل بعد فشل في تركيع نابلس والقضاء على الانتفاضة الفلسطينية ورجالها وخاصة النيل من مجموعات (عرين الأسود) التي ستكون سببا في سقوطهم بالانتخابات والقادمة.
لا يستبعد في الأيام القليلة القادمة ان يستمر بحث وسعي (يائير لابيد) عن اهداف في نابلس اوجنين او أي منطقة في الضفة يحقق من خلالها نصر في الانتخابات ويعوض اخفاقه وفشله الزريع في هذه العملية الفاشلة , اعتقد ان نابلس او جنين هم في عين العاصفة اليوم ومقبلتان علي مزيد من عمليات الاستهداف الكبيرة والقصيرة والمركزة من قبل جيش الاحتلال الذي بدأ يعد العدة للضربة الثانية باعتقاد ان الضربة الأولى ان لم تنجح ستنجح الضربة الثانية , لكن يبقي الفلسطينيون هم الاقدر علي افشال وصد هذه الضربات التي لن تبقي ( للابيد بيني غانتس) في الحكم.
وسوم: العدد 1003