يعاقب الاحتلال والانقلاب بعد موته
حمزة حيمور
أثار غضبهم حيا وأغاظهم ميتا.. كان غصة في حلوقهم، ولم يأبه لكل مغرياتهم، فسني السجن صقلت فيه مبدأ الحرية التي عاش لها ومات بعد أن زرعها بالملايين من خلفه، لهثوا من أجل المشاركة في تشييع جثمانه فجوبهوا بالرفض.. فالحر لا يترك خلفه إلا أحراراً.
نلسون مانديلا تلك القامة التي تشبعت بالحياة ولفظت العبودية والاستبداد بكافة أشكاله.. أبى ورثته أن ينغصوا عليه غفوته بكابوس مزعج، فقالوا لحكومة الانقلاب في مصر ولرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (أنتم غير مرحب بكم)، فمانديلا تزعجه خطواتكم النشاز.
الاحتلال الإسرائيلي وحكومة الانقلاب اجتمعا سويا بقاموس مانديلا، فهرعا يبحثان عن مخرج أمام شعوبهم، ولكن الشمس لا تغطى بغربال فتلك دول احتلال جاثمة والأخرى دولة انقلاب سفكت دماء المصريين، فمانديلا وضع النقاط على الحروف.
حكومة جنوب إفريقيا، وجهت رسالة رافضة لقدوم وفد من سلطة الانقلاب في مصر: " نرفض كافة الإجراءات التي شهدتها مصر مؤخراً، والتي أدت للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي وتعطيل الدستور معتبراً أن تلك الإجراءات تخالف مواثيق وأعراف الاتحاد الإفريقي".
وتابعت: "أفرجو عن الرئيس المنتخب وعن كافة المعتقلين السياسيين، ونحن على استعداد تام لمساعدة مصر في إرساء التجربة الديمقراطية.
بدوره زعم، نتنياهو أنه لم يذهب إلى تشيع مانديلا لأن تكاليف الرحلة باهظة، لكن صحيفة يديعوتت أحرنوت سرعان ما كشفت المستور، حينما نقلت عن سفير الاحتلال في جوهنسبرغ ألون ليئيل تذرّع نتنياهو بتكلفة السفر لعدم المشاركة في جنازة مانديلا بأنها "أداء مرعب"، وقال إن "نتنياهو لا يدرك مدى تعقيد الأمر من الناحية السياسية ومدى المعارضة التي قد تكون لمشاركته وحضوره الجنازة من جانب الجمهور الجنوب أفريقي، وقد فعل الصواب عندما ألغى ذلك، ولكن الذرائع المالية مهينة جداً، وقد ارتُكب خطأ هنا".
إنها روح مانديلا تخيم على المكان.. ونسمات الحرية تلفظ كل دكتاتور..كل يروي قصته على طريقته الخاصة.