تقويمات وتحذيرات إسلامية.. وتطلعات إنسانية
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أبي ذر:
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر..
وعندما طلب ابو ذر رضي الله عنه الإمارة، قال له: يا أبا ذر نفس تحييها خير من إمارة لا تحصيها. إني اراك ضعيفا..
بعض الناس منذ ٢٠١١ جلوس على ظهر القرار السوري، يقودون الناس من محنة الى محنة، ومن فاجعة إلى أختها، وهؤلاء ليسوا في الركب واحد ولا عشرة، وأرجو أن لا يشخصن كلامي بإسقاطه على شخص، ولو كان في كل عشرة رجال تسعة ضعفاء لاحتملهم واحدهم، وهذا مجرب ومقرر، رجل قوي ذو رأي ونجدة يحمل التسعة يوصف كل واحد فيهم بأنه الكَلُّ..
"والكَلُّ" الرجل العاجز لا رأي ولا رشد ولا عزيمة، فقد أتعبني بعض الناس بقولهم لا نفقه كثيرا مما تقول، وقالت أمنا خديجة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بعثته: إنك لتحمل الكَلَّ، وفي القرآن الكريم، ضرب الله مثلا رجلا أبكم لا يقدر على شيء، وهو كَلٌّ على مولاه، -اسمع وصفه- : أينما يوجهه لا يأتي بخير،
مهم أن أكتب الكَلّ ومهم ان تعرف معناها" لأنها لا شيء غيرها من مفردات لغة العرب يؤدي معناها.
وهؤلاء الكللة، الذين ورثوا الأمر كلالة، ارجع الى سورة النساء، لا يصلحون لا للضيف ولا للسيف ولا لغدرات الزمان..
يتحصنون في صياصيهم - ارجع الى سورة الحشر- ويتركون أطفالنا الرضع، وشيوخنا الركع، يواجهون القتل كفاحا، أي وجها لوجه.
وقولنا هذا فيهم، إنهم أكلاء من قوم كللة، ومن أهل الكلالة، لا يعني بالضرورة ان أحدنا يرشح نفسه مكانهم، ولكنّ قليلا من الحياء من الله ثم من الناس ينفع. ارجع الى حديث استحيوا من الله حق الحياء،، والله لقد ثقل الإثم على ظهور هؤلاء حتى بتنا نخاف الشراكة معهم فيه، لصمتنا عليهم.
ولأ أشك أن سورية ليست عقيمة، ولا أشك أن في رجالها رجالا، وفي نسائها نساء، يقال في أحدهم "إذا قيل قدمها حضين تقدما"
حالة الانسداد التي تعيشها الثورة، والطريقة التي أحاط بها الأعداء والأعدقاء بقرارها، جدير بعاقل غير سيء النية، أن يقول لقد حاولت يا قوم ولم أفلح.. لقد أردت الخير ولم أوفق، هو بشار الأسد الذي يقولها للناس صريحةً مجهورة، هو أو يحرق البلد..
وهذا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند لم يرشح نفسه لدورة رئاسية ثانية!!
وهذا جمهور من رجال الائتلاف ونسائه الموقرات والموقرين انسحبوا ولكل سببه الوطني وليس الشخصي..
وحين أجري المقايسة اجد أن الاحترام لمن انسحب أكبر مرات ومرات منه لمن بقي، هذا إن بقي شيء لمن بقي!!
اكتب كل ذلك تعليقا على صور وردتني عن محرقة اليوم في ريف ادلب..
وطفل رضيع يسجيه والداه.. يا حرقة القلب ويادمعة العين ويا أزمة الضمير.،
والذين كانوا غطاء لهذه المجزرة مشغولون باللعب بالحصى..
وسوم: العدد 1005