شكراً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
سورية تناديكم ( 33)
د. عامر البوسلامة
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مؤسسة علمائية ضخمة، نشأت لتجميع جهود علماء الأمة في كيان واحد، حتى يمثلوا قوة، لتأدية رسالة ورثة الانبياء ( العلماء ورثة الأنبياء) تعبر عن روح المسؤولية، الملقاة على عاتق علماء الأمة، تتناسب مع حجم المطالب التي تترتب على مفردات هذه الأمانة العظيمة، التي أبت السموات والأرض، أن تحملها وحملها الإنسان .
والاتحاد – وفي مقدمتهم، فضيلة الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي- قام بأدوار مميزة، في مناصرة قضايا الأمة، والمستضعفين في الأرض، ومن هذه القضايا، قضية الشعب السوري وثورته، ومساندته، والوقوف إلى جانبه في محنته.
فمن اليوم الأول التي انتفض فيها الشعب السوري، على جلاديه وقاتليه وناهبي ثرواته، يبحثون عن الحرية والكرامة والعدل وحقوق الإنسان، انبرى الاتحاد مسانداً لحراك شعبنا المظلوم والمقهور المنكوب بهذا النظام المجرم.
فأصدر البيانات، الداعمة للشعب السوري، وأصل الفتاوى، التي تؤكد أحقية مطالب الشعب السوري، ووجوب مناصرته، كما صنع مؤتمرات مساندة، وحضر أخرى، ولم يبخل بمال، ولم يضن بخطبة، ولم يهمل وسائل الإعلام في تسليط الضوء على قضية الشعب السوري، وبيان معاناته، وما ينبغي أن يقوم به العرب والمسلمون وأحرار العالم.
وفي لقاء الاتحاد الأخير ( 9/12/2013)، الاجتماع الخامس لأمناء المجلس في دورته الثالثة، أصدر بياناً مفصلاً حول كثير من القضايا، ومنها القضية السورية، وقد قمنا باقتطاع هذا الجزء الذي يتكلم عن القضية السورية، خصوصاً في هذه الظروف العصيبة، التي يمر بها الشعب السوري، وقيضته العادلة من تآمر وخذلان، ويتأكد هذا أكثر مع الظروف الإنسانية القاسية، التي يمر بها أبناء الشعب السوري، في الداخل والخارج.
( من لا يشكر الناس، لا يشكر الله) شكراً للاتحاد العالمي على مواقفه الشجاعة، وبارك الله فيهم، وأدامهم ذخراً للأمة.
كما نشكر كل من قدم شيئاً لشعب سورية، ولو شق تمرة، أو شطر كلمة، ويظل نداء ( سورية تناديكم) هو شعار الأمة في مرحلتها الحالية، التي نسأل الله أن لا تطول، فيجب أن نلتفت إلى فقه الساعة، وواجب الوقت، فالقضية السورية، في مقدم ملفات الأمة.
وإليكم المقطع الذي يخص القضية السورية:
في الشأن السوريJ
1- يندد الاتحاد بمجازر النظام الغاشم ضد الشعب السوري الأعزل، وبخاصة جريمته النكراء باستخدام السلاح الكيماوي في ضرب أبناء الشعب السوري حيث راح ضحيته
الآلاف خلال ساعات، أغلبهم من النساء والأطفال. وهو ما لم يجرؤ النظام يوما على التلويح به في تهديد الصهاينة المحتلين للأراضي السورية .
2- يؤكد الاتحاد أن الثورة السورية العظيمة وبعد مرور ما يزيد عن الألف يوم من الصمود والتضحيات يؤكد الاتحاد أن هذه الثورة ما قامت من أجل التخلص من الأسلحة الكيماوية أو غيرها مما يطالب به الغرب، ولكن الثورة قامت للتخلص من نظام غاشم استباح الحرمات وانتهك الأعراض وبدد خيرات البلاد لصالح الأعداء والمتربصين .
3- يؤكد الاتحاد على ضرورة الحفاظ على الصف الثوري في سوريا، وعدم السماح باختراق صف الثوار وتشتيتهم عن الهدف الأكبر الذى قامت من أجله الثورة .
4- كما يؤكد الاتحاد بياناته السابقة في تأييده للائتلاف الوطني السوري، ويدعو الحكام و الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم للوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته والاعتراف بهذا الائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.
5- يدعو الاتحاد كل الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال أصحاب الأموال إلى إنقاذ هذا الشعب المنكوب، بدفع الزكوات وتمويل حملات الإغاثة الطبية والإنسانية، وتحمل نفقات العلاج والتعليم وغير ذلك من أوجه التبرعات؛ خاصة أن الآلاف بل مئات الآلاف من أبناء هذا الشعب الكريم يعيشون، بين نازح داخل وطنه، ولاجئ في بعض دول الجوار، بل إن منهم - مع الأسف الشديد - من هو تائه على وجهه لا يجد مأوى ولا مؤويا... هذا فضلا عن كثيرين قضوا في قوارب الموت ومعسكرات الانتظار.
6- يناشد الاتحاد جميع الدول العربية والإسلامية بذل كل ما في وسعها لترتيب العيش الكريم للاجئين السوريين، وتهيئة الأجواء الدراسية لأولادهم حتى لا يحرموا من الدراسة خلال
هذه مرحلة).