المطلوب من السادة علماء الإسلام الأجلاء
المطلوب من السادة علماء الإسلام الأجلاء أن يتوفقوا عن التبشير بحالة إسلامية مثالية، لا انعكاس لها في عالم الواقع. سواء على مستوى التصورات، أو على مستوى العلاقات. ولقد دفع المسلمون البسطاء من مستوطني الحلقة الأضعف، أثمان كبيرة او كثيرة لهذا التبشير الغارق في المثالية، والذي يُصنف تحت خانة ما يجب أن يكون، وليس ما هو كائن...
وكانت مؤاخاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - مثلا - بين المهاجرين والأنصار حالة فريدة ربما غير مكرورة، في التاريخ؛ ومع ذلك لم تخلُ من منغصات...
في ظلال تلك الحالة الأنموذجية، صاح صائح القوم يا للأوس وصاح الآخر ، يا للخزرجر!! يقول لهم الرسول الكريم "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم" . كلمة لها معناها ومغزاها، وما يستنبط منها، وما يبنى عليها, وما يجب أن يتعلمه أفراد الأمة حتى لا يقعوا كما وقعنا في عثارها.
في ظلال حياة الرسول الكريم صاح صائح الناس: يا للمهاجرين وأجابه الآخر يا للأنصار، وتدخل الثالث فأعلن: ليخرجن الأعزُّ منها الأذل.. وكان واجب العالم المسلم أن يعلمنا ماذا يعني هذا في واقع الناس، لا أن يدلينا بغرور، لنجد أنفسنا اليوم حيث نحن...
الإخوة الإسلامية بعد تجربة ستين سنة مجرد دعوة إلى مثال!! دعوة غارقة في الخيال، وقُتل سيدنا عثمان رضي الله عنه بين ظهراني الجيل الأول من المسلمين، وعثمان هو عثمان هو صاحب بئر رومة وقفها لكل أهل المدينة هو مجهز جيش العسرة، هو الذي تصدق بقافلة تجارته على المسلمين يوم الرمادة...
ثم حوصر في داره ..
ومنع عنه الشرب من البئر التي وقفها..
وكتب مستنجدا:
فإن كنتُ مأكولا فكن خير آكل .. وإلا فأدركني ولما أمزق
ولم يدركه من إخوة الدار من المسلمين أحد.. !! ويسوغون ويقولون!!
على العالم المسلم إذا أراد أن يكون رائدا لقومه أن يعلمهم الواقعيةـ ويعظهم بالعزم والحزم، لا يربيهم ليكون أيتام الموائد ولا أغرار المجالس، ولاالملعوب بهم، المغرّر بهم؛ وأسوء التغرير ما كان باسم الله...
كان الطليان في أول عهد الطيران يلقون بضحاياهم من الطائرات أحياء..!!
أقول لسيدي الشيخ: كلما ارتفعت بنا بطائرتك أكثر سيكون اصطدامنا بأرض الواقع يوم نصحو عليها أقسى وأكبر ...!!
حدثوني عن الرجال حديثا ... أو صفوهم فقد نسيت الرجالا
وسوم: العدد 1008