في يوم اللغة العربية
وقال لي:
عرّف لنا الحسد:
قلت بلغة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسد والبغضاء هما الحالقة. يقول موضحا: لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين.
وبلغتنا نحن أهل الأدب، وكما أوجزها متقدمنا:
نار تأكل بعضها. يعني نفسها بلغة القرآن الكريم.
وقلت: وكنا ونحن أطفال صغار، إذا أزهرت نبتة في بيتنا، زهرةً جميلة، من ورد أو فل أو ثمر حناء، نظل واقفين على رؤوس أمهاتنا نسألهن السماح لنا بالقطف، لتكون هدية لمعلمنا..
كنا نراهم جديرين بحب وود واحترام ونحب أن نعبر عن ذلك..
ثم انظرا، كيف حال حالنا…؟؟
قولي: انظرا من عادة العرب، أبثها في يوم اللغة العربية.
قال امرؤ القيس: قفا نبك..
وقال: ابن الريب
يا صاحبَي رحلي دنا الموت فانزلا برايبة إني مقيم لياليا
لأن الركب عند العرب كان لا يقل عن ثلاثة..
وكنا نسمي خصلة العنب للقِطف منه فيه أقل من خمس حبات..
وإلا فهو العنقود..
وإني لقلبي محترق علم الله على عنقود من رجال..!! أتواصل مع بعض الأحباب وفي كل مرة، أسالهم: ألا يمكن ان نجتمع عشرة رجال، يكون شأنهم كما اشتهاهم سيدنا معاوية: يتبادلون أطايب الحديث كما يتبادل الناس أطايب الثمر.
كل حبات العنب مهما كانت سليمة وجميلة وقويمة كان يكون اسمها "فراطة عنب" وتباع عند المساء لمن يشتريها ليملأ جرة الخل.
وعندما كانت الوالدة رحمها الله تعالى أواخر الصيف، تسعى لختم جرة الخل، تأمرنا أن نسعى إلى بائعي العنب نلتمس فراطة السحاحير..
العنب الفراطة بسعر الهلْك كما يقولون، وهذه الحبات عندما كانت رازقية في عنقودها، قال عنها ابن الرومي:
ورزاقـــــــــــــي مخطــــــــف الخصــــــــور
كأنـــــــــــــــــــــــــــه مخـــــــــــــازن البلــــــــور
قد ضمنت مسكا الى الشطور
وفي الأعالـــي مــــــــاء ورد جوري
لــــــــو أنـــــــه يبقى على الدهــــــــور
قرط آذان الحســــــــــــــــان الحــــــور
في يوم اللغة العربية، قالت العرب:
أخاك.. أخاك إن من لا أخا له كساع الى الهيجا بغير سلاح
يعني مثل السوريين
دب إليهم داء من قبلهم..
وسوم: العدد 1011