في العالم مَن يجافي إسرائيل في نسختها الجديدة المتطرفة وفي الدول العربية والإسلامية من يحتضنها

فجرائتلاف التشدد الذي لفقه نتنياهو لتكوين حكومته اختلافات وانقسامات بين مستوطني إسرائيل   .40 % منهم يتوقعون أن تكون الحكومة الجديدة مصدر شر ومشكلات داخلية وخارجية كثيرة عليهم . وامتدت هذه الاختلافات والانقسامات إلى يهود العالم . 330 حاخاما في أميركا تعهدوا بمنع أعضاء الصهيونية الدينية المشاركة في الحكومة من التحدث في معابدهم ، ومخاطبة أتباع كنسهم  مباشرة . وأميركا  على حمايتها المطلقة الشاملة لإسرائيل أظهرت تحفظها نحو بن غفير وسموتريتش ، وأعلنت أنها تدرس رفض منح تأشيرات دخول لإسرائيليين مشتبه في اقترافهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين ؛ في لفتة احتجاج على صعود نفوذ الأحزاب اليمينية المتشددة . ويفحص صندوق الثروة السيادي النرويجي النظام المصرفي في إسرائيل ليتأكد من أنه لا يحول الأموال التي يودعها فيه إلى الشركات الإسرائيلية التي تعمل في المستوطنات ، وفي إسرائيل تخوف من أن تفعل دول أوروبية أخرى ذات الشيء .  والمنتظر أن تتلاحق الخلافات  الداخلية حول الائتلاف المتطرف  ، وثمة خشية حقيقية من تمددها إلى الجيش ، ومن نذر التمدد سعي القوى المتدينة ممثلة في الحاخامات  أن تكون هي من يعين حاخام الجيش ، وأن تجعله مسئولا أمامها لا أمام رئيس الأركان مثل هو وضعه القانوني  الآن .  في العالم العربي والإسلامي ، على مستوى الدول ، الصورة مختلفة . هذه الدول  بين محتضن لائتلاف التشدد وعناصره ، وبين منصرف عن كل الأمر . الإمارات والبحرين رحبتا به ، ودعت سفارتاهما في تل أبيب بن غفير لاحتفاليهما بذكرى "استقلال " البلدين الذي لم توجفا عليه من خيل ولا  ركاب ( إبل ) بالتعبير القرآني الكريم ، وكان هبة من بريطانيا لانتهاء زمن الاستعمار المباشر إلا أنها  خططت لبقائهما طوع    إرادتها ومصالحها ، وورثثهما أميركا بهذه الصفة ، والتحقت إسرائيل بالوراثة  .  ووفود من خمس دول  إسلامية في آسيا الوسطى زارت إسرائيل منذ أيام للإفادة من خبرتها في مكافحة الإرهاب وأمور أخرى !   ، وهذه الدول  تقتدي  بشقيقتها الكبرى تركيا ذات العلاقات الوثيقة المتنوعة مع إسرائيل التي  لم يوقفها أو يضعفها اعتداء إسرائيل في مايو  2010 على سفينة مافي مرمرة التي جاءت لكسر حصار غزة . وعباس يوبخ الفتحاويين ؛ لأن واحدا منهم ، الدكتور عبد الله أبو التين ، أطلق النار على الإسرائيليين ، ويسأل : " ماذا أقول للعالم ؟! "، ويتساءل : " منذ متى يرفع نشطاء فتح السلاح ؟! " ، وفي  الاحتفال بعيد الميلاد يعلن : " رغم ما نتعرض له من ظلم وعدوان فإن رسالتنا للعالم تبقى رسالة أمل ومحبة وسلام . " . ولا تريد إسرائيل موقفا أوفر وأوفى  تطمينا لها من هذا الموقف ، ولا كلاما أحلى  وقعا في سمعها وقلبها من هذا الكلام . تقتل الفلسطينيين يوميا ، وتهدم بيوتهم ، وتهود قدسهم ، وتوسع استيطانها  في أرضهم في إيقاع مندفع   موفور القدرة والمال ، وتجد أمامها غاندي جديدا  يواجه عدوانها بالمحبة والمسالمة ، ويقول إنه يمثل في هذا المواجهة كل الفلسطينيين .  وما كان متوقعا أن يؤثر الإجماع الشعبي   العربي على كره إسرائيل الذي أفصح عن عمقه وقوته في مونديال قطر على الانظمة العربية في علاقتها بها . والمغرب الذي كان فريقه مفخرة عربية في المونديال في أدائه الرياضي وفي انتمائه القومي بما أظهره من حب لفلسطين وبغض لإسرائيل ؛ وافق مجلس مستشاريه قبل أيام ب 167صوتا واعتراض 15 على  توقيع اتفاقيتين مع إسرائيل للتعاون الاقتصادي والتجاري ، والخدمات الجوية  . وعاد الشعب المغربي في الذكرى الثانية لاستئناف  العلاقة بين الدولتين بعد وقف المغرب لها ظاهريا في الانتفاضة الثانية في 2000 ؛ لتوكيد انتمائه القومي الذي أظهره فريقه في المونديال ، فتظاهر في عدة مدن رفضا للعلاقة مع إسرائيل ، والنظام المغربي أذن من طين وأذن من عجين . الأنظمة العربية لا تأبه بمواقف مواطنيها ، وتأبه بما يرضي الغرب وإسرائيل لكونهما الحاميين لها . وإذا كان كثير من العرب والمسلمين حُضانا لإسرائيل حتى في نسختها الجديدة المتطرفة  فماذا يضرها أن يجافيها غيرهم  ولو كثروا ؟! 

وسوم: العدد 1012