وزير الخارجية الإيراني "عبد الله يان" من لبنان إلى سورية إلى تركية ,,, والحلقة الأضعف في المشهد السوري
ومع انشغال المعارضين السوريين بحديث الجمعة الفائتة، وما دار فيها من مظاهرات وتجاذبات، ومنها ما حصل للسيد المسلط، مازال وزير الخارجية الإيرانية "عبد الله يان" يجوس عبر الديار، من لبنان إلى سورية ثم كانت المحطة الأخيرة في تركية. زيارة وزير الخارجية الإيراني هذه ، وقغت عوضا عن زيارة رئيس الجمهورية الإيرانية، ولذا استقبل في كل الدول على أعلى المستويات، وقابل في سورية بشار الأسد، وفي تركية الرئيس أردوغان. شيء ما يؤكد أن الزيارة ليست روتينية ولا عادية. وحيثما حل الوزير "المفوض" حصد المزيد من الأرباح. ومنها ما أشرنا إليه بالأمس عن سورية، حيث تم التوافق على توقيع اتفاقية استراتيجية طويلة المدى، متعددة الرؤوس والشُّعب، على نمط ما وقعه بشار الأسد مع الروس.
في محطته التركية أعلن الوزير الإيراني مباركته لمشروع التقارب التركي- الأسدي. مؤكدا هو ونظيره التركي، أن هذا التقارب لن يكون على حساب طهران. وأن الترويكا الأستانية، ستتحول إلى مربع في ظاهره متساوي الأضلاع يضم كلا من الروس والإيرانيين والأتراك والأسديين، وسيتفرغ الشركاء المتوادين في بحث مستقبل سورية، واجتراح الحلول لأزماتها. في أستانا التي لم تحقق شيئا كان القرار: 1/ 2 . في قادم الأيام سيكون القرار: إن صحت نية البعض 3/1 ..أو هكذا يزعمون.
الملاحظ في المربع الجديد أنه حضر الأسد، ولم يحضر المتضررون من سياساته أو المعارضون لحكمه. وطالما اشتكينا بوصفنا سوريين متضررين من حكم الأسد من مهزلة تمثيلنا في أستانا، ولكنها يبدو ستصبح حلما لبعضهم منذ اليوم..
تقول العرب في وصف حال قوم بلغ بهم الذل مبلغه: "مغيبون ويقضي الناسُ أمرَهمُ" وأعِدْ ضميرَ "أمرهم" على المغيبين، وليس على الناس. فهو أبلغ في المعنى. وهو أشبه بحال الجارية البكر الحدثة السن يفاوض وليها عنها..وهذا ما ارتضاه السادة الصامتون لأنفسهم...
وهذه تعليقة خفيفة حول الحلقة الأضعف من "الملعوب عليهم" في المشهد السوري...
ويصور البعض أن "الملعوب عليهم" في مستجد التركيبة الدولية الإقليمية في سورية اليوم هم مجموعة قسد، أو ما يسمى "قوات سورية الديمقراطية" ومواقف بعض الأطراف الحادة منها!! وهو كلام مدهون بزبد فيه كثير من الغرور والتغرير...
ما يسمى "قسد" على الساحة السورية هي من الفريق المتمكن الأمكن الذي يضم في تلافيفه كلا من بشار الأسد وقسد وكلَّ الذين يعلم السوريون من تاريخ ما يسمى "حزب الطوائف" أو "اللجنة العسكرية" . وحتى لو تراخت الولايات المتحدة عن نصرة ، أو راهنت على موقف، فستجد مجموعة "قسد" أو "قوات سورية الديمقراطية" طابورا من الداعمين أولهم بوتين وآخرهم بشار الأسد...
بينما الحلقة الأضعف في سورية اليوم هي هؤلاء الملايين، الذين باتوا لا يجدون لأنفسهم من أنفسهم وليا ولا نصيرا...
لا أحب أن أبدو ساخطا ولا متسخطا، ولكن، ما هكذا تورد يا سعد الإبل,,,
والمظاهرات والاحتجاجات فعل جميل، ولكنها مثل قولنا:
أكلت حلاوة وشربت ماء ...فكأنني لا أكلت ولا شربت
يا أصحاب القرار ابحثوا لكم عن قرار. ولا تكونوا كالشجرة التي (اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ).
وسوم: العدد 1015