آراء في الإعلام والسياسة والموقف

يعجبني

أن تتعاون مجموعة من السوريين من كل التوجهات، في كل صباح على ترتيب الأخبار السورية الثلاثة الاهم..

على الصعد الانسانية والسياسية والاجتماعية. وفي الداخل والمهاجر. يعجبني هذا بل أراه ضروريا لنتعاون على الفهم والتحليل، وتقديم المقترحات…ولاسيما بعد نكوص الوكالات الكبرى عن متابعة الخبر السوري الأهم وما وراءه وما بين يديه. أو بعد توظيف هذه المتابعة في مشروعات ليست القضية السورية من أولويتها..

ويعجبني…

ان يستعيد خطابنا العام عباءته الوطنية الجامعة. وأن نتوقف عن تصنيف السوريين معارضة وموالاة.

ليس في سورية كلها، في يقيني فئة موالية، يعتد بحجمها. نعم في المشهد الوطني السوري معارضة ناطقة، تعبر عن نفسها، بهجرة او موقف. وأنا أعرف كثيرا من المهاجرين، يرفضون ان يعلنوا موقفا. وبعضهم ما زال يتخذ أسماء مموهة، وهذا حقهم. ومعارضة صامتة ما تزال تشعر أن لديها ما تحافظ عليه، وأنها تأبى ان تتحول من تحت الدلف إلى تحت المزراب. مهما يكن رأيي وموقفي من رأي الآخر وموقفه؛ يجب ان يكون لديّ من السعة ما يتسع للآخرين. وأن أقبل من الآخر وجهة نظره. لا أقصد طبعا من يسوغ القتل، ويشرعن الاغتصاب.

ظللتُ شخصيا انادي على الناس منذ ٢٠١٢ أوقفوا نزيف الهجرة. شجعوا السوريين على التشبث بأرضهم لغير المضطر. ولكن ظل بعض الناس يظن أن في ازدياد عدد المهاجرين مؤشرا على شمولية الثورة وامتدادها.

ويعجبني ثالثا..

أن يكون لدى السوريين جهة عاقلة ناضجة مفكرة تعطي العمل السياسي حقه. وتفكر بعقل سياسي غير صفري، وتستفيد من المتغيرات والفرص التي يتفتق عنها المشهد، وهي ليست أقل من الفرص التي نخسرها.

وأخيرا: وهذا اهم المهم فيما يعجبني..

وما يتعلمه المرء من لعبة الشطرنج التي يستحق واضعها كل تقدير الانسانية واحترامها..

أن يحسب المترتبات من حتى الدرجة السابعة او العاشرة لكل خطوة، يخطوها هو أو من يلاعبه..

ما بعد الخطوة بخطوات.

تعلمتُ اللعبة وأنا في الصف السادس الابتدائي وأنا من الجيل الاول الذي ضم فيه الصف السادس الى المرحلة الابتدائية، وكنا اولا نفرح بالبيدق نظفر به، وبالفيل نصيبه بغفلة من صاحبه.

في هذه اللعبة تتساءل، بعد كل نقلة: نحن الآن هنا، فماذا بعدُ وماذا بعدّ البعد، وبعده..

هي الأسئلة التي لم يطرحها الذين احتملهم سيل الثورة الهادر. كما

يحتمل كل سيل (فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا)

ماذا كان الأهم في الأخبار السورية هذا اليوم؟؟ أو هذا الأسبوع؟؟ أو هذا الشهر؟؟