دعوة الى كل الهيئات السورية الحرة.. تعالوا نجعل سقفنا أعلى من إصدار تصريح أو بيان أو توجيه مذكرة

في حوارية بينية منذ أيام، حول ما يجري على اللاجئين السوريين في لبنان، أفاد أحد وجهاء المشهد السوري، أن قصارى أمرنا فيما نحن فيه، أن نصدر "بيان"!!

قال: فطبّق المفصل، كما تقول العرب.

والتشخيص المصيب، هو مدخل للتغيير الايحابي المفيد.

الكلام الذي تفضل به الأخ الوجيه، في الواقع الذي نعيش، أو الذي ارتضيناه جميعا على اختلاف الهيئات وتعددها، مرجعية ورؤية وتمثيلا؛ يوصّف عين الحقيقة: قصارانا جميعا ان نصدر تصريحا أو بيانا أو مذكرة أو نكتب مقالة أو ننشر منشورا أو نغرد تغريدة..

وتوصيف الحال، وإن كان صوابا لا يقتضي الرضا به. والواقعية السياسية لا تعني الرضوخ للواقع، بل تعني إدراك معطياته للنهوض به..

فكرة امتلاك آليات عملية فاعلة على جميع المستويات، ولو بالتدريج، ينبغي ان تكون هدفا أوليا مرحليا ملحا لكل هيئات المعارضة السورية.. أعلم أن هذا ليس سهلا ولكنني أؤكد أنه ليس بالمستحيل..

والآليات العملية التي ينبغي أن يسعى إليها كل فريق صاحب مشروع، ليس من الضروري أن تناقش عبر الاعلام، ولا يشترط أن تكون عبر السجالات الاعلامية، وإنما هي زبدة لسعي حثيث ليكون لأي فريق عامل مدخلاته للفعل والتأثير..

في فقهنا : إن الوسائل ما كانت مشروعة، في أطر المشروعية الخاصة والعامة، ممكنة، مقدور عليها ولو بجهد، وليست نوعا من الحلم الرغيد، ومجدية في تحقيق الهدف المرحلي، وكونها خطوة على طريق الهدف البعيد، هي حق متاح لكل الجادين في السير على الطريق.

عصا موسى لم تكن في أول أمرها تلك العصا التي تلقف ما يأفك السحرة الأفاكون، وإنما كانت مجرد عصا، يتوكأ عليها صاحبها، ويهش بها على غنمه، وله فيها مآرب أخرى..

لو أمسكنا بورقة وقلم وحاولنا ان نحصي تلك المآرب الأخرى، لطال بنا العد..

بعبارة قصيرة موجزة، إذا هل من أفق لآليات - في واقعنا الراهن- تجعلنا أكثر تأثيرا في المشهد اللبناني!! أو في واقع إخواننا اللاجئين المنسيين على أرض السودان، ومن ثم في الواقع العربي، قبل ان تطير بنا الأحلام إلى حرب الروس والاوكران!!

جرح يصيح على المدى

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1030