تركيا والانتخابات…

أعزائي القراء..

المعركة الانتخابية  في تركيا محتدمة  والاهتمام الشعبي بها كبير  والاقبال عليها   واسع من كل الشرائح.

لماذا؟

لأن نتائجها تقرر السياسية الداخلية والاجتماعية والمعيشية والصحية والتعليمية والصناعية والزراعية لتركيا  لسنوات قادمة ..  وتقرر ايضاً  السياسة الخارجية والاقتصادية والعسكرية والمحافظة على امن البلد ، 

فتركيا دولة ديموقراطية بكل معنى الكلمة ولم يطعن بنتائج انتخاباتها  على مر السنوات الماضية الا نادراً  ، وفي حال وجود طعون يتم دراستها في محاكم وبحيادية  مطلقة قل مثيلها ، هذه  هي تركيا اليوم  ، وإني لاخجل ان اقارنها بانتخابات تجري في دول عربية ، ففي سوريا البلد  الذي يحكمه شلة تمثل قمة الفساد والاجرام ، لاحاجة لانتخابات . فالنتائج محسومة منذ خمسين عاماً  لصالح القاتل،  وكمبيوترات ماتسمى بوزارة الداخلية مخزنة النتائج مسبقاً واعلام العصابة جاهز للاعلان عنها،  وفرق الرقص والدبكة جاهزة لقطع الطرقات تعبيرا عن الفرح بنجاح عائلة الخيانة والفساد لنصف قرن دون منافسة . بينما مجلس التصفيق ينتخب على طريقة  الجزار  ليكمل المسرحية الاسدية . وبالمناسبة كنت مسؤولاً عن الصندوق الانتخابي في احد معامل مؤسسة  معامل الدفاع اثناء خدمتي العسكرية   عام ١٩٧١ فكانت نسبة المصوتين بنعم للجزار الاول ٣٧٪؜  فقط ، رغم ان التصويت  كان  يجرى في معمل عسكري ، واعلنت النتيجة في اليوم التالي  بنسبة ٩٧٪؜. 

والمضحك اكثر ان الجزار الأسد ياتي بالمحتلين ، ويبيع ثروات البلد ،ويضع مبيعات البترول والغاز في جيبه وجيب محاسيبه دون استشارة حتى المصفقين في مجلسه  . اما مهمة مجلسه "الموقر" ، فوظيفته كيل المديح للسيد الرئيس  مع التصفيق له و" لنكاته البايخة " وليس مهما  بعد ذلك لو  باع البلد بالجملة وبالمفرق.

 ولكن حتى لانظلم هذا المجلس ، فلديه مهمات من نوع أخر،  تستغرق جهدا كبيرا منه ، فمثلا هذا المجلس مسؤول امام الشعب لبيان اسباب ارتفاع اسعار الفجل والعمل على تخفيض  سعر الربطة لتكون متيسرة للجميع هذا ان استطاعوا  فعل ذلك.

هذا ما يحصل في تركيا  اليوم .

وهذا مايحصل  في سوريا ، البلد الذي  كان الاول  في محيطه العربي بالديموقراطية والتقدم الاقتصادي ليحيله جزاران طائفيان متمرسان في الخيانة والاجرام ،الى كيان يقع في ذيل الامم.

فمن أجل اطفال المستقبل ، علينا التمسك بمباديء الثورة حتى النصر ولو وقف  جميع حكام العرب في مجلس جامعتهم مرحبين بقدوم الجزار  هاتفين له : بالروح وبالدم نفديك يا اسد . ومبروك عليكم ايها الحكام  النسخة الجديدة العتيقة للطاغية أسد، انها نسخة سوداء  تليق بجامعتكم بتاريخها الأسود.