لسنا في مقام من يتحدى الشر ولكننا في مقام من يتكفف عُرامه، ما استطعنا.. ونتقي ونصبر
وأقرأ مقالات وتحليلات ومتشورات وتغريدات، لكثير من الخليين، المتكئين على أرائكهم، يتحدون الشر، بل يستثيرون أهله، ويئزون نار العداوة أزا في صدورهم، ويحرضونهم تحريشا على المسلمين.. وإن قال أو ظن بعضنا انهم لا يحتاجون إلى تحريش.
إنً منطق أصحاب غزوة "مانهاتن" وصيحات جبال "تورا بورا" كم أودت بأمتنا؟؟ وربما تزيد..
أتحدث عن موقف من قوى ودول وحكومات، يمكن ان تدفع عداوتها، ببعض القول، كما يمكن أن تستثار..
وهذا التحريض وهذا الاستفزاز ، يمارسه مع الاسف، بعض أصحاب الياقات؛ بلغات مختلفة..
من تركية إلى سورية والعراق واليمن ولبنان!!
حتى بتنا لا ندرك حدودا لخطاب استراتيجي يمكن أن نتداعى لنتفق عليه.
أقدّر مثلا أن الرئيس اردوغان إذا فاز في الانتخابات القادمة، وأسأل الله أن يفوز ، لن ينادي، يا خيل الله اركبي، ولن يعلن الحرب، على أوربة المسيحية، ولن يذهب إلى فتح رومة الثانية، وأنه من أفضل ما في برامجه، أن ييسر سبل العيش لمواطنيه، والأوربيون والأمريكيون الذين يحرضون عليه، يحتاجون إلى من يصب بعض الماء على نار عداوتهم وبغضائهم، وليس إلى من يسكب عليه مزيدا من النفط أو الزيت..!!
وكذا نقول في كل حرب تدار علينا، ولا يد لنا فيها. حرب بشار الأسد علينا لم تكن من خيارنا، بل هو الذي فرضها علينا. وهو وحلفاؤه الذين أداروها، وهو وحلفاؤه الذين لم يرقبوا فينا إلّا ولا ذمة، ولم تأخذهم في السوريين العُزْل شفقة ولا رحمة.
ومرة أخرى ارجعوا الى تاريخ قتل الطفل حمزة الخطيب، والطفلة هاجر الشرعي. تجدون دماءهما عربون الصفقة الجريمة للحرب التي أديرت علينا…
الحوثي في اليمن لم ينبذه أهل اليمن، بل الذين سلحوه وسلطوه. وما جرى في بغداد ناطق، حيث كنا الضحايا وما زلنا.
التشدق بالكلام العربض هو التفيهق المذموم. قال: "وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون" قالوا المتفيهقون: المتشبعون بالكلمات زورا لا قبل لهم بها!! ولا تخلط بين المتفيهقون، والمتفيقهون. وإن كان لكليهما في الدعوى نسب عريق.
في شعب أبي طالب، تقول السيرة، ورمى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، خالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدَالمشركين، بلحي بعير، أي عظم الفك من بعير، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك، وقال لسعد: لم أومر بذاك!!
وعندما اختال ابو دجانة يوم بدر بين الصفين؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنها لمشية يكرهها الله ورسوله، إلا في مثل هذا الموطن، يعني هذه الرطانة في التحدي مكروهة من المتكئات والمتكئين على الكيبورد من أمثالي..
يوم الأحزاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود: إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت..
هل خطاب التخذيل عن المسلمين في الظروف التي يعيشون هو الاستراتيحية التي يجب أن تكون؟؟!! أتساءل!!
أنا لا أدري ما هو رجع التحريض، والتحدي الفارغ، على طريقة الجبان الذي إذا خلا…
هل لنا مصلحة في تحريض العالمين، وتحريض الأمريكان، وتحريض الأوربيين، وتحديهم، وإيقاظ النعرة التي ربما تكون قد غفت عند بعضهم!! أقول عند بعض من يجب أن نكثر سوادهم، ولا نخذلهم
وهل نحن في موقع من يتحدى الشر، أو في موقع من يتكفف غَربه، ويحاول ان يحتوي عُرامه؟؟!!
(وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)
وسوم: العدد 1031