هل يكفي التنديد لثني الكيان الصهيوني عن مضيه قدما في الحفر تحت المسجد الأقصى لهدمه من أجل إقامة هيكله المزعوم ؟؟؟
بالأمس أقدم بعض ساسة الكيان الصهيوني على اقتحام ساحة المسجد الأقصى ، في خطوة استفزازية صارخة ،واجتمعوا في نفق محفور تحته لتدبير هدمه من أجل إقامة هيكلهم المزعوم الذي هو أسطورة من الأساطير المؤسسة لهذا الكيان المحتل لأرض فلسطين على حد تعبير الفيلسوف رجاء جارودي في كتابه الشهير الذي منع تداوله في فرنسا ، واختفى بعد ذلك أثره ، وكانت ذريعتهم للتمويه على ما يخططون له لتنفيذ الهدم هو مجرد حفر أنفاق خاصة بحركة السير والمرور تحت المسجد الأقصى المبارك .
ومعلوم أنه حين كان البعض في الوطن العربي ومنذ عقود مضت يحذرون مما يتهدد المسجد الأقصى من هدم لإقامة الهيكل المزعوم ، كان البعض الآخر يسخر من هذا التحذير ، ويشكك في موضوع هدم المسجد الأقصى إلا أن حادثة الأمس قطعت كل شك باليقين، لأن حفر الأنفاق تحديدا تحت المسجد الأقصى، لا يمكن إلا أن يؤكد سبق الإصرار على هدمه الذي يرمز إلى جعل أسطورة الهيكل المزعوم الذي إذا ما أقيم ـ لا قدر الله ـ ذريعة الكيان الصهيوني لما يعتبره دليلا تاريخيا على حقه في إنشاء وطنه فوق أرض فلسطين التي احتلها بالقوة .
ولقد مر زمن طويل على تداول أخبار في الوطن العربي مفادها أن الكيان الصهيوني كان يعد بعض ما يبرر به عثوره المزعوم على آثار الهيكل تحت المسجد الأقصى ، وهو ما لا يستغرب ممن حرفوا ما أنزل الله عز وجل على نبي الله موسى عليه السلام بشهادة القرآن الكريم ،ذلك أن من كانت لهم الجرأة على تحريف كلم الله عز وجل عن مواضعه لن تعوزهم ذات الجرأة لتغيير ملامح البنيان ،وهو نوع من أنواع التحريف الذي يعني الميل بالشيء إلى حرفه أو جانبه أو حافته .
ولا يستبعد أن يزعم الكيان الصهيوني أنه قد عثر على بقايا الهيكل من حجارة أو نقوش مزورة ، وقد يزعم أنه قد عثر على خاتم ومنسأة النبي سليمان عليه السلام ، وعلى الهدية التي أهدته ملكة سبأ ، وعلى ريش الهدهد الذي كلمه، و مومياء النملة التي سمع تحذيرها وهي تحذر عشيرتها منه ومن جنده ... إلى غير ذلك مما قد يتذرع به من أمور مادية مزعومة لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد هدمه ـ لا سمح الله ـ .
ولقد حدث ما حدث يوم أمس من اقتحام لساحة المسجد الأقصى ، ومن اجتماع في نفق محفور تحته ، ونقلت لنا وسائل الإعلام عبارات التنديد الصادرة من عواصم عدة أقطار عربية، فضلا عن بعض العبارات المعبرة عن قلق بعض دول العالم بما فيها دول غربية تؤيد الكيان الصهيوني كل التأييد الذي لا حدود له مهما كانت جرائمه ضد الشعب الفلسطيني أو أفعاله المستفزة لمشاعر المسلمين والمتعلقة باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك .
والسؤال المطروح على المنددين في وطننا العربي بما أقدم عليه ساسة الكيان الصهيوني ، وعلى المعبرين عن قلقهم في غيره من بلاد العالم هو : هل يكفي التنديد لثني الكيان الصهيوني عن مضيه قدما في تنفيذ فكرة هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم تحته ؟؟؟
وسوم: العدد 1033