هوس ما يسمى بالحرية الفردية لدى المطالبين بها دليل على قوة مناعة مجتمعنا الراسخ تدينه ومحافظته
ما فتئت المواقع المسوقة لما يسمى بالحرية الفردية تطلع علينا شبه يوميا بدعوات لجهات محسوبة على التيار العلماني ، بعضها يوصف بمنتديات الشباب منادية بهذه الحرية المزعومة التي هي في نهاية المطاف دعوة إلى إباحية وتهتك جنسيين في مجتمع يدين بدين الإسلام ، وهو يقر بذلك في أولى فقرات دستوره . ولا شك أن ارتفاع وتيرة المطالبة برفع تجريم القانون عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والتي توصف بالرضائية ، يعني تعبير الجهات المطالبة بها عن شعورها باليأس من استحالة تمريرها في مجتمع متدين محافظ ، لهذا تعمد إلى فئة قليلة من الشباب المؤطر علمانيا لتوهم الرأي العام الوطني زاعمة بأن عموم الشباب في مجتمعنا يؤيد الرضائية الإباحية، وكأنه ليست لديه حاضنة إسلامية نشأ وتربى فيها ، وترسخت فيه تنشئتها وتربيتها على قيم الإسلام والتي أكسبته مناعة أخلاقية .
والمتابع للشباب عندنا يلاحظ بكل وضوح ـ والواقع المعيش شاهد على ذلك ـ غلبة طابع التدين عليه من خلال ارتياده اليومي للمساجد خلال الصلوات الخمس ، وأيام الجمع، وفي مناسبة عيدي الفطر والأضحى ، وهو بهذا الارتياد المتواصل يمتح من مورد القيم الإسلامية التي تكسبه مناعة تحميه من الانزلاق نحو ما يدعو إليه التيار العلماني المتهتك ، والذي لا يزيد مداه الإشهاري عما توفره له بعض المواقع الإعلامية المستأجرة على الشبكة العنكبوتية .
ونتحدى من يزعم أن شبابنا لديه ميول نحو الرضائية الإباحية أن يوثق ذلك من خلال مقابلات مع قاعدة عريضة من هذا الشباب في مؤسساتنا التربوية أو عند بوابات مساجدنا ، ويشترط أن يكون دليل من يعبر عن ميله الرضائي أن يجيب عن السؤال الآتي : هل ترضى لأمك أو أختك أو إحدى قريباتك الرضائية الإباحية ؟ ونحن نجزم جزما لا يرقى إليه أدنى شك أنه لن يوجد إطلاقا من يرضى بذلك لقريباته وتسجله عليه وسائل الإعلام ، وإن زعم أنه يؤيد الرضائية الإباحية إلا أن يكون ديوثا لا غيرة له على عرضه .
وقد نرى في شوارعنا، وفي محيط مؤسساتنا التعليمية شبابا يتحرش بالفتيات إلا أننا لو استوقفنا بعضهم ، وسألناهم هل يرضون أن يتحرش غيرهم بقريباتهم لأزبدوا وأرغوا ، وهاجوا هيجان الثيران ، وعنفوا بمن يسألهم هذا السؤال، وأشبعوه سبا وشتما ، الشيء الذي يعني أن وجود قناعة بالرضائية الإباحية لدي المتحرشين عندنا من الشباب بالفتيات محض زعم كاذب . وإذا ما كانت الرضائية الإباحية في المجتمعات الغربية قناعة عند أفرادها ، فإن الأمر مختلف تماما في مجتمعنا ، وفي غيره من المجتمعات الإسلامية ، وبناء على هذا، فإن ما تنادي به أبواق العلمانية المسخرة والمستأجرة من الخارج عندنا من حرية فردية تتجلى عندها فيما تسميه رضائية إباحية، إنما هو مجرد وهم تتوهمه ، وأن هوسها بها، يعتبر دليلا على مناعة مجتمعنا الراسخ تدينه والراسخة محافظته.
وسوم: العدد 1034