و في النهاية !

جدير بنا أن نقف برهة،  نقف لنتأمل عواقب النهايات .

كما قيل : فلكل بداية نهاية محتمة،  نصل إليها .

أذكر أننا كنا في مسارنا الوظيفي  ، كنا نهتم  بالتفاصيل العمليات المهنية ، ننظر بعيدا في الأهداف و المرامي ، نركز  على  الأهداف الختامية التي نريد الوصول إليها ،  فنعطيها الوقت و الاهتمام ، كي لا نحيد عن المسار المرسوم ، و الواقع المشهود يؤكد  أن جل الذين لا يستطيعون الوصول إلى النهايات الصحيحة،  عاشوا الاهتزاز و الاضطراب ،  فصرفوا  عن القصد  ، فتاهوا.

لهذا وجب على كل من يريد أن يبني مشروعا أيا كان هذا المشروع ، أن يضع نصب عينيه  محطة النهاية ، فيوفر لها الإمكانيات  ، يستحضر  الطاقة الكافية التي تمكن السالك العبور الآمن. 

و حين نرصد الموارد القرآنية يرسم خط النهاية  في الوضوح ، يخبرنا عن مستقبل النهاية  : ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )  سورة الشورى الآية  ٧

و هذه نهاية حقيقية سنصل إليها حتما .

أما الأمثال فترسم لنا أمثلة رائعة تقول للغريق في مسبح البحر   عليك تقبل النهاية ، فهي بنت يديك  ، من كان سبب مصرعه و هلاله  بيده 

و هذا مثل يقول ( يداك أوكتا وفوك نفخ )

و يزيد توضيح تلك النهاية على مستوى المسؤولية الفردية في تحمل تبعات الأعمال ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و من يعمل مثقال ذرة  شرا يره ) سورة الزلة الآية ٧ 

و هي حقيقة مقررة ، لا تقبل الجدل .

كلنا يعمل و في النهاية كلا منا سيجني محصول عمله ، لعلني أقف عند ما تعلمناه في الصغر ذلك القول :  ( من جد وجد ومن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل )

 و  في النهاية نعيش تلك الحقيقة في حياتنا ، نصاحب و نقضي العمر نعاشر و في النهاية ما يبقى من رسم تلك العلاقات إلا الخلص الأوفياء ، أما الجميع ستختفي مثل رغوة الصابون إذا  لامسها  هواء ساخن .

نعيش تلك  الحقيقة  في حياتنا حين يأتي وقت إعلان النتائج أيا كانت نتائج الامتحانات ،  فالنتيجة واحدة ، فائز  أو راسب و لا عجب .

و قد قيل : (  يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان )

فقد تصدم النهايات الحزينة فسوف تصدم   المخدوع و المغامر و الخائن و الطماع ، فنتائج النهايات لا تكذب .

و في حين نفسه  ، أن النهايات السعيدة ستفرج المجد ،  ستفرح المكافح  و المضحي  و المثابر ،  ببساطة ، لأن  الجزاء من جنس العمل .

وسوم: العدد 1041