لماذا غضت الوزارة الوصية على الشأن الديني الطرف عن سفهاء يؤذون السنة و العلماء ؟
من حق الرأي العام الوطني أن يتساءل عن سكوت الوزارة الوصية على الشأن الديني عن سفهاء قد تمادوا في الإساءة إلى السنة المشرفة ، وإلى العلماء قديمهم وحديثهم ،وقد غضت الطرف عن ذلك ، ولم تصدر بلاغا يدينه ، ولا هي أصدرت مذكرة للخطباء تأمرهم بشجب هذه الإساءة ، أو أصدرت خطبة منبرية كما جرت العادة بالنسبة لبعض الأمور التي لا يبلغ شأنها شأن استهداف السنة والعلماء من قبيل التذكير بأهمية إرضاع الوالدات أولادهن ، أو أهمية ملح الطعام في التغذية ... وما شابه ذلك.
ولقد كان من المفروض أن تتحرك الوزارة ساعة تجرأ أول سفيه على الإمام البخاري رحمه الله تعالى، معتبرا إياه مجرد أسطورة، و زاعما أنه قد وضع نهاية له بكلام عفى عنه الزمن ، قد نقله عن حاقدين على السنة من مستشرقين وشيعة ، ولفقه تلفيقا مستخفا بعقول الرعاع والسوقة ، وقد صادف ذلك هوى شرذمة من العلمانيين ، فوجدوا فيه ضالتهم المنشودة ، وهم يسعون إلى تعطيل الإسلام كتابا وسنة من أجل التمهيد لعلمانيتهم المتهتكة، وقد يجاهرون بإشاعة فواحش ، وجرائم مما يسمونه رضائية، ومثلية ، وإجهاضا للتخلص من حمل السفاح ... إلى غير ذلك من مظاهر التهتك والفجور، مما يعتبرونه انتقالا من حياة يضبطها الإسلام إلى حياة متمردة عليه في بلد إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين ، وهم يصدرون في ذلك عن تطفل عليه مع جهلهم الفظيع به .
وتلك الشرذمة المارقة من الدين مع أنها تدعي الانتساب إليه ،عبارة عن سفهاء بما تدل عليه كلمة سفاهة من خفة العقل، ومن اضطرابه ، وإتيان ما لا تقبله الفطرة السوية ، والمروءة من أفعال ، ويكفي أن يزعم أحدهم أنه لا وجود لعلماء ، ويدعي أنه يستطيع أن يواجههم ويناظرهم ، وكفى بهذا دليلا على السفه المزمن لديه ، والسفاهة كاسمها كما جاء في شعر النابغة الذبياني حين تجاسر عليه أحدهم فقال :
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها يهدي إليّ غرائب الأشعار
فحلفت يا زرع بن عمرو أنني مما يشق على العدو ضراري
ولقد جاء الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد كرد على سفاهة السفهاء من المتجاسرين على السنة ، وعلى الأئمة الأعلام الذين نقلوها إلينا في صحاحهم ومساندهم ، وعلى العلماء الذين تصدوا لباطل جهلهم بها بعلم دامغ له . وتكفي الإشارة إلى العبارة الآتية الواردة في هذا الخطاب التاريخي كي تلجم أولئك السفهاء وتلقمهم حجرا :
" في ظل ما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات ، وتداخل العديد من الأزمات ، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية بمعناها المغربي الأصيل :
ـ أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية ، وبشعارنا الخالد الله الوطن الملك .
ـ ثانيا : في التشبث بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد.
ـ ثالثا : في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك "
وكفى بهذه العبارات خطوطا حمراء لكل من تسول له نفسه من السفهاء أن يتجاسر على القيم الدينية للوطن ، أو يستهدف الروابط الاجتماعية والعائلية فيه.
وهذه التوجيهات الملكية السامية جديرة بأن تجعل الوزارة الوصية على الشأن الديني تتحرك ، وتغير من موقف المتفرج على شرذمة السفهاء، وهم يستهدفون قيمنا الدينية ، وروابطنا العائلية بدعواتهم الهدامة ، وأن ترفع الحظر عن منابر الجمعة ، وعن الدروس الدينية التي تتصدى لهم ، لفضح جهلهم ،ونواياهم الخبيثة، وتآمرهم على استقرار الوطن ، وسلامته من خلال دعواتهم إلى ما سماه جلالة الملك اهتزازا في منظومة القيم والمرجعيات التي تسود العالم ، والتي يعتمدها السفهاء كمرجعية لهم .
وسوم: العدد 1043