في سوريا: كيف ومتى «غدرت» حماس؟!
بعد مقابلة «السيد» الرئيس بشار الأسد مع قناة «سكاي نيوز» عربية، لم نفهم بصراحة ما هو المطلوب من قيادة حركة حماس، حتى تتجنب اتهامها بـ«الغدر والخيانة»!
حماس حركة مقاومة فلسطينية، ونحن أول من يلاحظ عليها ويلومها وينتقدها لو وجهت «بندقية أو هراوة أو حجر» في أي اتجاه آخر بعيدا عن «العدو الصهيوني».
منطقيا، يكره «كيان الاحتلال» سوريا، التي عبرت من «المؤامرة» إياها في كل حال، والمقاومة الفلسطينية معا.
سوريا وحماس هما العدو الأول بلا منازع لإسرائيل. هذه بحد ذاتها حقيقة ينبغي أن تدفع الفضائية السورية للتوقف عن «اتهام حركة حماس» بالخيانة، والأقرب للعقل والمنطق أن يتحالف الطرفان ضد العدو الجاثم على صدر الأمة.
لا نعرف الكثير عن تفاصيل «الخيانة المفترضة» للأشقاء في المؤسسة السورية. لكن ما نعرفه ونفهمه أن حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية من غير المعقول، ولا المنطقي، ولا حتى الأخلاقي أن تطالب يوما، وبصرف النظر عن أي ظرف بالتدخل في «نزاع أهلي» في أي بلد عربي.
يعني لو قصفت حماس أهلنا في «مخيم اليرموك» أو أهلنا في درعا عام 2011 لكانت أنموذجا في الوفاء والالتزام!
فليرحمنا قليلا الزملاء في الإعلام السوري، لأن دمشق تحتاج للتجميع الآن وليس للتفريق، ولأن «المستطاع» هو الذي «يطاع».
«العتاب» في محور المقاومة شيء، وتهمة «الغدر والخيانة» شيء آخر.
ليس دفاعا عن حماس، لكن أفضل ما أنتجته من أجل قضية شعبنا الفلسطيني أنها لم تتدخل في الصراع الداخلي السوري ولا غيره. لو فعلت لرجمناها بتهمة «التخاذل».
يمكن توجيه نصيحة صغيرة للفضائية السورية: العائد إلى صفوف حواضنه العربية يقلص الخلافات، ويبحث عن المشتركات، ذلك يستحقه العدو الرئيسي والمركزي، الذي يتربص بالقدس ودمشق ومكة وعمان معا.
وسوم: العدد 1045