في المشهد السوري.. اختراقات أو حماقات !!
مع مبشرات الأمل على أكثر من محور في سورية جنوبها وشمالها الغربي والشرقي.. معا.. شيء ما يوحي بالأمل، وشيء آخر يوحي بالانقباض واليأس.
وحين يتأمل المرء واقع الهيئات والكيانات والمجالس المعبرة عن المصالح السورية؛ يتساءل بجد: هل هذه البُنى والأجسام مخترقة من قبل علي مملوك، وعصابة التسعة عشر، أو أنها محكومة بغبائها وحماقتها التي لم تفارقها تاريخيا طرفة عين؟؟!!
جميل منا أن نشجع كل حراك وطني، على ساحة الوطن أجمع، ولكن التشكيك والتشتيت وتقديم سوء الظن، والتعالي على الناس على طريقة من قال (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) ليس جميلا، ولن يكون جميلا أبدا..
قلنا لها قفي، قالت قاف.
وهذه الحماقة وهذا الغباء هو الأمر الذي ما يزال يراهن عليه بشار الأسد ويكسب، منذ انطلاقة هذه الثورة المباركة، وربما من قبل أيضا!!
بعض الناس لا يريد للمطر أن ينزل على السوريين إلا بعد دعائه هو..تثبيتا لمكانته، وحفاظا على مكاسبه. وعنده كل عمل، مهما كان، حابط إن لم يمهر بختمه. ويجوز بفتواه.
يعتقد أنه الأول والآخر ولعله والظاهر والباطن.
ما يجري في الجزيرة السورية، من محاولة أصحاب الأرض الانتصار لأنفسهم وأعراضهم، مهددد، في هذا الظرف، بأكثر من عامل خارجي، فهذا "التحالف الدولي" التحالف الدولي الذي بدأ بنحو ستين دولة، كلها جعلت في مشروعها مصادرة مشروع سورية الحرة المحررة، تحت عنوان مدعى كذوب لمحاربة داعش، ولم يحاربوا إلا السوريين الأحرار، في دير الزور والرقة والميادين وجرابلس ومنبج وحتى تل رفعت..
هذا التحالف المريب والقوي - رغم أنوفنا نكتبها- بالأمس كان يراقب حراك الأحرار في الجزيرة السورية ويهدد: نراقب عن كثب الأحداث في شمال شرقي سورية. ويضيف يجب أن يتوقف العنف في شمال شرقي سورية.
تهديد معناه: يجب أن تخضع الأكثرية العربية شمال شرق لحكم الأقلية، أو أننا سنتدخل..
تهديد تسعفه القوات الأمريكية بأن على العشائر العربية أن تخضع أو…
عمليا كلنا يدرك معنى او.. ولا أورد هذه التصريحات تخويفا، ولكنني أبدا لا أستهين بها، فهذه التصريحات دعم مباشر للعصابات المقاتلة بالسكستين الأمريكية الدولية، والتي كان الموقّع على عقد استئجارها بالأمس فقط يعلن ولاءه لبشار الأسد، ويسعى إلى توقيع عقد آخر معه، لا ينقض عقده الأول بل يتممه، بأن يقوما معا بإحكام الكماشة على أعناق السوريين الأحرار!!
وحين يطلق أي سوري حر غيور الدعوة إلى الانتصاف، وإلى الانتصار- بمعناه القرآني الفريد- فيجب أن لا يفهم من ذلك أنها دعوة لتكرار التجارب الخاسرة والمحبطة على السواء..
على منضدة الشور والرأي وجميل التداول يجب أن توضع القواعد والأطر لمعركة نحالف فيها النصر والانتصار بإذن الله..
وجدت بكم الحربُ فجدوا
والقوس فيهـــــــــــــــــا وتر عرّدُ
مثل ذراع البكر أو أشــــــد
لا بد مما ليــــــــــــــــس منه بد
وسوم: العدد 1048