رئيس الائتلاف الأسبق معاذ الخطيب «ينعى» إلى السوريين وفاة «الائتلاف»
تحدث الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب عما يجري من خلافات داخل الائتلاف السوري المعارض، وقال إن ما يحدث من فوضى وخطط داخله لفرض رئيس جديد للمؤسسات، يعد إعلاناً رسمياً عن وفاة الائتلاف، وأضاف: «فليسجل السوريون أنه بتاريخ الأحد 10 أيلول عام 2023 توفي ما كان يسمى الائتلاف السوري الذي كان معارضاً ودفنه السوريون شعبياً ووطنياً»، مؤكداً أن «الأصابع الإقليمية والدولية ساهمت في تقويض كثير من قوى الثورة والمعارضة».
وأكد الخطيب أن الشعب السوري قادر على التصدي لفرض أي منظومة جديدة، عن طريق «تقويضها والدفن السياسي والاجتماعي والشعبي لكل الفراعين الصغار والكبار» وقال: «توفي الائتلاف..». محملاً المسؤولية الكاملة لـ «المجموعة المهيمنة على الائتلاف التي استأثرت بقنوات التواصل مع الخارج، وتعودت على إيصال رؤيتها وتسويق خططها لدى الآخرين».
وأرفق «نعي» الائتلاف، بنسخة من رسالة كتبها الرئيس السابق للائتلاف، نصر الحريري، كشف فيها عن «تهديد مُشين لإجبار أعضاء الائتلاف على التصويت لقيادة مفروضة عليه… وفرض هادي البحرة زعيماً للائتلاف في الانتخابات المزمع عقدها يوم الثلاثاء».
وأفصح نصر الحريري عن حجم الخلاف داخل هذه المؤسسة معتبراً أن ما يجري «يشي بمحاولة تمرير غير شرعي، وأثر بالغ الضرر على ائتلاف يعيش أصلاً حالة ضعف وعدم فاعلية» وما يزيد الطين بلة هو فرض هادي البحرة كرئيس للائتلاف «ليكون سابقة في تاريخ المعارضة والعمل السياسي ويصبح مرجعية المرجعيات، وملك الملوك، والحاكم بأمر الله، وشاهنشاه العمل السياسي في سوريا، فلا رقيب ولا حسيب وهو الذي أتعبنا عمله في اللجنة الدستورية وغيرها». ووجه الحريري رسالة إلى الحكومة التركية عبّر فيها عن امتنان الشعب السوري لتركيا على اعتبارها «أفضل دولة بين أصدقاء سوريا، وقفت إلى جانب الشعب السوري في كل المجالات السياسية والإنسانية وغيرها» لكن «طريقة تعامل أشقائنا وأصدقائنا وحلفائنا مع مؤسسات المعارضة السورية لا يليق بنا كممثلين عن أعظم ثورة شهدها العصر الحديث».
وقال: «نحترم حزب العدالة والتنمية ورئيسه الطيب رجب أردوغان ونغبطهم على التجربة السياسية والاقتصادية والنهضوية المبدعة، ونعلم أننا نتقاسم مصالح ومخاوف كبيرة جداً… ولذلك نحن لا نطالب إلا بحقنا في أن تكون لدينا انتخابات ديمقراطية بلجنة انتخابية، وخطوات وبرامج ومرشحين وتنافس وحضور النقابات ومنظمات مدنية ووسائل إعلام وحتى دول شأننا في ذلك شأن كل الدول والمنظمات الديمقراطية».
واعتبر أن المسؤولية الكاملة تقع على كاهل «المجموعة المهيمنة على الائتلاف التي استأثرت بقنوات التواصل مع الخارج، وتعودت على إيصال رؤيتها وتسويق خططها لدى الآخرين، وإعطائهم الانطباعات في أن هذه الفكرة أو تلك مناسبة، وأنها ستؤدي إلى تحسين واقع الائتلاف، وأنها تحظى بموافقة الجميع وما إلى هنالك، ومررت من خلال هذه السياسة معارك تصفية الحسابات وتعزيز النفوذ ومواجهة الخصوم داخل الائتلاف أكثر من مرة، وهي نفسها الآن تسعى من خلال نفس الآلية، إلى تنفيذ معركة كسب ولاءات واستئثار وسيطرة على مفاصل القرار الأسباب لا نعرف جميعها لكن يمكننا التنبؤ ببعضها».
وقال الحريري في رسالته: نحن نعلم جيداً في الائتلاف أن أقل حد زمني واجب قبل أي اجتماع للهيئة العامة هو 10 إلى 15 يوماً حتى يتسنى للأمانة العامة في الائتلاف القيام بالتحضيرات اللوجستية من حجوزات وتأمين تأشيرات للقادمين من خارج تركيا، يضاف إلى ذلك ضرورة أن تكون هناك مداولات للاستحقاق الانتخابي المقبل، سيما أنه يأتي متزامناً مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا نريد أن تحدث أي خلافات أو انشقاقات داخل المؤسسة تؤثر على سمعة المعارضة وحضورها في نيويورك، ولذلك فإن فرض هذا الاجتماع في هذا الوقت القصير غير الكافي من قبل المجموعة المتحكمة في الائتلاف يشي بمحاولة تمرير غير شرعي كما جرى في انقلابات سابقة على النظام الأساسي وعضوية الائتلاف، وهذا سيكون له أبلغ الأثر الضار على ائتلاف يعيش أصلاً حالة ضعف وعدم فاعلية.
وكشف الحريري أن البحرة، «الذي تدعي مجموعة السيطرة في الائتلاف أنه يحظى بتوافق المكونات داخله، مع احترامنا لشخصه وجهوده، لا يحظى بموافقة الكثيرين داخل المؤسسة…».
وعلى ضوء ما سبق، عبّر رئيس الائتلاف الأسبق معاذ الخطيب، عن اعتقاده دخول الائتلاف مرحلة «الموت السريري» وأضاف: «لا النظام ولا حلفاؤه جميعاً ولا امبراطوريات الأرض تستطيع أن تفرض على السوريين منظومة جديدة من الديكتاتورية وعندما لا يستطيع الشعب التصدي المباشر لها فعنده طرقه في تقويضها ومنها الدفن السياسي والاجتماعي والشعبي لكل الفراعين الصغار والكبار».
واعتبر أن «الأصابع الاقليمية والدولية ساهمت في تقويض كثير من قوى الثورة والمعارضة لسبب خطير: أن المخطط لبلدنا هو شعب منهك وبلاد ضعيفة محكومة من نظام متوحش يقوض البلد برعونته ويحكم الناس بالحديد والنار.. ولم يكن إسقاط النظام. ستظهر الأيام حجم المفخخات البشرية والعدد الهائل للعملاء الذين بثهم النظام في كل أجساد المعارضة». وقال: عندما يقول أي شخص إن دولة ما تريدني رئيساً للائتلاف مثلاً أو أي مؤسسة للمعارضة فذلك يقتضي عمالته لتلك الدولة بالدليل القطعي الذي أقامه على نفسه ووجوب كفه عن كل الفعاليات ومقاطعة أي نشاط معه.
وسوم: العدد 1049