شيء عن "الجبهة الإسلامية... وميثاقها"

شيء عن "الجبهة الإسلامية... وميثاقها"

عقاب يحيى

"الجبهة الإسلامية" التي تشكلت مؤخراً من عدد من الألوية والكتائب.. تطلق" مشروعها" أو " ميثاقها السياسي"الشامل" المرتكز اساسا، والمنطلق من فكرة إقامة الدولة الإسلامية، وتفسير سيد قطب للمقولة الشهيرة: " لا حاكمية إلا لله".. والحاكمية بنظر الجبهة هم ومن يحالفهم من قوى إسلامية تؤمن بنفس الوسيلة والغاية، والوسيلة : فرض بقوة السلاح. والمرجعية : تفسير خاص للشريعة، وتكفير للديمقراطية، وحكم الشعب، والدولة المدنية، والعلمانية.. وكل شعارات الثورة عن الحريات العامة والتعددية ..وفي الميثاق نقاط كثيرة يمكن التوقف الملفت عندها لما تشكله من تعارض مع ألف باء الحرية ..

ـ أمام هذه الأحادية التي تريد فرض منطوقها بقوة السلاح..فإن أسئلة كثيرة مشروعة تطرح نفسها :

ـ اين منكم إذاً أهداف وشعارات ومبررات الثورة في الحرية والخلاص من نظام الشمولية والاستبداد ؟..

ـ وأين أنتم من الاستبداد عينه والفرض بالقوة هو النهج والوسيلة ؟؟..

ـ ومن يفوضكم، او غيركم، بإلزام الناس على تفسير محدد للشريعة؟، أو تكريسها وحيدة.. وإلغاء حريات الرأي والاعتقاد والحوار والتعددية ؟؟...

ـ ما الفرق بين هذا الاستبداد والاستبداد الذي قامت الثورة لإنهائه ؟؟

ـ وما هو مصير من يخالفكم الرأي سياسياً، وعقيدياً، ودينياً، ومذهبياً، وفكرياً.... ؟؟..

ـ نعم من حق الجميع في مرحلة، ودولة الحريات والتعددية أن يعتنق ما يراه من أفكار وعقائد، وأن يعمل على نشرها وكسب المؤيدين لها.. بما في ذلك الوصول للحكم.. لكن عبر اختيارات الشعب بانتخابات حرة تقررها صناديق الاقتراع وليس البنادق والتهديدات..

ـ وبالوقت نفسه.. الكل يعلم أننا في مرحلة مواجهة نظام عات، شديد الإجرام والفتك، وأن الجهود ـ كل الجهود ـ يجب أن تتجه للخلاص منه..وأن الصراعات البينية للقوى المحسوبة على الثورة ليست مفيدة، بل تجرّ الويلات.. وفقدان الحاضنة الشعبية..وأنه كان الأولى بالجميع أن يطرح رؤاه المفتوحة ولا يعتبرها وحدها الحقيقة، ووحدها الاحتكار، ووحدها الحل الشامل.. وبما يخلق مزيد التناقضات، والبلبلة.. واليأس..