ما هي دلالات زيارة مجرم الحرب بشار الأسد إلى الصين؟
أعلنت رئاسة نظام الكبتاغون يوم أمس الثلاثاء 19 أيلول/سبتمبر، أن مجرم الحرب بشار الأسد سيتوجه الخميس المقبل إلى الصين، في زيارة هي الأولى لمجرم الحرب يُعلن عنها بعد 12 عاما؛ من قتل شعبه وتدمير مدن وبلدات وقرى بلاده، وتهجير نصف شعبه داخل البلاد وخارجها، وتغييب نصف مليون في سجونه ومعتقلاته، وبيعه لأصول ومؤسسات وثروات بلاده للمحتل الروسي والإيراني، وتجويع وإفقار شعبه.
وقالت رئاسة النظام المجرم في بيان لها: " إنه تلبية لدعوة رسمية من الرئيس شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية، يقوم بشار الأسد بزيارة إلى الصين تبدأ غداً الخميس 21/9/2023".
ومن المقرر أن يسافر الأسد وزوجته أسماء الأسد ووفد كبير من شبيحته إلى الصين يوم الخميس لعقد سلسلة من الاجتماعات في بكين وتشانغتشو.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام الأسد أنه سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية في هانغجو في 23 من الشهر الحالي.
والصين دولة حليفة لنظام دمشق الطائفي، وقدّمت لها الدعم خصوصا في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدين نظام دمشق، واستخدمت الفيتو إلى جانب روسيا الداعمة بقوة لدمشق، لتعطيل هذه القرارات.
وبعد الزلزال الذي ضرب شمال سورية في فبراير/شباط الماضي طالبت الأمم المتحدة وغالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي بتمديد آلية دخول المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية من دون إذن حكومة دمشق الفاسدة لمدة سنة على الأقل، واقترحت سويسرا والبرازيل تسوية لمدة تسعة أشهر، لكنّ روسيا استخدمت الفيتو لمنع صدور القرار الذي أيّدته 13 دولة، فيما امتنعت الصين عن التصويت.
وأعلنت الصين بعد الزلزال إرسال مساعدات بقيمة 5.9 ملايين دولار للنظام كما أرسلت عمال إغاثة متخصصين في المناطق الحضرية وفرقا طبية ومعدات طوارئ.
ويبدو أن اهتمام الصين بسورية متعدد الأوجه، ولا يتعلق فقط بالثروات الاقتصادية الهائلة الدفينة في بطن أرضها، وإنما كدولة إرهابية منبوذة من دول الشرق الأوسط؛ الأمر الذي يجعلها “أكثر جاذبية بالنسبة للصين” التي تتشارك معها في العنصرية والإرهاب والحقد الطائفي والعداء للمسلمين السنة، وأن بروز الصين كقوة مهيمنة على الساحة العالمية، وتطور سياستها الخارجية تجاه سورية، وإفشال كل القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن لصالح الشعب السوري، وهذا يعكس مكانتها ونفوذها المتزايدين.
في وقت تسعى فيه دمشق إلى إيجاد منافذ للأزمة الخانقة الناجمة عن الحرب التي يشنها نظام بشار المجرم على شعبه للحصول على تمويلات لإعمار البلاد، فيما تشكل الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد غلاء المعيشة في عدد من المحافظات السورية أحد أكبر التحديات التي تواجه النظام السوري الفاسد.
ورغم ذلك فإن العلاقات بين بيجين ودمشق تكشف أنها لم تتطور إلى الشراكة الاستراتيجية، وقد يعود ذلك لدبلوماسية الغموض والعمل من وراء الكواليس التي تفضلها كلاً من بكين ودمشق بالنظر لظروف كل منهما.
وما يثير الاهتمام بهذا الشأن قلة الزيارات المباشرة بين المسؤولين في دمشق وبيجين، لكن يبدو أن السفارات لعبت الدور الأهم في تنمية العلاقات وتعزيزها.
وهناك احتمال وارد بأن الصين هي من تريد أن تكون العلاقات بين البلدين يكتنفها الغموض أكثر من سورية، في ظل توخيها الحذر في تصرفاتها، وحرصها على عدم استعداء العالم الإسلامي دون داع، في وقت تتركز فيه جهودها على مبادرة الحزام والطريق.
لقد كان نجاح بكين في تعزيز التعاون مع العالم العربي، خاصة في أعقاب القمة العربية الصينية في الرياض كان بمثابة حافز لبعض الدول للتقارب مع دمشق، الأمر الذي توج بعودة النظام المنبوذ إلى الجامعة العربية.
والهدف الذي تسعى إليه الصين في النهاية الانتقال من مرحلة التعاون الاقتصادي إلى مرحلة الشراكة الاقتصادية الملموسة، التي تشتمل على إنشاء شبكة طرق وخطوط للسكك الحديدية وخطوط أنابيب لنقل الطاقة بين الصين وإيران وسورية والعراق.
ومن الواضح أن ثقة الصين بنفسها ازدادت وهي مصرة على إظهار قوتها ونفوذها وهذا يجعل النظام المجرم يمتلك فرصة مهمة للعودة إلى المجتمع الدولي كما يظن ويحلم.
المصدر
*صدى البلد-19/9/2023
*ستريت جورنال-20/9/2023
وسوم: العدد 1050