عود على بدء في حراك السويداء الوطني !!
حراك السويداء - افعلوا مثلهم وبيعوا بسعرهم- التنافس الايجابي مطلوب- ولا يستفيد من التشكيك بأي حراك وطني غير بشار الأسد وداعميه…
وما زال بحمد الله وفضله، الحراك الوطني في السويداء يتمادى ويتعاظم، وما تزال ملامحه وأبعاده ومفاصله الوطنية، بحمد الله وفضله، ثم بوعي قادته والقائمين عليه، والجمهور الوطني لأحرار السويداء تتضح أكثر وأكثر..
وما يزال المشهد الوطني يتطلب من كل المعنيين بساحته وبمسيرته أن يكون أكثر حذرا وحرصا ووعيا وجرأة في نبذ لغة التشكيك والبراءة من المشككين…
ونعتقد أن تجربة السويداء بعد ما يقرب من الشهرين من تاريخ انطلاقها، أصبحت تستحق تأملا ودرسا أكثر لمحاكاتها والنسج على منوالها، وتعميمها على كافة الساحات، وعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده..
وأتابع بعض المشككين وهم يحللون أسباب امتناع عصابات الأسد عن التصدي لحراك السويداء، والبطش به كما حصل من قبل مع .، ومع .. فيغرقون في أحاديث المؤمراة والطائفية والتشكيك؛ ولا أدري لماذا لا يتساءلون: أليس الظرف الذي تحرك فيه مواطنو السويداء بكل أطره وأبعاده، أو ليس الإطار الداخلي لحراك السويداء بأهدافه المطلبية، كان لها دور في كبح، ردات فعل زمرة السارين والبراميل؟؟
دعونا نفكر بطريقة وطنية وإيجابية، فنقول: ربما كان بشار الأسد في الظرف الذي هو فيه اليوم، سواء في موقف حلفائه أو خصومه، أو في هشاشة وضعه الداخلي، لم يعد قادرا على تكرار تجاربه في غوطة دمشق أو في حمص أو في حلب..
ظروف كثيرة تغيرت على مستوى العالم والإقليم، ومستوى سورية نفسها، فهل نعتبر؟؟!!
بوتين الغارق في أوكرانيا اليوم ربما لن يجد على جدول عمله اليوم فرصة للتفكير في إنقاذ حليفه الصغير بشار..
لم يذكر أحد أن من أسباب زيارة بشار الأسد للصين، أن يحاول التعويض عن شيء من ضعف الاهتمام الروسي!!
الذي يجب أن نعيه اليوم أن حراك السويداء بكل خصوصيته الوطنية المحلية، يتم في ظرف وطني وإقليمي ودولي مختلف عن الظرف الذي تحرك فيه السوريون حراكهم الأول، الذي أتى متناسقا مع حراك الربيع العربي، وهذا التوصيف لا يراد منه إشادة ولا إدانة.
الثورة السورية في مساراتها المغلقة ما تزال محكومة بمعادلة صفرية، وهذا يجب أن يعيه السوريون جميعا قبل غيرهم.
صفرية المعادلة كانت منذ البداية خيارا لبشار الاسد، ولحسن نصر الله، وللولي الفقيه، ولبوتين وتابعه لافروف وما زالت..
انغلاق أو انسداد كل آفاق الحل السياسي الكذوب، عبر كل القنوات والعاملين والمدعين والممثلين والداعمين، هو الحقيقة الناطقة الأخرى..
في لحظة هذا الانغلاق يأتي حراك السويداء كضوء يلوح وسط الظلمة..
تجربة السويداء تختصر أنه في محافظة صغيرة الحجم - وإن كانت كبيرة الأثر- هناك قرابة ألف مواطن. ما زالوا ينظمون حراكات يومية وأسبوعية، في وسط ماء نقي مؤيد وداعم، وسط هواء نقي يهيئ الفرصة للنمو والاستمرار..
ولنعد لأنفسنا..
وبدلا من أن يستمر مريرنا بين طرفي التأييد والتشكيك، ما زال علينا، لو أننا حاولنا أن نستفيد من التجربة..
نبدأ من حلب حيث ساحة سعد الله الجابري فارغة تنتظر من يملؤها بالدعوة إلى الثورة الوطنية، ومنها إلى ساحة العاصي في حماة، ثم إلى ساحة الساعة في حمص، ورابعا إلى ساحة المرجة في دمشق، وإلى ساحة الضاهر أو الصليبة في اللاذقية…
ولعل أهل طرطوس تكون له ساحة..وكذا غيرهم وغيرها من المحافظات والبلدات حيث يسيطر الأسد وليس فقط حيث يغيب!!
وفي كل الساحات الوطنية يكون لنا خطاب وطني بأبعاد وطنية تجمع ولا تفرق، ترسم أفقا، وتطلق حلما، ويمسك أصحاب الترهات ألسنتهم!!
استئناف الثورة هو المطلب، الاستئناف هو البداية الجديدة على الأسس الأصح، وأهم درس في الاستئناف أن لا يكون هناك داعمون ولا مانحون. ولا بديل لنا عن الثورة غير الثورة. وغير الصدق في الثورة. وكبروا على هيئة التفاوض، واللجنة الدستورية أربعا..
وسوم: العدد 1052