تظاهرات عامة وليست خاصة
غالبا ما تكون تظاهرات الشيعة محددة وغير شمولية، فهم يتظاهرون بسبب انخفاض سعر صرف الدينار بالنسبة الى الدولار، وزيادة حصة البصرة من ميزانية الدولة، او قلة الكهرباء وشحة الماء والتعيين في دوائر الدولة وإعادة المفسوخة عقودهم، وينسون الفساد الحكومي الشامل في كل مرافق الدولة الذي هو السبب المباشر لجميع مشاكلهم، وهم على يقين بأن الحكومة الشيعة تستغلهم تعت ظلال النزعة الطائفية، والوعود التي لم تنفذها منذ عام 2003 ولحد الآن، علما ان المراجع الدينية تحت شعار نصرة المذهب والاحتفاظ بحكم الشيعة تدعم السياسيين الفاسدين سرا وجهرا.
أما أهل السنة وهو الحلقة الأضعف في العملية السياسية الراهنة، فهم عازفون عن التظاهر لأنهم يعرفوا ان اية تظاهرة من قبلهم ستجيرها الحكومة الشيعية والميليشيات الولائية في مجال تنظيم داعش الإرهابي، او بدعم الولايات المتحدة الامريكية، ولأهل الحق الجزئي وليس الكلي في موقفهم المتفرج على الأحداث. كما انه لا يسمع لهم سواء تحدثوا او سكتوا فالأمر سيان عند الحكومة الشيعية، على العكس من الكرد الذين طالما تحدوا الحكومة الشيعية وهزموها في العديد من المواقف.
غالبية دول العالم عندما يفشل القائد العسكري في تحقيق نصرـ أما يعالج الموضوع بنفسه، فيعاقب نفسه بإعدامها كأقوى إحساس بالذنب والعار والهزيمة، او يقدم استقالة يعترف فيها بفشلة أو عجزه عن الاستمرار في مهنته العسكرية، او تتخذ الحكومة قرارا بفصله أو طرده أو تجميده عن العمل أو إحالته على التقاعد، وربما عرض موضوعه على السلطة القضائية إذا وقعت أضرار كبيرة ورفض أصحاب الحق التنازل عن حقوقهم، علاوة على استحصال الحق العام. لكن في العراق الجديد لا يوجد مثل هذا الأمر.
مرت المئات من المصائب والكوارث في العقار دون ان تستقيل الحكومة او وزير او حتى نائب واحد من مجلس النواب، ناهيك عن المسؤولين الاقل درجة.
وسوم: العدد 1053