حول انفلات قوات العصابة على المدن والبلدات

هذه الهجمة المجنونة التي تباشرها عصابة الأسد على المدنيين في المدن والبلدات السورية، ألا تعتبر جريمة حرب…؟؟

ألا تقتضي أن يتحرك من أجلها عالم غارق بمواثيق ومنظمات حقوق الإنسان؟؟

حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمة بالطائرات المسيرة على الكلية الحربية في حمص أثناء حفل تخريج طلاب الكلية…!!

فيما نتابع من أخيار ..

لم تعلن أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عن الحدث!؟

ولم تشر أي جهة بأصبع الاتهام إلى أي طرف في معادلة الأرض السورية شديدة الاختلاط..

وربما يكون العدو الأول، والمستفيد الأول، من تقتيل المزيد من السوريين هو العدو الصهيوني، الذي يجب أن يكون عدوا لكل السوريين،

العدو الصهيوني الذي أمن عقوبة الأسد، فلا عحب أن يسيء الأدب!! ولكن لا ندري لماذا يسقطه بشار الأسد من الحساب، ولماذا يتظاهر بالحمية لقتل المزيد من النساء والأطفال..!!

ومما يليه في الاحتمالية أن يكون من قام باستهداف الكلية الحربية في حمص فصيل من فصائل قوات الأسد وحلفائه من الشركاء المتشاكسين، الذين بدأت ملامح تشاكسهم تظهر إلى العلن

الفرقة الرابعة- فصيل إيراني ناقم، ميليشيا غير منضبطة من الذئاب الجائعة، وليس المنفردة..

ومن يعرف أكثر عن طبيعة القوى المتسلطة على الأرض السورية، يستطيع أن يذهب أكثر في التوقع، ومعرفة ما ذا كان؟ وكيف كان؟ ولماذا كان؟؟

إقدام عصابة الأسد، بما تملك من بقايا قوة منفلتة بلا ضابط، مع تعطش لا حدود له لدماء المزيد من السوريين، على العدوانات المنفلتة منذ ساعات على المدن والبلدات والقرى السورية الخارجة عن إطار السيطرة الأسدية، يضع الجميع على الساحة الدولية والإقليمية والوطنيك أمام مسؤوليات إنسانية ومدنية خطيرة..!!

ويضعنا أولا بوصفنا سوريين، أمام هشاشة الوضع الذي صرنا إليه، فيما نسميه المناطق المحررة التي استبيحت من قبل الطيران الأسدي خلال ساعة بلا وازع ولا ممانع..

كما يضع الضامنين لأمن هذه المناطق، والذين ما زالوا يسوّقون لأمن العودة إليها، أمام مسئولياتهم الإنسانية والأخلاقية عن الدماء التي بات يسفكها طيران الأسد بلا حساب..

ثم يضع الصامتين عن الجريمة المنفلتة من الهيئات الوطنية، وكذا المؤسسات الدولية والأممية أمام مسؤوليات تجعلهم بصمتهم شركاء في الجريمة الأسدية بكل أبعادها..

إن هؤلاء الذين يعيشون في المدن والبلدات السورية بعيدا عن سيطرة بشار الأسد، هم بشر ممن خلق الله تعالى أولا ، بشر معصومو الدماء والأعراض والأموال، والسكوت عن قتلهم اشتراك فيه، والسكوت عن استهدافهم تواطؤ عليه..

وهم من ثم مسلمون مشمولون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه.. ليعلم الخاذلون أنهم بما يقدمون عليه من خذلان، على اختلاف بواعثهم، أي جناية يجنون، وأي أمر سيسألون عنه يوم يقال: وقفوهم إنهم مسؤولون!!

ثم إنّ هؤلاء الذين غدا بشار الاسد يستبيح وجودهم، في عملية تصعيد لا معنى له، هم عرب، من أديم أمة كانت الأعز جارا والأمنع قبيلا..

إن هؤلاء المواطنين الذين يستهدفهم الطيران الأسدي بكل هذا التوحش المنفلت هم مواطنون سوريون أولا .. وكم وددنا أن نجد هذه الحمية عند زمرة الأسد، يوم تخترق الحدود وتدوس على بقية الكرامة طائرات بني صهيون..!!

لا نملك أن نقول نستنكر وندين ونشجب فالأمر بيننا وبين هؤلاء القتلة المجرمين، والسفلة المستسلمين، أكبر وأكبر

والله أكبر

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1053