حلف (الـمُمَانَعة) المزعوم في ذِمّة الله والتاريخ

لن نتحدّث عن المواقف الأميركية والأوروبية والغربية من العدوان على غزّة، فهؤلاء أعداء مكشوفون تاريخيون، معروفون بتعاضدهم مع كل عدوانٍ على شعوبنا وأوطاننا، بل مشاركون في كل عدوان.. ولن نتحدّث عن الأنظمة المتواطئة مع هؤلاء.. ولن نطيل الحديث عن مصير شعارات: الوحدة، والحرية، والتوازن الاستراتيجيّ، والصمود والتصدّي، والمقاطعة، ..، وغيرها من شعارات الشعوذة الأسدية والفارسية والمجوسية والصفوية الباطنية.. إنما يحق لكل شريفٍ في هذه الأمة العربية، وهذه الأمة الإسلامية.. أن يسأل عن معنى الممانعة، وهدفها، واستراتيجيّتها، وتكتيكها، وخططها، وطرائق تنفيذها، وأسلحتها!.. لاسيما أثناء تعرّض حليفٍ من حلفاء (الممانِعين) إلى هذا العدوان الوحشيّ الإجراميّ البشع، كالذي يمارَس في غزّة هذه الأيام!..

تماماً، كما سقطت شعاراتهم على مرّ ما يقرب من نصف قرن.. يسقط اليوم شعارهم الأخير كما تتساقط قذائف العدوان الصهيونيّ على غزة الصابرة المصابرة، فينكشف فصل جديد من فصول النفاق والباطنية والتّقيّة، التي يتقنها نظام (الممانعة) الأسديّ وحلفاؤه وداعموه ومنافقوه وأبواقه ومُريدوه.. والقابضون من بنوك الكبتاغون وأرصدته المالية، المسروقة من كَدّ الشعب السوريّ وخيراته!..

لقد بدا واضحاً، حتى للسذّج والحمقى والمغفّلين، أنّ الممانعة في عُرفِ (الممانِعين) الطائفيين، لا تعني أكثر مما عَنَتْه الشعارات السابقة المكشوفة البائدة: حَرْف الأمة عن هدفها في خدمة قضيتها المركزية الأولى، وممارسة التّقيّة بأجلى صورها، لخداع الشعوب والجماهير، وتشتيتها وتشويشها!..

مُمَانِعو الحلف (الفارسيّ المجوسيّ – الأسديّ)، وثالثهما اللبنانيّ (حزب حسن نصر خامنئي)، يظنّون أنه ما يزال بمقدورهم الضحك على الشعوب العربية والإسلامية، فكان أقصى ما لدى النظامَيْن من ممانعة، هو ممارسة (اللّطم) الكربلائيّ، وتقزيم قضية العرب والمسلمين الأولى إلى مَعبرٍ اسمه: معبر رفح!..

*     *     *

لو كانت عصابة (الممانعة) صادقةً في شعارها الممانِع، فلماذا تبقى جبهة الجولان هادئةً وادعةً، مع أنّ غزّة تُذبَح من الوريد إلى الوريد؟!..

أين صواريخ (النصر الإلهيّ) المزعوم، وصواريخ (ما بعد حيفا وما بعد.. بعد حيفا)، لنصرة الحليف الاستراتيجيّ الفلسطينيّ (كما يزعم ذَنَبُ ولاية الفقيه)؟!.. أم أنّ تلك الصواريخ لا تتحرّك إلا لخدمة الأهداف الفارسية الطائفية المجوسية المشبوهة، حتى لو أدّت إلى تدمير بلاد العرب والمسلمين؟!..

أين صواريخ (شهيد القدس) المزعوم، التي ستمحو الكيان الصهيونيّ من الخريطة؟!..

يتباكون على فلسطين وغزّة والشعب الفلسطينيّ، ويظنون أننا نسينا جرائمهم ومجازرهم في طرابلس وبرج البراجنة وصيدا وبيروت وصبرا وشاتيلا وتلّ الزعتر واليرموك، وغيرها من المخيّمات الفلسطينية، التي قتلوا فيها أضعاف ما قتلته دولة العدو الصهيونيّ طوال تاريخها!..

*     *     *

يتباكى النظام الأسديّ وحلفاؤه الطائفيون على الفلسطينيين، ويتجاهلون أنّ الآلاف منهم، أطفالاً ونساءً ومرضى.. قد فرّوا منذ سنوات، من بطش الميليشيات الطائفية الرافضية الفارسية، التي درّبها ويدرّبها حزب (حسن نصر خامنئي) في العراق وجنوبيّ لبنان، وتأتمر بأوامر ما يُسمى بالحرس الثوريّ، الفارسيّ الشيعيّ.. أليس عاراً عليكم أن يحصل ذلك أيها (الممانِعون) الذين تهتفون صباح كل يوم: أمة عربية واحدة، ذات رسالةٍ خالدة؟!..

يقتلون الفلسطينيين في سورية والعراق، ويستبيحون هناك دماءهم وأرواحهم وأموالهم وبيوتهم ومساجدهم، بدوافع طائفيةٍ بحتة.. ثم يتباكون عليهم في غزّة المنكوبة!..

إنه حلف (الممانعة) المزعوم المفضوح، يكشف اليوم عن صفحةٍ جديدةٍ من صفحاته السوداء الطائفية.. إنه الحلف الذي ينفّذ المخطّط الصهيونيّ المدعوم أميركياً وغربياً، ويتظاهر بممانعة الصهيونية، لتفتيت الأمة، وتعميق جراحها، وإدخال اليأس إلى نفوس أبنائها.. إنه الحلف الطائفيّ المشبوه، الذي لا يتحرّك إلا لخدمة أهدافه الطائفية الخاصة، للسيطرة على بلاد العرب والمسلمين، وعلى خيراتهم وإنسانهم، ونشر الفوضى والشقاق والانحراف الدينيّ والعقديّ بينهم.. إنه الحلف المشبوه الذي لا يقل خطره عن خطر الحلف الصهيونيّ–الأميركيّ-الغربيّ!..

وسوم: العدد 1054