حكاية الصمود

هي  إرادة لا تقهر ، و عزيمة لا تلين. ، لشعب يتحدى الصعاب ، يقابل المحن بصدر عار ، يواجه الموت كل لحظة ، عجزت السّجلات أن تحوي قوائم من  ماتوا ،  عجزت السجلات  أن  تحرر بيان الوفاة  في   قيد الأموات  ، 

فالسجل يأبى ، بل  يرفض   تحرير الوفاة ، لأن ذيل صفحاته مكتوب فيها  :  

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

تعجز الألسن أن تخمد جدوة  الأمل المتدفق في شريان شعب آلف قصة الموت .

يعجز القلم  أن يوصف  وداع أسر كاملة - ارتقت أرواحهم الزكية في السّماء -  بالورود وتوزيع الحلوة  .

يعجز الوصف أن يعدّد قتل أطفال برايا ، يقتلهم  الغدر بالمئات ، ويتكرر لحن  قتلهم كل ليلة ، 

وجمعيات حقوقهم تحصي من ماتوا  بقصف لعين ، دون  أن نسمع  لهم صراخ أو عويل . 

أيعجز من في يديه القلم أن يحكي قصة شعب أبيّ ، أيعجز أن يروي حكاية  شهيد حي ، و صامد يحمل الفسيل !.

أيعجز الأحرار أن يحرروا لحظة صدق ، فيكتبوا في الجدران ، في غزّة   شعب يباد !  .

في غمرة الأحزان ، يظل  صناع النخب في الملاهي ، وعزة شعب تحترق ، تداوي جرحها بالصّمود ، تصنع أقدارها بإيمانها ، ببطولات شبابها ، تصنع أفراحها  بالأمل المرسل في صحائف السماء  أن البقاء للأصلح .

مصداق ذلك في  سورة الأنبياء يقول عز وجلّ : ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) ﴾

[ سورة الأنبياء ]

وسوم: العدد 1055