صهيل "المداد" بين الحكاية والواقع
على متكأ الليل المُكلل بالنجوم، وفوق انسكاب الشاي المُخدر باللحون، أتتني رسالة صوتية مُفعمة بالجمال على برنامج (الوتساب) دون موعدٍ أو معرفةٍ سابقةٍ، ليكون قطافها الاتصال المباشر لمدة ساعة كاملة حول فكرة إصداري الثامن "مداد"؛ والمشارك في أغلب المعارض الدولية للكتب العام المنصرم عند مركز الأدب العربي..
نعم، قبل ست سنوات على وجه التحديد، شرفني بالزيارة لمنزلي الدكتور والفنان التشكيلي مشعل الموسى من دولة الكويت الشقيقة مع ثلة ثرية من أصدقاء الثقافة والفكر والأدب..
وبعد أيامٍ معدودةٍ من اجتماعنا أتتني مكالمة مُباغتة في وقتٍ مُتأخر من أحد الأصدقاء الأعزاء، والذي شرفني بالزيارة مع الدكتور مشعل، ثم أخذ يلوح بكلامه في أُذني: "يسلم عليك الدكتور سلام كثير"، إلى أن مسح على رأسي ببقايا ماء وضوء الإبداع، وأشهر تكبيرة الاطلاع: "تره كتاباتك متوافقة ومنسجمة جداً مع رسومات وفن الدكتور"!
وبعد يومٍ على وجه التمام، أذهلني الدكتور بجماله وإرساله مجموعة لا بأس بها من فنونه على إيقاع ظل (البورتريه)، وقمت باستنطاقها وإرسالها إياه على ثلاثة أوجه (النقد، والرثاء، والتحفيز).. إلى أن توالت عليّ لوحاته وزادت فيّ شحناته الإيجابية بالتعقيب؛ مما شدني تواضعه وارتياحه، ونقاء اندياحه، ليكون نتاجها بالزيادة عن (٤٥٠) مقولة
وعلى إثر ذلك خطرت في بالي فكرة ربط الصور المرسومة بالأقوال التي كتبتها في كتابٍ متفردٍ..
وبعد مدة زمنية على وجه الاختصار أتت فكرة إلحاق هذا النتاج بالخط العربي الديواني، ليكون بين الصورة والحكمة وصرير اليراع، فبدأت بالبحث والتحري عن خطاطٍ تركيٍّ صاحب باعٍ طويلٍ في هذا المجال لعذوبة الخط الديواني، إلى دلني القدر والزمان على أهل الصنيعة من السعودية، وتركيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم العراق..
ليكون محط القرار والرحال عند بنت الوطن الخطاطة السعودية فاطمة الصرامي لخط المقولات الداخلية، والرسومات البورترية للدكتور مشعل الموسى من دولة الكويت، ومخطوطة الغلاف الخارجي بالعربي والانجليزي للخطاط السعودي عباس بو مجداد، ومخطوطة الغلاف الداخلي للخطاط العراقي فتحي شكري (رحمه الله)، والترجمة للغة الانجليزية للمترجم السعودي نسيم الحمود، والتحرير اللغوي للإنجليزية للمحررة الأمريكية (نانسي)، والتصميم المُجمل للكتاب عند المصمم السعودي هاشم التريكي، والمُتابعة عند شريك الإبداع صديقي السعودي هاني حداد..
لتكون الخاتمة من باب الشارة والإشارة للبداية والنهاية إيجاد عمل إبداعي متوازنٍ كتحفةٍ ثريةٍ وثابتةٍ بالذوق الرفيع، وكذلك احترام القارئ الكريم بين قوة الكلمة، وبهاء الخط، ونضج اللغة، وجذب الترجمة، وتقاسيم اللون والتأثير كسردٍ مختصرٍ لهذا الإصدار الذي نتمنى جميعاً أن ينال مكانته بين أنامل المُتصفح العزيز..
وسوم: العدد 1067