أجندة بايدن المزدحمة تدفع نحو وقف الحرب
هل ينجح نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف؛ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير "الأمن القومي" بن غفير، في تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى المنتظرة؟
إنه السؤال الأكثر إلحاحاً خلال الساعات القليلة الماضية، بعد تواتر الأنباء عن تقدم في المفاوضات قاد لاتفاق إطار يسمح بوقف الحرب، خصوصاً أن المفاوضات بلغت حد البحث في الصياغات المناسبة التي تضمن تمرير الاتفاق الإطاري الذي تدعمه الحقائق الموضوعية على الأرض لوقف إطلاق النار.
المفاوضات في باريس والاتفاق الإطاري المتولد عنها اكتسب زخمه من مبادرة الولايات المتحدة التي دعت لإحياء عملية التفاوض، وصولا لإطلاق سراح الاسرى ووقف إطلاق النار، واكتسب زخما مضاعفا في الساحة الاسرائيلية المنقسمة على ذاتها بين دعاة وقف إطلاق النار وعقد صفقة لاطلاق سراح الاسرى، وبين داعمي نتنياهو وسموتريتش وبن غفير المتوجسين مما بعد وقف إطلاق النار.
الساعات الـ24 الأخيرة كشفت عن تراجع زخم الحرب ومناصريها لصالح دعاة وقف إطلاق النار، ودعمتها جهود أمريكية لعزل نتنياهو ومحاصرة شركائه في الحكومة بن غفير وسموتريتش بالحديث عن عقوبات مزدوجة تشمل المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية بأمر تنفيذي أصدره بايدن؛ الأمر الذي دفع سموتريتش للقول: سأواصل العمل بلا خوف لتعزيز وتطوير الاستيطان اليهودي في جميع أنحاء أرض "إسرائيل"، مضيفا القول: إذا كان الثمن هو فرض العقوبات الأمريكية عليّ فليكن!
الولايات المتحدة لا زالت تمارس ضغوطها على استحياء لإقناع اليمين الاسرائيلي في الحكومة، ضغوط يمكن أن تتعاظم في حال أعاق سموتريتش وبن غفير الاتفاق الإطاري الذي تعول عليه إدارة بايدن الكثير لخفض التصعيد في المنطقة واحتواء الصراع الذي امتد الى البحر الاحمر وسوريا والعراق ولبنان، كما عول عليه لإعادة ترتيب أوراقها استعداداً للمعركة الانتخابية التي ستبلغ ذروتها في آذار/مارس فيما يعرف بالثلاثاء الكبير، وتحسم في حزيران/يونيو القادم بتحديد أسماء المرشحين للبيت الابيض، لذلك لا يتوقع ان تندفع الادارة الامريكية نحو الحرب مجدداً مع احتدام الحملات الانتخابية استعداداً ليوم الانتخابات والإعلان عنها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقف إطلاق النار سيتحول إلى ضرورة أمريكية للرئيس بايدن بعد أن كان مجرد دعوى ومطلب، ما يعني إمكانية أن تندفع إدارة بايدن لممارسة مزيد من الضغوط على قادة الكيان للحفاظ على وقف إطلاق النار وصولا إلى وقف دائم، وهي رسائل تنقلها أمريكا عبر الوسطاء بطريقة غير مباشرة للمقاومة الفلسطينية ولقادة الكيان الاسرائيلي، ما ظهر بشكل واضح من خلال الخبر الذي نقله مراسل موقع أكسيوس الامريكي، والذي نقل فيه مضمون المحادثة الهاتفية بين رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال تشارلز براون، الاربعاء الماضي، ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، حيث أكد لهاليفي أنه "من المهم أن تقوم إسرائيل بصياغة خطة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة".
وسوم: العدد 1068