الرئيس هواري بومدين من خلال انقلاب 19 جوان 1965، ومساعدة مصر عقب العدوان الصهيوني 1967

Ania Francos et J.P Séréni "Un Algérien nommé Boumediėne", Editions ASS NNI, Juin, 2017, Contient 392 Pages.

مقدمة القارىء المتتبّع:

العناوين الفرعية من وضع صاحب المقال.

ممّا فهمته من الكتاب أنّ هواري بومدين كان يسعى للتخلّص من السّيطرة الفرنسية، باعتبارها المحتلّ السّابق. لكنّه في الوقت نفسه كان يرفض أيضا التّبعية لهافانا، وبيكين، أو القاهرة. 149

أقول: حين أصبح هواري بومدين رئيسا للجزائر عقب انقلاب 19 جوان 1965. استعمل الكاتب مصطلح "سي بومدين". 157

سرّ عظمة هواري بومدين من خلاله موقفه تجاه مصر، وعبد الناصر عقب عدوان 1967:

حين أصرّ الرئيس هواري بومدين على الوقوف إلى جانب مصر، والرئيس جمال عبد الناصر عقب العدوان الصهيوني بتاريخ جوان 1967، كانت الجزائر يومها:

حديثة عهد باسترجاع السّيادة الوطنية التي كانت بتاريخ 1962. ولم يمرّ على انقلاب 19 جوان 1965 غير عامين. ولم يكن للجزائر غير بضع طائرات تنتظر طيّاريها الذين في التربص، وبعض الدبابات، وقليل من المال، وسيطرة الشركات الفرنسية على الجزائر بسبب انعدام الجزائر للكفاءات التي تسيّر البلاد، وضغوط فرنسية لإبقاء النفط تحت نفوذها، ، وانعدام البنية التحتية، وقلّة تجربة في تسيير شؤون البلاد، وأمية المجتمع الجزائري، والفقر، والجوع، والنزوح، والجرحى، والحرق، والتّهجير، والقنابل التي لم تنفجر، والثكلى، والأرامل، والأيتام الذين خلّفهم الاستدمار الفرنسي.

ورغم ذلك وقف الرئيس هواري بومدين مع مصر، والرئيس عبد الناصر لصدّ العدوان الصهيوني.

مساعدة مصر، والأخ ضدّ الصهاينة مقدّمة على الخلافات الشخصية:

إثر انقلاب الرئيس هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة، أرسل الرئيس عبد الناصر مبعوثا ليستفسرعن مصير أحمد بن بلة، باعتباره صديقه. وكان عبد الناصر يعوّل عليه لضمان سيطرته على الجزائر الحديثة. فرفض هواري بومدين طلبه، وأخبره أنّ أحمد بن بلة سيظلّ في الجزائر، ولا يغادرها لمصر، ولا لغيرها. وشهدت العلاقة على إثرها بعض البرودة بين هواري بومدين، وعبد الناصر.

لكن الرئيس هواري بومدين تجاوز هذه البرودة، وأسرع إلى الوقوف إلى جنب مصر، وعبد الناصر لصدّ العدوان الصهيوني 1967. مايدلّ على عظمة الرّئيس هواري بومدين، والجزائر، وأنّ الأخ مقدّم على الخلافات الشخصية.

متن الكتاب:

تحت فصل بعنوان: "تعلّم الحكم"، عبر صفحات: 143-180. يتحدّث عبره الكاتب عن انقلاب 19 جوان 1965، والسّنوات الأولى لحكم الرّئيس هواري بومدين، ومنها:

عادات بومدين الشخصية:

كان هواري بومدين يحب السّهر، وقد ورث هذه العادة أثناء سهره إبّان الثّورة الجزائرية. 144

كانت لهواري بومدين، وهو وزير الدفاع حينها غرفة بوزارة الدفاع، ويعمل بها أكثر ممّا يعمل بمكتبه. ويستقبل أحيانا أمّه، وأخواته. 144

مظاهر قوّة هواري بومدين:

يسجّل كلّ مايسمع. وفي الأخير، يقوم بخلاصة ماسمعه. 144

هواري بومدين رجل صبور، لكنّه عنيد. 144

كان هواري بومدين لايثق إلاّ في كمشة من الرّجال؛ وبطبيعته، كان له مذاق السّرّ؛ يستمع، لكنّه لايعطي أبدا انطباعا بأنّه مندفع. 148

رفض هواري بومدين تغيير صورته، ولمدّة طويلة كان يرفض اللّقاء بالصحفيين . 153

من مظاهر قوّة هواري بومدين أنّ الغرب لايعرف عنه شيئا، ولا يعرفونه في الجزائر. 153

هواري بومدين يقرّر أكثر ممّا يفكّر. 174

أحمد بن بلة: الأصدقاء الذين سجنهم، والوعود التي قطعها لبورقيبة، والحسن الثّاني

ابتداء من سنة 1965، كان كلّ مسؤول يتعرّض لمشكلة مع أحمد بن بلة، يتّجه نحو وزير الدفاع ليشكو. 144

وضع بن بلة فرحات عباس تحت الإقامة الجبرية. ووضع أصدقاءه السجناء القدامى محمّد بوضياف، وخيضر، وآيت أحمد في المنفى، أو السجن. وأبعد أحمد طالب الإبراهيمي عقب مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني سنة 1964. لأنّه رفض أن يكون وزيرا لدى حكومة بن بلة. 146

وعد رفيق السجن أحمد بن بلة سرّا بورقيبة بالتّنازل له عن جزء من الأراضي الجزائرية المتنازع عنها. ووعد الحسن الثّاني بالسّماح له بإقامة قوّات مغربية في تندوف بالجزائر لغزو موريتانيا. 147

كيف تعامل هواري بومدين مع أحمد بن بلة أثناء الانقلاب؟:

قرّر هواري بومدين أن لايعتقل أحدا غير أحمد بن بلة. 149

لم يكن عقب انقلاب هواري بومدين إعتقالات، ولا تدخل الجيش، ولا قطرة دم، ولم يتملّق أحد في انقلابه. 152-154

قال هواري بومدين: العراقيين، والسّوريين حين حاولوا معارضة حكم جمال عبد الناصر، استلهموا الفكرة منّا، أي المبدأ الجزائري الجماعي. وهذا المبدأ جاء ردّا على قداسة شخصية مصالي. 156

قال هواري بومدين: قلنا للجزائريين أنّ الجزائر لن تكون جزائر ماو، ولا كاسترو، ولا عبد الناصر. لكن فقط الجزائر جزائرية. 159

طبيعة أعضاء مجلس الثّورة:

لم يعيّن هواري بومدين حكومة عسكرية عقب الانقلاب. وكانوا ينتظرون ذلك. وتقريبا كانوا نفس المدنيين الذين كانوا في عهد أحمد بن بلة. 158

أبقى هواري بومدين تقريبا على نفس أعضاء حكومة أحمد بن بلة. لكنّه غيّر في الطريقة. 158

بعض أعضاء مجلس الثّورة لم يكن له المستوى الابتدائي، ولا يحسن اللّغة العربية، ولا الفرنسية. أمّا أصحاب المستوى الثّانوي فكان لهم بالغ التّأثير، وكانوا مزدوجو اللّغة، ولهم الحكم، والسّلطة كبوتفليقة. 160

كان قايد أحمد من المعارضين للثّورة الزّراعية.  161

لم يكن هناك تجانس بين أعضاء مجلس الثّورة. "وكانوا يمثّلون عائلة غريبة"، كما قال أحد أعضاء مجلس الثّورة. 161

كان هواري بومدين تقريبا أصغر أعضاء مجلس الثّورة. 161ح

محاولة انقلاب الطاهر الزبيري سنة 1967:

لم يكن هواري بومدين في أيّامه الأولى من الحكم يتقن الملف الاقتصادي. وكعادته منح ثقته لبعض مقرّبيه في اختيار الصناعات الثّقيلة كبلعيد عبد السلام. 166

يرفض هواري بومدين وبقوّة أنّه كلّما حدث مشكل سياسي نحتمي بالخيمة ومعنا السّلاح. أي اللّجوء للثّقافة البدوية لحلّ المشاكل الوطنية. 176

قال هواري بومدين عن الطاهر الزبيري الذي ظلّ يفتخر بماضيه، ونضاله: "ماضي البطل، لايبرّر الحاضر، والنضال يراجع يوميا. 176

مساعدة هواري بومدين لمصر، وعبد الناصر عقب عدوان جوان 1967:

في منتصف نهار الإثنين من 5 جوان 1967، اتّصل عبد الناصر عبر الهاتف بهواري بومدين وهو مضطرب، فقال: "لم يبقى له تقريبا أيّة طائرة، وأنّ الوضعية العسكرية مزرية". 169 

وسوم: العدد 1071