الرئيس هواري بومدين من خلال خصاله، وفلسطين، والنفط، وعبد الناصر، والسادات، وفيصل، وكيسنجر، وحرب 1973
Ania Francos et J.P Séréni "Un Algérien nommé Boumediėne", Editions ASS NNI, Juin, 2017, Contient 392 Pages.
مقدّمة القارىء المتتبّع:
للمرّة الثّانية يستعمل الكاتب لفظ "سي بومدين". 239
تحدّث الكاتب الفرنسي عن صفات شخصية للرىئيس هواري بومدين في وقد سبق أن تحدّث عن بعضها في الفصل الأوّل الذي تطرّقنا إليه[1]. ويريد أن يقول -في تقديري-، أنّ الخصال الشخصية التي امتاز بها الرّئيس هواري بومدين كانت من وراء نجاحه، وتميّزه بالإضافة إلى عناصر أخرى.
أقول: مرّ هواري بومدين بمرحلتين:
الأولى: ابتداء من 1965: وكان يتعلّم، ويسعى لتثبيت أركان الدولة.
الثّانية: ابتداء من سنة 1976: أصبح الأستاذ المتعلّم، والمعلّم. 246
الثّالثة: إلى غاية وفاته: ظهرت بوادر الفساد لدى المجتمع الجزائري، والمسؤولين.
أستعمل مصطلح الحصار النفطي وليس ارتفاع الأسعار. لأنّ أسعار النفط كانت منخفضة جدّا. وحتّى بعد "الارتفاع؟ !" لم تصل لما هو مطلوب، ولا للسعر الطبيعي للنفط.
ممّا وصلت إليه وأذكره لأوّل مرّة في حياتي -وإلى أن تكذّبني الأيّام- أنّ تعامل الرّئيس هواري بومدين مع السوفيات لم يكن عقيدة. إنّما وسيلة، ولم يجد عنها بدّ. ويبدو لي أنّ فيما بينهما العلاقة كانت باردة، وبين بائع ومشتري. ولم جد عن السوفيات بديلا.
لايريد الرئيس هواري بومدين أن يكون تابعا لعبد الناصر، ولا كاسترو، ولا فرنسا، ولا الولايات المتحدة الأمريكية، ولا ألمانيا، ولا بريطانيا.
تجلّت مظاهر الفساد في أواخر حياة هواري بومدين، وسعى لمحاربتها. ومنها فساد الشركات الوطنية السونطراك، والسوناكوم. 278
اقترح هواري بومدين على فرنسا مشاريع عظمى لكنّها رفضت. 292. والسّبب -في تقديري- أنّ فرنسا تعوّدت السّرقة، والنّهب. فلا يرضيها أن تتعامل مع الجزائر بندية، والقوّة، والاستقلالية، والشخصية القويّة غير التّابعة.
لأوّل مرّة يستعمل الكاتب: "الرئيس الجزائري". 285
العناوين الفرعية من وضع صاحب المقال.
متن الفصل:
ممّا جاء في الفصل المعنون بـ "من الوطنية إلى الاشتراكية"، وعبر صفحات 237-294:
خصال الرّئيس هواري بومدين:
يملك هواري بومدين حسن الصداقة. ودون شك، هذه نقطة قوّته، وضعفه.
لم يحقد على الذين تعاملوا معه على أنّه فاشي. لكن يتذكّر الذين شتموه وحاولوا فهم تصرّفه.
وهو رجل هادئ دوما وبصوت منخفض، ويزن كلماته.
يملك ذاكرة عجيبة، ويقطع حديثه بصمت طويل. ونادرا مايكون هو الذي يقطع الحديث حتّى لو دام ساعتين، وله التزامات، ويأذن لمحدّثه بالانصراف بأدب، واحترام. 239
يفضّل الأفلام السّياسية بالأبيض والأسود. ويقرأ كثيرا باللّغة العربية، أو الفرنسية. ويحبّ أن يُنتقد على انفراد، وينتقد نظامه. 240
يشرب الِتزَانَة فقط لتهدئة أعصابه. ويخدم ضيوفه. ويردّد: "للجزائر عزّة للبيع". 241
يشرب السيجار، وكلّ أصدقائه يقلّدونه: صديقه فدال كاسترو كان يرسله إليه. 241
لم يغيّر أثاث المكتب مذ أن كان وزيرا للدفاع. وعلى بابه جنديين فقط يحرسان مدخل الرئاسة. 242
يسعى حراسه الشخصيين لتقليده. ويفضّل أن ينادى "سي بومدين" وليس العقيد.
هو حذر، ويحفظ دائما مسافاته.
لقاءاته كلّها ودية وليست عائلية، أو من نوع صديق لصديق. قال بعد سنة 1973: "الحكم ذلك المنفى الداخلي". 243
كان محاطا بمجموعة من الشباب المتعلّم، الذي يقدّم له الملفات وليس الخلاصة. وكان يقول: "يجب على الرجل السياسي أن يقرأ الملف، ويفصل باستمرار". وكان يمنح حرية كبيرة لوزرائه، ومن معه. وحين يكون القطاع مريضا يتولاه بنفسه، ثمّ يتركه حتّى تحلّ المشكلة. 245
تعلّم كثيرا ابتداء من سنة 1965. ص 145
الرئيس هواري بومدين من خلال الحصار النفطي الجزائري العربي سنة 1973:
قال: لم تسمع بنا أوروبا إلاّ بعد أن شعرت بالبرد. ويقصد الحصار النفطي سنة 1973. ص246
وجد صعوبة في التّعامل مع السوفيات، والدول الشرقية. لأنّ كلّ شيء يجري في الخفاء. 247
رفضت فرنسا عبر بونبيدو أن يلقي هواري بومدين خطابه سنة 1974، بشأن مسألة الطاقة بالأمم المتحدة. والجزائر ترفض أن تكون منظمة الدول المصدّرة للبترول وحدها من يتحمّل سياسة الاقتصاد. 249
واصل كيسنجر هجومه ابتداء من ديسمبر 1973 للحصول على تخفيض أسعار النفط، وضمان توزيع النفط من طرف منظمة الدول المصدّرة للنفط. 283
قال هنري كيسنجر: "امكانية عملية عسكرية قائمة ضدّ الدول المنجة للنفط في حالة حصار اقتصادي جديد". 287
قال هواري بومدين: يتحدّث الغربي عن "ارتفاع أسعار النفط؟!"، ولا يتحدّث عن أسعار المواد المصنّعة التي ارتفعت بشكل جنوني. 285
الرئيس هواري بومدين ودعمه، وبطريقته لإخواننا الفلسطينيين:
قال الرّئيس هواري بومدين لكسنجر في ديسمبر 1973: "لاأستطيع أن أقول لك إلاّ ماقلته للقادة الفلسطينيين: لاتمارس الجزائر المساومة. ولا يمكنها إلاّ أن تؤيّد القرارات الفلسطينية. أن تطلب أكثر منهم فهذه عاطفة؛ والأقلّ خيانة. 253
الرئيس هواري بومدين وحرب سنة 1973، والملك فيصل، وعبد الناصر، والسادات:
قال الرّئيس هواري بومدين: "نتائج حرب 1973: انتصر العرب على خوفهم، والفلسطينيين تحرّروا من الوصاية العربية". 254
قال الكاتب: السادات، والمسّنّ فيصل يعملان تحت عصا كيسنجر في حرب 1973، والمتمثّل في الانسحاب التدريجي للصهاينة من سيناء، ثمّ الجولان. وكانت غايتهما أن لايجدا معارضة في قمّة الجزائر سنة 1973. ص 255
لم يشارك الجيش الوطني الشعبي عقب انقلاب 19 جوان 1965 إلاّ في حماية قناة السويس، ولغاية خريف 1975 كانت مازالت قطع جزائرية عسكرية في مصر. 267
الرئيس هواري بومدين وموقفه من الشخصيات الجزائرية:
لم يطرد هواري بومدين أحدا من الجزائر، والذين ذهبوا للخارج اختاروا ذلك طواعية، وطلب منهم أن يعودوا ويخدموا وطنهم وأن يكونوا جزائريين غير تابعين للخارج. 270
الرئيس هواري بومدين ونظرته للأرض، وملاّك الأرض:
كان يرى أنّ الأرض لمن يحبّها. والملاّك الجزائريين لم يخدموا يوما الأرض، ولذلك لايحبّونها. ومن أراد أن يعمل الأرض، عليه أن يحبّها. 277
قال هواري بومدين لفاليري جيسكار ديستان حين زار الجزائر سنة 1974: "الجزائر بنت تاريخها". 289
الرئيس هواري بومدين وأسباب سقوط عبد الناصر. 293.294
لم يكن لعبد الناصر الوقت لخوض جيّدا تجربة الاشتراكية.
انقلاب 1952 لم يكن له إلاّ أهداف محدودة.
لم يعتمد عبد النّاصر على السوفيت إلاّ بعد رفض الولايات المتّحدة الأمريكية تمويل سدّ أسوان.
لم يهتم بالتطور الاقتصادي لمصر. والصهاينة أجبروه على الحرب.
سنة 1967، أعلنت الحرب، والهزيمة. وخرج عبد الناصر منكسرا. وتوفى بعد ثلاث سنوات.
مأساة عبد الناصر في كونه، اضطرّ بسبب التّهديدات الصهيونية، للعب على حساب الوحدة الوطنية. "لم يستطع الفصل، والاعتماد على الطبقة. ولم ينتج غير مراكز الضّغط.".
من شدّة حرص عبد الناصر فيما يخصّ مايفكّر فيه عمال الحديد والصلب لحلوان، والطلبة، كان مضطرّا لقمعهم بقوّة. والطلبة، والعمال الذين تظاهروا ضدّ عبد الناصر لم يكونوا واعيين بما ينتظر مصر، وبالضّبط العمال، والطلبة، بمجرّد وفاة عبد الناصر.
معلومات عامّة:
لايعارض هواري بومدين تنظيم النسل. لكنّه لايريده أن يكون سياسة الدولة الرّسمية. 274
لم يكن هواري بومدين يحبّذ بناء الأبراج، والعمارات، والطوابق لأنّها لاتعبّر عن ثقافتنا. 275
[1] مقالنا بعنوان: نن الرئيس هواري بومدين وأثر الطفولة، والشباب في تكوين شخصيته. ترجمة، وتلخيص، وتعليق معمر حبار
وبتاريخ: الخميس 5 شعبان 1445هـ، الموافق لـ 15 فيفري 2024
وسوم: العدد 1072