(سمو الألم!!!....رجاء -فعلم- فحكمة!!)
شذرات من أساطين الدهاة في فنون اسقاط الطغاة..
(إهداء خاص جداً.. لشهدائنا وذويهم )
Arabs Leader
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أما بعد...
هذا جزء جديد من الشذرات نرى ونرجو به الخير العظيم قبل أن نبدأه ...نراه من عنوانه قبل مضمونه
وأي عظمة من عظائم ..أكثر من الحديث عن الألم...وأي ألم ؟؟؟....ألم الشهادة وأهلها....وأي عظمة وحكمة لشهادة الشهيد أكثر من أننا اليوم نكتب من مداد روحه وبظل همسه؟؟....وعلى خطى سبقه؟؟؟..
.....اذا لنبدأ بلا تأخير...
ولكن قبل البدء لا بد لنا من حديث عن الالم و بعض الأولويات....
حين نرجو القوة...والثبات ...
حين نتأمل النصر...والعزة...
حين نطلب ونتمنى من رب هذا الكون هذه الأمور...
....هل هي أمور تأتي بلا عمل.!؟؟...بلا تبصر..؟؟..بلا علم..؟؟...والأهم ...هل تأتي بلا ألم..؟؟
وما دخل الطغاة في الألم وما طبيعة الألم الذي يرافق اسقاط طاغية أو ظالم..؟؟...؟؟؟....
الألم...ما هذا السر الالهي وماهذه الحكمة الالهية....التي تجعل شوكة.. توخز مسلما بابا لنيل الحسنات ور فع الدرجات!!!..!!!
كما قال اشرف الخلق محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام..!!!
وهل الآلام متساوية ؟؟...وهل هي واحدة..؟؟؟....فمثلا لماذا نشعر بألم الشوكة...التي تنخزنا ولا نشعر بألم البعد عن الله..؟؟؟
...
وهل للبعد عن الله ألم..؟؟؟
طبعا..فمن يشعر بلذة القرب من الله..سيشعر ولا ريب بألم البعد عن الله..!!!..فكم منا يشعر بهذا الألم..؟؟؟
وان كنا لم نشعر به فهل يتركنا الله؟؟؟؟؟
حاشى لله.....
علمنا علماؤنا ..أن الألم....هو جند من جنود الله..وسر من اسراره..!.!!
..فالألم ...أول أسراره أنه علم..!!!
والألم...كرم...
والألم... خير...!!!
والألم...قوة
والألم...رحمة..!!...والألم درجات..
والألم...الواحد للمؤمنين له سمات عندهم يميزهم عن غير المؤمنين
..!!! .....
وأن الآلام نوعان..نوع كاشف ونوع ناشئ!!!....فأما الكاشف فهو بمثابة المنهي لحالة من التخدير يعيشها ابن آدم...يأتي الألم ككاشف لآلام تنتفض وتعتصر فيه وهو غير عالم بها...فيكشف له ذاك الالم الصغير حقيقة الالم الكبير..!!!!
وهذا ما يسمى بألم تكفير السيئات!!!..وليس شرطا ...بعدها ان يعقل صاحبه او يفهم وقد يكون بحسب رد الفعل من العبد اما نعمة او نقمة والعياذ بالله..!!!!
والنوع الثاني هو الألم الناشئ وهو الذي يأتي لغاية الهية تصيب صاحبها وهو قريب ليزداد قربا... وهو شاكر ليزداد شكرا ....!!....وهو قوي ليزداد قوة..وهو الذي يسمى ألم... لرفع الدرجات.. ..!!!
وهو كله خير...
ولكل منها حديث خاص سيكون باذن الله ..ولكن لنبدأ..من أشد الآلام.
يقول الله جل في علاه في آخر الآية الكريمة في سورة النساء...
كان الله عليما حكيما...العلم....والحكمة....هل يمكن أن تأتي الحكمة من الالم..!!
وكذك العلم...!!!؟؟
وأي علم وأي حكمة..!!؟؟..
ان اعجاز الله عزوجل في هذه الآية تخبرنا امورا كثيرة لا تنتهي...في اشاراتها ومعانيها في رحمتها....ومددها...الألم...
أي ألم هذا..!!!..
تنطلق كل مفرداتنا...نحن في وصف الألم وقد نعجز عنه وعن وصفه...ويصعب علينا...فهمه وفهم حكمته....فهل ألمنا كألم أعدائنا ممن يعادون هذا الدين...!!
الجواب لا ابدا....
فألمنا ..هو وعلى التسلسل بما توحيه هذه الآية الكريمة وباعجاز ...
ومن النهاية....حتى البداية...
اولا ...حكمة من اسمه (حَكِيماً
)
ثانيا ..علم..من اسمه (عَلِيماً
)
ثالثا..رجاء وهو خاص بالمسلمين...(وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ)
والرجاء هذا له قيمتان .أولهما أنه متعلق بالثقة بحبل الله وثانيهما التفضيل في الشعور بالألم على الكفار........كما نجد في رابعا....
رابعا....جعل الألم مضاعفا للكفار حين ربط ألمنا بالرجاء وهو يقين لأن مقصده الله فهو معيننا ونصيرنا ...لقوله عز وجل (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ
((.....
هل انتهينا..!!!لا...أبدا....
خامسا-العزة.... وبأمر الهي هي هذه العزة...لقوله...(وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ
فعدم الهوان...هو عزة فرضت فرضا وبأمر الهي من رب العزة لعبيده....
والان لنرى الآية ..بفهم جديد وبقراءات عدة......
....
ان قبلتم الذل والهوان فانكم ستتألمون ولن تجدوا من الله رجاء وستجهلون ..وتضيع كلمتكم
!!!!
وهذا حال كل من ترك كلمة الله ووصف دقيق لحالنا قبل ثورتنا المباركة.........!!!
!!وبقراءة ثانية....
وان أردتم العزة....ولم تقبلو الهوان ...فسيهون ألمكم بالرجاء الذي تريدون من الله عزوجل وسيكرمكم الله بالعلم ومن ثم الحكمة
..!!!
وهذا حال المسلم حين يسعى لطلب العزة....وطريقه الذي يصفه الله له..!!
ولكن هل هناك قراءة ثالثة...!!!...لهذه الآية العظيمة.......!؟؟؟
ما رجاؤنا نحن؟؟؟؟...
احدى الحسنين النصر أو الشهادة....!!!
اذا....
النصر له نتيجة والشهادة لها نتيجة...!!!
النصر نتيجته عامة...فضله عام..!!...أما الشهادة فهي خاصة تبدأ منذ اختيار الله للشهيد......ومن ثم تكون خاصة بأهل الشهيد..وذويه ومن عرفه فهي مرتبة خاصة جدا ...من رب العالمين.....!!!....ولكن لنفصل أكثر....
كيف يكون الفضل خاص لأهل الشهيد..!!!....
الشهيد حقيقة...هو اختصار درب لذويه في بلوغ الجنة والقرب من الله عز وجل.... فاختياره لها هو اختيار واصطفاء لذويه!!!
....!!
والا فكيف نفهم ...اختيار رب العزة لنبينا اسماعيل لذبحه ؟؟على يد ابيه ابراهيم عليه السلام؟؟....أوليس اصطفاءا لابيه؟؟...قبل ان يكون اصطفاء له..!؟؟؟
وهو اصطفاء الاصطفاء ...ان يكون موت الابن بيد أبيه؟؟...وامتثالا لأمر الله....!!!
وهنا نصل للشهيد....ذاك الذي لا يختلف حال أي أب عن حال نبينا ابراهيم عليه السلام..حين يقدم ولده امتثالاو اعلاءا لكلمة الله.وفي سبيله......فكما هو اصطفاء للشهيد ن رب العزة هو ايضا تقبل من الله لعائلته ان تكون جواره بأحد فلذاتها...!!!وجزء منها....ينتظر لحظة الحق ليعلن أن البيع قد ربح .. في يوم عظيم ومشهد عظيم يشفع به الشهيد....لكل أهله..!!!.
!!!......
درب طويل لعائلته وذويه....
فكيف بمن سما بأكثر من شهيد؟؟
!!. .....
أي اصطفاء هذا.....وهنا نصل للقراءة الثالثة للآية...
الحكمة تجعل صاحبها يعلم ان الرجاء لم يكن يوما الا لله و بالله وكل ماكان لغير الله هو ألم ومعالرجاء الحق بالله فلا ألم ...بل ايلام فقط لأعداء الله.....ممن يفكرون بالاعتداء على حرمات الله او الانقاص من عزة دين الله....!!!
هذه القراءة وحدهم أهل الشهيد وذويه من يقرأوها...!!....
وحدهم من تراهم يعلمون ان لا دنيا تساوي لحظة قرب من الله وحدهم من تراهم اليوم ..
يعلمون الا شيء سيمنعنا عن النصر في هذه الثورة حتى عزة المسلمين... بعد الثمن الذي دفع..!!....
وحدهم من يبقى الظالم مرتعدا مرتجفا أمامهم اليوم وللابد
...!!!.
...وحدهم من يقدم الشهيد تلو الشهيد..حتى يتحقق النص ولا شيء غيره....!!!...وحدهم من يتعلمون ان يتغلبوا على الألم....!!!..ليصلوا لتلك الحكمة التي قد يعيش أناس حياتهم بلعب ولهو ويموتوا وهم غافلون عنها..!!
وحدهم من يبلغون الجنان وهم بيننا..!!....وحدهم من يرفضون الهوان لأنهم أسمى منه..!!
وحدهم من كلماتهم اليوم تمدنا بطاقة روحية الهية...!!!...كمعجزة حية...في ابتسامتهم
في دعوتهم التي نشعر منهم وحدهم انها مجابة..!!!!
....نرى اعجازها كل حين ..بهذا الصبر والجلدالذي يحاكي الاساطير.. ...!!!
هي قراءة خاصة....سامية... ولا ريب وحدهم أهلنا وذوينا من يعرفون قراءتها جيدا..ويدركون صدقها وسموها.....فأي ألم ذاك..الذي يحملون..؟؟...أي سمو لهذا الألم..حين حملهم وجعلهم بقرب من الله وكنفه..!؟؟
وعلمنا منهم...كيف نصبر لأي مصيبة أو خطب يقع بنا ؟؟
...هي نعمة الله عليهم وعلينا..أن جعلنا في أمة العلم والتعلم ....وحدها فقط..أمتنا....
أمة الاسلام وحدها ..أمة الحمد .......اللهم لك الحمد....
ولا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم
....
نسأل الله أن يرزقنا احدى الحسنيين ..النصر أو الشهادة ويتقبل شهداءنا عنده في عليين وأن يصبرنا ويعلمنا الصبر... وأن يعلمنا وأهلنا من أسرار علمه ويقينه وأن يحمل معنا ومعهم.........انه على ذلك لقدير وبالاجابة جدير...آمين......
نكتفي بهذا القدر ولنا لقاء باذن الله...
***************
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
{
وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
..أما بعد
قد يكون الحديث اليوم عن الشهداء وذويهم حديث خاص لأننا نتكلم عمن فقد وصبر وشكر....وان وصفنا لحالهم ...لن يوفيهم حقهم ...ولكن قد يرشدنا الله ..لنكون لهم ومعهم فيما نراه ونشعره ونلمسه وما يمثلونه لنا ...باذن الله ...وكم هو راق ..وكم هو جليل ......!!!
الآن ..لنبدأ...الشذرات على بركة الله...
...
أيضا وأيضا الحديث السامي عن الشهداء وذويهم ..وكما تلاحظون هذا الجزء هو الحكمة فالعلم فالرجاء...كمرحلة متقدمة عن الأول الالذي كان رجاء فعلم فحكمة..!!!وكي ندرك أكثر...نستعين بقول ..
للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله : (( فليس إماتة أوليائه شهداء بيد أعدائه إهانة لهم ولا غضبا عليهم بل كرامة ورحمة وإحسانا ولطفا )
كرامة
رحمة...!!
احسانا...
ولطفا
...!!
اذا هنالك درجات ينالها الشهيد ...النصر الذي يكون على يد الشهيد لمن سيكون .!؟؟
لنا ..ولا شك..!!!
الاحسان الذي يزرعه الشهيد في نفوس أخوته ...؟؟؟..
الرحمة ..ولطف الله ..باختيار خاتمة الانسان الذي يموت شهيدا كأرقى ما يكون ..؟؟!!
أليس في هذا رحمة من رب العالمين على عبده الشهيد ..؟؟
أونعلم نحن كيف ستكون خاتمتنا ..!؟؟..أترى يتقبل الله عملنا ونوايانا ..؟؟؟
فكيف لايكون اختياره للشهيد رحمة ولطف وكرم ..!!؟؟...
نسألك اللهم الشهادة ...اللهم آمين ...!!
..
لكن كيف تكون الحكمة ..أو كيف تصنع الحكمة ..!!..؟؟
لنسترسل قليلا في الحكمة ...:)..
قد تكون الحكمة مصدرها الألم ..!!...أو الخبرة ..!!...أو .....وهو الأهم التقوى..!!!
تقوى الله ..وهذا التقوى ذاته على نوعين تقوى قد يأتي من طبع الانسان فطرته ...وتقوى قد يختارها الله له ...:)..
وهذه لها طريق خاص .. ..!!
لكي ندرك قيمة التقوى أكثر....علينا ان نلحظ المعنى لأي عمل يقوم به المؤمن وما شرطه ...خير شرح نستوحيه من الآية الكريمة ..في سورة المائدة ..
بسم الله الرحمن الرحيم...
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ..!!...
قال..انما يتقبل الله من المتقين ..وهنا مربط الفرس.....ان أي عمل نقوم به شرطه الاخلاص لله والدرجة العليا من الاخلاص هي التقوى...اذا أي عمل لا تكون التقوى بوصلته فهو والعياذ باالله محبط .لصاحبه ..!!
وشر على صاحبه ...من هنا ندرك معنى الكرم الالهي حين يختار لعباده التقوى التي يقبل بها الأعمال والواجبات ....!!...فهو انما يختار له الحياة الحرة والعبودية الحقة ...بكنفه ..!!!!...
هذه التقوى قد يكون السبيل لها هو السر..!!...فهي تقوى أول مفاتيحها الألم!!!..هذا السر الالهي ..وهذا الألم باختلاف درجاته ورقيها هو المقياس المبدئي لمؤشر التقوى الذي سيخرج به العبد..المؤمن
..!!
اذا لنرتب أفكارنا....
تقوى لكي يتقبل الله منا العمل..!!!
والعمل بلاتقوى هو محبط .وشر على صاحبه..!!
وقد روي في الأثر رب استغفار قديكون ذنبا ..!!!..على صاحبه ...
حتى الاستغفار لله ...ان لم يكن بالتقوى ..!!...كان ذنبا..!!!
أجل ..اذا الأمور ليست بتلك البساطة ين ندرك بعمق قيمة التقوى ...!!
اذا تقوى...وهذه التقوى هي طلب غالي مهرها صعب وأمنيتها عظيمة ..لأنها الجائزة ..!!
!!.للآخرة قبل الدنيا وهي نجاح وفلاح في الدنيا والآخرة سواء...!!
لهذا نجد الألم له علاقة بها ..!!...وان أردنا الحديث بعمق عن الألم الموصل للتقوى ...فله سمة مميزة ....أنه ألم الرقي به مصاحب للعمل ...والعمل الصادق مع الله أسرع الطرق لتخفيف الألم ذاته ..!!...وحصد النتيجة المرجوة ...!!....
فالألم الموصل للتقوى له ...سامي ..
ألم صفته الترقي للعبد ...الذي يصاب به ...يرفعه بكرم...!!!
نسبة لا بأس بها منا لا تفهمه.....أو تجد صعوبة بالوصول له ...لهذا كلامنا الان يبدأ ..بها ..في هذا الجزء...الجديد من الشذرات باذن الله
...
ان كانت ...التقوى ... كما علمنا علماؤنا هي باب الحكمة
....!!
فكيف للتقوى المضمخة بالألم أن تكون ...!؟؟؟ا...!!
.
ان السبق بالألم واختيار الله لأولئك الذين تفتح بهم بوابة الخير العظيم ....قد لا يدركون هذا ساعتها ...
ولكن بالسر الذي يحمله الصبر في طياته ..يكتشفون هذا سريعا...!!
ان الصبر لطالما كان الطريق الوحيد لكشف القادم ..وفي تلمس الخير ...مما مضى..!!!
هذا أحد اسرار الصبر..ولكن كيف تكون الحكمة ...!؟؟؟
وأي علم بعدها ..!؟؟
وما هو الرجاء..!؟؟؟
قد تكون الحقيقة أن من يكون لهم السبق بالشهادة ...
سيكونوا القادة ومنهم ستكون الافادة ...الريادة ..!!!!
السبق بالشهادة هو شرف يختلف عن الشهادة بحد ذاتها ...
فهنا نحن أمام شجاعة وقرار وحكمة ...!!
يتخذها الشهيد ويدفعها ذووه ..!!!من ألم ثم رجاء ثم حكمة تحدثنا عنها ليصلوا بعدها ...للحكمة التي تنقلهم لمرحلة طلب العلم الحقيقي....والرجاء الحقيقي الذي وجدوه ..^_^..
اذا ...الانتقال من العلم البسيط بالألم البسيط ...نقلهم للرجاء فالحكمة...!!!
وحين وصلوا لها ...كانت تذكرة مرور للارتقاء بالعلم الحقيقي..!!!
العلم بالله ....والعلم بالنفس ...والعلم بعباد الله ...!!
حينها وحينها فقط .... يختلف الألم
ويرتقي..!!!!
الألم اليوم صار معروف الهدف من قبل من أصابهم ..!!!..والألم هنا حقيقة لم يعد ألم ..!! بل بات علم ..!!
فالألم انما يكون شديدا حين ننسى ان الخير دوما يختاره الله للعبد وقد سئل يوما الامام الشافعي متى نؤمن ..!!..فأجاب حين يكون شكرنا الله في النعم مثل شكرنا له في المحن..!!! ..وبهذا المفهوم للعلم فقط ...
وفقط.. ...ينقلب الألم الى قوة ورقي ولن أبالغ ان قلت سطوة ..!!!
يتميز..بها .
من وصل تلك المرحلة ..!!..
...
.وان جئنا لذوي شهدائنا ..نرى عندهم هذا بشكل أساسي عند انكشاف الألم الأولي لهم ...والارتقاء بالألم ليصبح دافع عمل لعباد الله ..ومعرفة السمو في الألم ...
وأنه لم يكن الا للتقرب لله ...!!!...وهم من فتحوا أبواب الجنان بفلذات أكبادهم ..!!...صاروا سكانا لها بحق بفلذة هي منهم سبقتهم ..وأي شرف هذا..!؟؟
حينها نرى العلم هذا ..يحيل الغصة نورا وانفراجا....!!...وصارت الحكمة التي أوصلت للعلم الحقيقي هذا..امتلك شيء جديد هو الرؤية ..وهذه الرؤية تكون استشراف يضيء الماضي ببصيرة العبد المؤمن ..العبد العارف لله ولحكمته ...هنا يصل لمرحلة الرجاء ان يكون فعلا كما فهم من العلم الحقيقي..!!!
..
وان يكون بمقدار الفهم وان ينال الجائزة ...باذن الله ...!!!
لا انفصال في الحديث عن الألم دون الحديث عن الرقي الملازم له ..!!!!
لا انفكاك عن الشعور بالقوة والرحمة التي تصيب كل متألم ويشعر بها كل من هم حوله ..!!؟؟
لا يستطيع أحد أن ينكر الشفافية التي تتسم بها روح المتألم ...!!...فكيف بمن فقد جزءا من جسده.؟؟...بمن أعطى الله نورا وقبسا من روحه ..؟؟؟
..!!
لن نجد للحكمة هنا التي منحت ذاك أو أولئك العباد الصالحين تلك الدرجة الراقية العالية من العلم ..الحقيقي..ومن ثم الرجاء أن يكونوا فعلا أهلا للجائزة..!!. لمعرفتهم الهدف في اختياره لهم ليكونوا وأنه لم يكن ليختارهم لولا الصدق الذي فيهم ..!!!!..
ولم يكن ليختار جل في علاه من هم أرقى الناس وأكثرهم صفاءا ..ولا تملك الكلمات هنا وصف ..!!...كيف بها توصف أمرا اختاره الله ...؟؟...حين يختار الله الشهيد..!!..
فهو اختيار متكامل ...للشهيد وذويه قبله ...!!
لأهله وأمته وبلده ...قد يكون لهم فتنة ..!!!فكم من شهيد كان سببا لكشف جوهر السمو في بلد ..!؟؟
وكم من شهيد فضح خبثا لأمم تدعي الحب وهي شريك في القتل!!!
وان العلاقة بين الشهيد وكشف الطغاة سيكون محور الجزء القادم باذن الله بما يتعلق بالشهداء باذن الله .....!!
نسأل الله العلم الحقيقي والعلم الراسخ الذي يعطينا الرجاء الذي يوصلنا لليقين به وبحقه وبنصره ...اللهم آمين...
سأكتفي بهذه الكلمات المضمخة بالألم ..الذي نتمنى من الله أن يوصلنا ويوصل من هي لهم للتقوى التي نتمناها لأنفسنا ...!!!....لأنهم ولاشك أهل لكل سامي وغالي نفيس..!!!
..ونسال الله لنا ولهم العلم الحقيقي لنكون أهلا للجائزة التي وعد الله بها عباده المختارين ...
وأول المختارين ...شهداء الله ... ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته