محطات سريعة، من رومانيا.. إلى باريس ومنها إلى بروكسل وواشنطن!!
ولن أتوقف بكم طويلا في المحطات السورية..
ولمن قدم العقيد في الشرطة العسكرية الوطنية التحية؟؟ فهذا شغل الخليين؟؟
وكذا ما وراء إعلان ما يسمى القصر الجمهوري عن سر مرض أسماء الأخرس العضال، فبعض الناس، بنى وعلّى كما يقولون..وهز بعض العارفين رؤوسهم وابتسموا، قالوا: هو مجرد محاولة اعتذار يائسة لتغيب بشار الأسد عن التعزية بإبراهيم رئيسي..
وربما البرود أو مجرد الفتور في المشاركة في عزاء رئيسي هو الذي يستحق النظر..
عندما يقول الأسد: إبراهيم رئيسي مثل قاسم سليماني بالنسبة إليه، فإنه يُغضب في طهران طرفين.
وفي مؤتمر عقد في رومانيا منذ الخميس ٢٣/ ٥/ ٢٠٢٤
عن سورية، وحضره ممثلون عن الاتحاد الأوربي، وهيئة العمل الخارجية ومبعوثو عدة دول، وهو مؤتمر سبق مؤتمر بروكسل بأيام، قالت وزيرة الخارجية الرومانية: إن الحل في سورية يجب أن يمضي تحت عنوان ٢٢٥٤. وكان رئيس بعثة الاتحاد الأوربي، قد دعا لبقاء ما يسمى "الأزمة السورية" تحت الضوء.
وعنوان بقاء الأزمة السورية تحت الضوء، ربما يجب أن يهمنا أكثر نحن السوريين!!
نحن الذين حملنا سرجنا وشموعنا وذهبنا نضيء محافل أخرى. ولا تقل لي لا نفقه كثيرا مما تقول!!
وكالة رويترز تنقل عن مسؤول آخر في الاتحاد الأوربي تحذيرا "من كنس القضية السورية تحت الحصير".
تذكرون في تاريخنا المدمى بدمائنا، أحد الخلفاء بعد أن قتل ضيوفه الأمويين بالعصي، وهم على مائدة غدائه، ألقى فوق أجسادهم المضرجة، والتي ما يزال بعضها يئن، البساط، ثم جعل فوق البساط الخوان، ثم جلس يكمل غداءه، على نغمات موسيقا "حشرجة ونزع وأنين"
وربما هذا الذي يجري في سوريتنا الأموية الحبيبة اليوم!!
المسؤولون الأوربيون اليوم كما الأشقاء اللبنانيين كما غيرهم، لا يعنيهم من القضية السورية غير ملف اللجوء واللاجئين..
وحتى لا يفهمني أحد بالخطأ، مسؤول الاتحاد الأوربي الذي أشرت إليه، يرجع السبب فيما آل إليه وضع الاتحاد، إلى كون دول الاتحاد لم تبادر إلى التطبيع مع بشار الأسد!!
وفي الأثناء نحن جميعا ننتظر خلال ٤٨ النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل،
هو مؤتمر شبه دوري، يهتم أكثر بقضايا اللاجئين والتبرعات، وينعقد هذه المرة وسط حالة من اليأس وصرف الاهتمام عن الملف السوري إقليميا ودوليا، أقول إقليميا، بلا معنى، وأقصد عربيا، فلا أحد من الدول العربية يرضى بتقديم مجرد وعود بمساعدات، وكذا الدول الأوربية كلٌ يغني على جولييته..
يقول الأوربيون إن عوامل عديدة تجعل القضية السورية تُزوَى عن الطاولة الدولية والاقليمية، أهمها، واحفظ إذا شئت عني:
أولا اعتقاد الولايات المتحدة الأمريكية، أنه ما يزال هناك أشياء في سورية الكلية، قابلة للهدم، ويجب أن يطّول الوقت أكثر لتهدم، ربما بأيدي السوريين أنفسهم، إن لم يكن بأيدي الروس والإيرانيين. اقرأني جيدا فيما قلت: الحقَّ الحقَّ أقول لك؛ من غير ادعاء ولا غرور..
ويقولون ومن الأسباب: الأوضاع الاقتصادية المضطربة على مستوى العالم والاقليم، بما فيها حرب أوكرانيا، ذات الأولوية الأوربية، وما فرضته على دول العالم من تكاليف..
ويضيفون ثالثا من أسباب تنحية القضية السورية حتى على أجندة السوريين أنفسهم، حرب غزة وما جرى ويجري فيها..انزوت القضية السورية حتى على ألسنة الكثير من السوريين الذين لا يملكون غير سهام الليل!! فبخل بعضهم بها أو كاد.
ورابعا أو خامسا يضيفون: والانتخابات العامة على مستوى الاتحاد الأوربي، وكذا موسم العديد من الانتخابات الأمريكية والأوربية المحلية، حيث يقتضي الحال أن تعرج الكثير من البطات!!
وقبل أن نغادر ملف القضية، زملاؤنا العاملون على ملف القضية في واشنطن يبشروننا: بقرار عن إعلان أمريكي لرفض التطبيع مع حكومة يرأسها الأسد، وبغض النظر عن إمكانية اللعب على عنوان "رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية" أتساءل بوصفي مواطنا سوريا ذاق مما ذاق منه أكثر السوريين:
هل الضغوط الأمريكية على بشار الأسد لإحداث تقدم ملموس نحو حل سياسي منشود، تلبي تطلعات السوريين أنفسهم، أو تلبي تطلعات الأمريكيين؟؟
لا تتعجل بالقراءة أخي وأعد هذه العبارة مثنى وثلاث ورباع؟؟
مثلا: هل اعتراف بشار الأسد بقسد وبمشروعها متعدد العناوين، يجعل الولايات المتحدة ترضى!!
هل محو كل المواد المتعلقة بالهوية الإسلام والعروبة والقيم والأخلاق، من الدستور السوري، يجعل الولايات المتحدة تهرول؟؟
هل تكريس القانون ٤٩/ ١٩٨٠ والذي يحكم بالإعدام على مكون أساسي من مكونات المجتمع السوري، يجعل الولايات المتحدة تصفق؟؟
أنا أطرح الأسئلة وأنتظر أن نتعاون على الجواب..
ذكرت في عنوان المقال باريس، وبعجبني أن أشيد بقرار القضاء الفرنسي، باصدار حكم بالمؤبد على ثلاثة من كبار المجرمين الأسديين..
فرنسة تنتصر لإنسانيبن يحملان الجنسية الفرنسية!!
أمريكا تناضل عن أمريكي واحد معتقل في السجون الأسدية..
أما السوريون وأمهم سورية والليرة السورية التي أصبحت الخمس عشرة ألف ليرة منها، بدولار ؛ فلا بواكي لهم..
واشمت إذا شئت بمقتل رئيسي أو دع.
وسوم: العدد 1081