اعتبار

أتابع بعض الاحباب..

ما زالوا يشتغلون على خطايا بعض الأجسام السياسية، التي تتصدر مشهد المعارضة أو الثورة في سورية الحبيبة…

في اعتقادي أن القاعدة التي تنص على ان إكرام الميت دفنه. هي الأولى بالإعمال في المشهد الذي نعيش فيه..

وانه لا عزاء بعد ثلاث، فبعد تأبين الميت بذكر إيجابياته وسواها، في ثلاثة أيام، الأصل تطوى الصفحة، ونبحث عن حي مفيد نشتغل عليه.

وإذا قُضي الأمر فلا تستدعي الطبيب لعلاج جثة.

وأعتقد جازما أن العقلاء في فضاء الثورة أو المعارضة أصبحوا مثل النيازك الشاردة بلا مدار.

المتنبي يقول: ذو العقل يشقى في النعيم!!

فكيف إذا كان أصحاب العقول على اختلاف انتماءاتهم واعتقاداتهم وتوجهاتهم، في مثل الفضاء السوري؟؟

هي أزمة العقلاء أو المثقفين، أنهم لا يكادون يجدون مدارا يدورون فيه، ولا مظلة يقفون تحتها. ولا هم قادرون على صنع مظلة مثل التي تكون على مواقف الحافلات، تجمع العشرة والعشرين؛ ولا يجدون صانعا مقتدرا بهيا يقول للناس كما كان يقول سيدنا عمر للمسلمين: أنا فئتكم.. وما أعظمها من كلمة!!

أنا كثيرا ما أنتقد هذا النزوع التاريخي عندنا.. ثم أراني أنغمس فيه..

العقلاء والمثقفون السوريون عموما في أزمة، كثيرة الزوايا والأضلاع، وأكثر ما ينطبق عليهم قول قائلهم:

تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا

وضيع الركبَ أشباحٌ وأشباهُ

وأراني مرة أخرى أهرب إلى الشعر والهجاء..

أصبحنا نخاف من السياط بأيدينا تجلد ظهورنا أكثر، هل نحن في لطمية كنوع من جلد الذات؟؟

هذا بالطبع ليس دفاعا عن قاتلنا ومشردنا ، وأصبحنا نحتاج إلى الاحتراس، ولكنه تقرير حقيقة؛ حيث أصبح كل واحد من الناس قاض في مسلاخ "فايز النوري"

يسأل المتهم عن اسمه ثم ينطقها: إعدام !!

هل أنا أمارس ذلك الآن، فأحكم على الناس بما أقول؟؟ ربما ولكن عذري في ذلك أنني أقف على جمر، وأجده أمامي إن حاولت أن أتقدم، وخلفي إن أردت أن أتأخر، وكذا عن يميني وشمالي..

وكل السياط تلسعني، وما أكثر الأصوات التي تأمرني، والتهم التي تتناوشني

ولم أسفك للناس دما، ولم أتولى لهم على صير أمر غير كلمات أزجيها كما يزجون...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1081