أعضاء الكونجرس الأمريكي يقفون ويصفقون دون خجل إعجابا بهمجية مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو
أعضاء الكونجرس الأمريكي يقفون ويصفقون دون خجل إعجابا بهمجية مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو وتشجيعا له على التمادي في جرائم الإبادة الجماعية
سجل التاريخ أمس على الولايات المتحدة الأمريكية في مقر الكونجرس فضيحة مدوية تزيد من تلطيخ سمعتها الملطخة أصلا بين دول العالم بسبب مشاركتها في جرائم الإبادة الجماعية بقطاع غزة ، وهي تستقبل مجرم صهيوني وحشي مدان أمام العدالة الدولية بجرائم إبادة فظيعة معظم ضحاياها أطفال ونساء وعجزة ، وهي جرائم موثقة بالتصوير الحي الذي لا يملك أعضاء الكونجرس المتصهينين إنكارها ، ولا تملك الإدارة الأمريكية نفيها أيضا ، ولا يمكن لأي في هذا العالم أن يشكك في مصداقيتها إلا إذا كان متصهينا خالص التصهين .
ولقد بدا المشهد يوم أمس مثيرا للسخرية بسبب تناقض المشهدين داخل وخارج مقر الكونجرس ، ففي الداخل كان السفاح نتنياهو يفاخر بجرائمه الفظيعة ، ووقفات وتصفيقات المتصهينين من أعضاء كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تقاطعه كلما استرسل في تنطعه ، بينما كانت في الخارج جموع المحتجين على وجوده داخل الكونجرس من مختلف الفئات الاجتماعية بما في ذلك يهود متدينون . وكان الكل يطالب بمحاكمته على جرائم الإبادة الجماعية ، وبالحرية للشعب الفلسطيني ، وبوجه صفيق،سخر منهم السفاح وقال عليهم أن يشعروا بالعار وهم يؤيدون الشعب الفلسطيني ، بينما الذي كان عليه أن يشعر بذلك العار هو ومن كانوا يصفقون ويقفون له من المتصهينين ، وقد عاكسوا بذلك إرادة المجتمع الدولي الذي يدين بشدة هذا السفاح المدان أصلا من طرف محكمتين وليتين يسخر منهما هو وأعضاء الكونجرس.
ومن المثير للسخرية أيضا، أنه جعل من فظاعة ووحشية وهمجية إجرامه تحضرا صهيوـ أمريكي وهو يفاخرا به ، بينما كل العالم سخر منه وممن استقبلوه ووقفوا وصفقوا له . ولقد وصف الجلاد ضحاياه من الفلسطينيين بأنهم يمثلون محور الشر ، بينما يمثل هو والولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون محور الخير في العالم . ولم يتردد في الامتنان على الولايات المتحدة التي هي ولية نعمته منذ استنبات كيانه سنة 1948 وهو يزعم أنه هو الذي يحميها ويحمي مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ، يدعي ذلك والعالم كله يعلم علم اليقين أنه لولا حمايتها له لكان هو كيانه المحتل في خبر كان منذ زمان .
ولقد حاول أن يقلل من شأن المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أذاقت جيشه الجبان والمنهار طعم الهزائم المتتالية ا، وذلك بزعمه أنها أداة بيد إيران ، وكأن هذه المقاومة ليست لها أرض احتلت بالقوة ، وأنها تقاتل من أجل تحريرها واستقلالها . ولقد أراد متوهما أن يحور الصراع الدائر في أرض فلسطين التي احتلها سنة 1948 بمساعدة الاحتلال البريطاني ، وبتزكية وتأييد من الدول التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية ، وذلك بجعله صراعا بين الولايات المتحدة وإيران ،علما بأنهما معا يرتزقان بالقضية الفلسطينية وعلى حسابها كل على طريقته وبأسلوبه الشيطاني للتمويه على ما بينهما من خلاف يدور بينهما حول السيطرة على موارد الطاقة في منطقة الشرق الأوسط .
ولقد أقر مجرم الحرب وهو يزعم حمايته للولايات المتحدة ومصالحها من خلال إعفائها من إرسال قواتها إلى منطقة الشرق الأوسط ،لأن قواته تنوب عنها في ذلك بأنه مجرد سمسارها، وأن الاحتلال الصهيوني إنما هو في واقع الأمر احتلال أمريكي قد تم التمويه عليه بالكيان المستنبت فوق أرض فلسطين ، وهو بمثابة جبهة أمريكية متقدمة في منطقة الشرق الأوسط .
ولقد كشف السفاح في كلمته النقاب عن خذلان حكام الأنظمة العربية في منطقة الشرق الأوسط للشعب الفلسطيني ولقضيته ولمقاومته حين وصفهم بالأصدقاء ، ووعدهم بالسلام، والرخاء ،والخير، والتحضر مقابل الشر، والإرهاب، والتطرف الديني على حد زعمه .
ولقد تمادى السفاح في الكذب والافتراء الذي فضحه بنو جلدته قبل غيرهم ، وهو يستجدي الولايات المتحدة كي تفيض عليه من أسلحة الدمار الشامل كي يصفي حسب أمنيته المقاومة الفلسطينية ، وينزع سلاحها كي يستتب له الأمن والسلام ، ويمضي قدما في المزيد من بناء المستوطنات ، ويعجل وتيرة تهويد القدس ، وهدم المسجد الأقصى لبناء هيكله المزعوم ، الشيء الذي يعني مسح الدولة الفلسطينية من خارطة العالم ، وهو وهم ما فتىء يردده هو وعصاباته الصهيونية المتطرفة ، وذلك في وقت تعالت فيه الأصوات في كل العالم بضرورة استقلال دولة فلسطين رغم أنفه ، وقد توالت الاعترافات بها مؤخرا من عدة دول غربية لم تكن تعترف بها من قبل ، وقد بذلك قناعه السفاح ، وكشف عن حشيته وهمجيته ونازيته .
ولقد سخر المحللون السياسيون على اختلاف مشاربهم من كلمته الرعناء ، وأجمعوا على أنها جاءت بعكس ما أراد إظهاره للرأي العام الأمريكي الذي خرج ، ولا زال يخرج في مسيرات مليونية تدينه بشدة ، وهو التغطية على هزائمه المخزية والمتتالية التي تبخرت معها أسطورة جيشه الذي لا يهزم ، والذي هزم شر هزائم بالرغم من اختلال ميزان القوة بينه وبين مقاومة باسلة لو تعادلت كفة قوتها العسكرية مع كفة قوته، لانتهى خبر الكيان الصهيوني إلى الأبد .
ومن المؤكد أن رحلة السفاح الصهيوني إلى الولايات المتحدة في هذا الظرف بالذات ، وهو ظرف التنافس على السلطة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري قصد من ورائها اللوبي الصهيوني المسيطر على زمام أمور السياسة الأمريكية، وعلى صنع القرار فيها ضمان استمرار تدفق الدعم الأمريكي على الكيان الصهيوني مقابل فوز الحزب الأكثر انصياعا له في الانتخابات المقبلة . ولقد ذكر ملاحظون أن أعضاء الحزب الجمهوري قد حضروا بكثافة خطاب السفاح ، الشيء الذي يلمح إلى أن هذا الحزب قصد بذلك كعادته وكعادة الحزب الديمقراطي أيضا التودد أكثر إلى اللوبي الصهيوني قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة . ولقد صرح السفاح في كلمته وحتى قبل سفره إلى الولايات المتحدة أن الكيان الصهيوني سيّان بالنسبة إليه نجاح هذا الحزب أو ذاك، لأن الدعم المقدم له لن ينقطع أبدا عنه بل إنه يزيد دائما ولا ينقص ، وهذا ما يؤكد أن المحتل الحقيقي لأرض فلسطين إنما هو الولايات المتحدة الأمريكية التي لها مصالح اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ، وأن الكيان الصهيوني إنما ينوب عنه في ذلك كما صرح بذلك السفاح نتنياهو في كلمته .
وفي الأخير نشير إلى أن الأنظمة العربية خصوصا في البلدان المجاورة أو القريبة من فلسطين المحتلة لم تعلق على كلمة السفاح الملطخة يداه القذرتان بدماء الطفولة الفلسطينية البريئة ، الشيء الذي يحملها مسؤولية تاريخية لا يمكنها التملص منها ، وقد خذلت الشعب الفلسطيني ، وتخلت عنه، وهو عرضة للإبادة بالسلاح، والجوع، والتهجير القسري ، وكل هذا أنكره السفاح بصفاقة وجه ، ووقف وصفق له المتصهينون من أعضاء الكونجرس إقرارا منهم له على ما يقترفه من إجرام تدينه العدالة الدولية التي ينتقدها ويسخر منها هؤلاء المتصهينون ، وقد أشاد هو بسخريتهم واعتز وافتخر بها .
ولا يمكن أن تعفى الشعوب العربية من مسؤولية دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة لها، خصوصا وأن فلول التيار المتصهين المستأجرة والمتغلغل في بعض البلاد العربية تحاول الاستنقاص من شأن الوقفات والمسيرات المستمرة والداعمة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة . وعلى كل فرد في البلاد العربية أن يسأل نفسه ما الذي قدمه لهذا الشعب حتى لو كان مجرد مقاطعة سلع تدر الأموال على الكيان الصهيوني ، ومن واجبه أن يسأل عن تلك السلع ، وأن يعرفها جيدا ، وألا يقف موقف التفرج على شعب يبيده الكيان الصهيوني إبادة جماعية أمام أنظار العالم بأسره . وإنه لمن العار أن تخرج شعوب العالم الحرة مؤيدة للقضية الفلسطينية ، في حين تتقاعس الشعوب العربية ، ومعها الشعوب الإسلامية عن ذلك ، وأن تقاطع تلك الشعوب كل ما يصب الأموال في خزائن الكيان الصهيوني ، بينما لا تبالي الشعوب العربية والإسلامية بذلك ، وتقبل على سلعه بنهم ، و مع ذلك تظهر التعاطف المغشوش مع الشعب الفلسطيني ، وتتظاهر بالتحسر على أوضاعه المزرية ، والأفواه يهضم المأكولات الصهيونية وتحتسي مشروباتها ما حل منها وما حرّم .
وسوم: العدد 1088