مأساة الغزيين بين مؤيدين للكيان الصهيوني متخندقين معه عسكريا وبين ساكتين متفرجين عليهم

مأساة الغزيين بين مؤيدين للكيان الصهيوني متخندقين معه عسكريا وبين ساكتين متفرجين عليهم  إما جبنا أو شماتة وبين مدعين نصرتهم دون فعالية

مأساة ولا كالمآسي تلك التي يمر بها أهل غزة منذ السابع من أكتوبرالماضي ، وحالهم كما قال القائد المسلم طارق بن زياد رحمه الله مخاطبا جيشه ووجهته بلاد الأندلس : " واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ". إن وصف هذا القائد ينطبق تاما اليوم على أهل غزة، وهم يواجهون حرب إبادة جماعية هي الأشرس من نوعها في هذا العصر باعتبار الأسلحة النوعية الفتاكة المستعملة فيها، والتي يوفرها للصهاينة مؤيديهم الغربيين بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وهم متخندقون معهم عسكريا .

 ومقابل هذا التأييد الغربي المصرح به رسميا من طرف القادة الغربيين في أكثر من مناسبة منذ السابع من أكتوبر ، هناك شريحة من الساكتين على هذه الإبادة سكوت الشياطين الخرس إما جبنا وإما شماتة ، وهذه الشريحة  تمثلها الكيانات العربية والإسلامية التي حيّدها الكيان الصهيوني، وساعدته على ذلك الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة التي حركت هي وحليفاتها الأوروبيات أساطيلها مهددة كل من يحاول أن يتدخل  لوقف هذه الإبادة التي استعمل الفيتو الأمريكي أكثر من مرة لنقض قرار وقفها . وإذا كان حال الساكتين جبنا معرة ، فإن حال الشامتين بأهل غزة أشد معرة وخزيا ، وهؤلاء قد افتضحت خيانتهم  وأمرهم إلى الله تعالى .

 وبين هؤلاء وأولئك هناك من يدعون نصرة أهل غزة لكن دون فعالية أو بعبارة أدق دون أن يرقى  هذا الدعم  المدعى إلى ردع الكيان الصهيوني وإرغامه على وقف الإبادة . ولم نر لحد الساعة من هؤلاء  ردا موازيا لعدوان الصهاينة ،وقد طالت أيديهم وامتدت إلى عمق الدول التي تدعي دعم أهل غزة بالقصف والاغتيال والذي طال يوم أمس القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية دون أن يحصل رد على انتهاك سيادة البلاد التي اغتيل فيها ، وهي مسؤولة عن سلامته دينيا، وقانونيا، وأخلاقيا . ولقد كان عليها ألا تغرر به وهي على علم مسبق بعجزها عن ضمان سلامته كما تضمن سلامة كل الضيوف والزوار. وإنه لمن العبث أن تُتَداول أخبار عما يعد ردا على هذا الاغتيال مما  سمي ردا رمزيا على جريمة الاغتيال. فهل يعقل أن يصدر عن العدو الصهيوني إجرام فعلي فظيع ، ويكون الرد عليه رمزيا ؟ فما معنى هذه الرمزية  وما جدواها؟ 

وإذا كان كل ما في جعبة من يدعون نصرة أهل غزة مجرد ردود رمزية ،وقد تمادى الكيان الصهيوني في عدوانه بكل وحشية  وهمجية تحاشيا للتهديدات الأمريكية المولح بها  في حال اندلاع حرب إقليمية ، وقد كان من المفروض أن تندلع نصرة للمسجد الأقصى المهدد بالزوال قبل أن تكون نصرة للفلسطينيين عموما والغزيين خصوصا ، فعلى  كل مدع لنصرة هؤلاء ألا يزيدوا من آلام معاناة أهل فلسطين في غزة والقطاع قطاع بالدعم الرمزي، وهم يواجهون أفظع جرائم إبادة جماعية ، ويتألمون من سكوت الساكتين ، ومن شماتة الشامتين وخيانتهم .

هذه هي حقيقة مأساة الغزيين خصوصا والفلسطينيين عموما ،وكان الله عز وجل وجل في عونهم . ونختم بوصية القائد العظيم  طارق بن زياد التي حركت همم جنده : " قد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة  ، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم ، فإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمرا ذهبت ريحكم ، وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم ، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية " .

وإننا لنظن يقينا أن أبطال المقاومة في غزة وفي عموم فلسطين في مستوى جراءة جيش طارق بن زياد ، وأن فيهم أيضا طارقهم الذي ينهض هممهم حتى النصر، وشعارهم الدائم  نصر أو استشهاد، ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) .   

وسوم: العدد 1089