اتلانتس رسالة الجيش الاخيرة لنتنياهو قبل الغرق

كشف جيش الاحتلال في تقرير نشرته صحيفة هارتس العبرية فشل عملية اغراق انفاق المقاومة في قطاع غزة، وهي العملية التي كانت انطلقت قبل ست اشهر من الان، واستمر العمل بها لمدة شهر ونصف قبل ان يؤكد الخبراء في جيش الاحتلال وسلطة المياه الاسرائيلية فشلها.

 التقرير كشف عن اشراك فرقة كاملة من جيش الاحتلال وهي الفرقة 162  ، والذي اشار التقرير الى انها تحولت الى اعمال السمكرة بدل القتال طوال شهر ونصف دون جدوى تذكر للعملية، ما يعني ان موارد فرقة باكملها تم تحييدها في المعركة و استهلاكها في غير مكانها للقضاء على الانفاق دون جدوى.

اللافت في التقرير توقيته الذي تزامن مع الجدل المتصاعد حول شرط نتنياهو الجديد في صفقة تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، المتعلق بضرورة ان يوفر جيش الاحتلال الية لمراقبة الفلسطينيين وتفتيشهم اثناء تنقلهم من الجنوب الى الشمال، ما يتطلب من جيش الاحتلال توفير المزيد من الموارد للقيام بهذه العملية لمراقبة الفلسطينيين في ظل شح الموارد مقابل توفر البدائل الفعالة للمقاومة لنقل السلاح والرجال عبر الانفاق بين انحاء قطاع غزة المختلفة.

لم يتوقف الامر عند حدود الكشف عن فشل (عملية اتلانتس) بل ذهب مسؤولون في جيش الاحتلال الى تسريب معلومات اضافية عبر القناة 12 العبرية مفادها؛ ان انفاق المقاومة التي تمتد الى مسافة قد تصل 700 كم وباكثر من 5500 فتحة؛ عبارة عن شبكة عنكبوتية معقدة لا يقتصر دورها على الدفاع بل وعلى نقل المقاتلين و الاسلحة الى كافة انحاء القطاع وجبهاته الساخنة، وان القضاء عليها يحتاج الى سنوات وموارد ضخمة كفيلة باشغال جيش الاحتلال عن سائر الجبهات الاخرى المشتعلة في الضفة وجنوب لبنان والبحر الاحمر، ما يعني ان شرط نتنياهو لفرض رقابة على تنقل الفلسطينيين لا قيمة له.

شرط نتنياهو اثار امتعاض قادة الجيش ففضلا عن كونه سيتطلب تخصيص قوات كبيرة من جيش الاحتلال لادارة عمليات التفتيش، فانه سيقود الى افشال الصفقة وانهيار المفاوضات حولها، وهو ما اكده احد اعضاء الوفد الاسرائيلي المفاوض للاعلام العبري مدعوما باشارات مقدمة من مدير الموساد "ديفيد برنياع" ومسؤول ملف الاسرى في جيش الاحتلال "الون نيتسان" الذان رفضا المغادرة الجمعة الفائته للقاء الوسطاء بحجة شروط نتنياهو الجديدة، الامر الذي تم معالجته بعقد لقاء جديد غدا الاحد في العاصمة الايطالية روما، بحضور مدير وكالة المخابرات الامريكية المركزية وليام بيرنز الى جانب عباس كامل مدير المخابرات المصرية ووزير الخارجية القطري رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن ال ثاني.

مناورات نتنياهو للحفاظ على ائتلافة الحاكم ارهقت المفاوض الاسرائيلي، وارهقت قوات الاحتلال التي باتت عاجزة عن توفير الموارد لمواجهة التحديات المتصاعدة شمال فلسطين على الحدود اللبنانية، وفي الضفة الغربية التي تحولت بدورها لمكان خطر يصعب التنقل والعمل فيه دون الاستعانة بسلاح الجو والمدرعات الثقيلة التي تحولت الى عملة نادرة في الضفة الغربية تهدد بفقدان جيش الاحتلال السيطرة على الارض في الضفة قريبا.

ختاما ..الكشف عن فشل عملية اتلانتس وصعوبة تدمير الانفاق الذي سيتطلب توظيف مقدرات هائلة لجيش الاحتلال وتجميدها في عمليات يصعب معرفة جدواها وتاثيرها، رسائل جديدة من  جيش الاحتلال  لنتنياهو لضرورة وقف الحرب والذهاب الى الصفقة قبل الغرق في مستنقع الضفة واخر اقليمي اكبر ، فالجيش مرهق وعاجز ومهدد بفقدان المزيد من الجبهات، اخرها ما كشفة الاعلان عن نقل صلاحيات امن المستوطنات المحاذية للحدود الاردنية الى وزارة الامن القومي رغبة منه بادارة موارده الشحيحة، واعادة توجيهها الى جبهات القتال الرئيسية والساخنة وابرزها قطاع غزة التي لازالت تدير المعركة بكفاءة عالية وقدرات متنامية خلافا للتوقعات.

وسوم: العدد 1089