صاروخ مجدل شمس الذي يتدارؤون فيه!!
ومن حق أن نشجب الجريمة مهما كان مجرمها.. وكائنا من كان ضحيتها..
الصاروخ المختلف في مصدره، والذي وقع بالأمس السبت، على بلدة "مجدل شمس" العربية السورية في الجولان العربي السوري، فأودى بحياة اثني عشر إنسانا عربيا سوريا، وأصاب قرابة ثلاثين آخرين.. ما زال يثير الاستنكار الموظف، حتى وصل إلى تناول الرئيس ترامب…
مجرما المنطقة، الصهيوني والحزبلاوي يعلن كلٌ منهما براءته من الصاروخ، ويتهم كل واحد منهما الآخر بما يصفه "الصاروخ البشع والجريمة البشعة" وكأن الأرض العربية السورية والأرض العربية الفلسطينية، لم تشهد عشرات الآلاف من أمثال هذا الصاروخ التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء والمدنيين…
المتحدثون باسم ما يسمى "جيش الدفاع" ينكرون ويستنكرون ويتهمون، والمدافعون عما يسمى "حزب الله" يبرؤون ويستشهدون بماض كل لحظة فيه تكذبهم وترتد على لحى أوليائهم، وتشهد عليهم بأنهم قتلة ومجرمون....
وكلا الشيطانيين يقول: إنه ليس من خلقه ولا من عادته أن يستهدف المدنيين!!
وكأن سكان غزة وغوطة دمشق وحمص وإدلب وحلب ليسوا من المدنيين، هنا وهناك حيث تقوم آلاف الشواهد على جرائم المجرمين..
التدارئ في تحميل مسؤولية الجريمة، سياسي أو أخلاقي…؟؟!!
واعتبار الجريمة مفتاحا لحرب يمكن أن تنشب بين الحليفين اللدودين، نوع من المراهقة أو المراوغة السياسية؛ لا ينبغي أن تنطلي..
لقد ظل حزب الله وكل ميليشيات الولي الفقيه، التي تحالفت مع زمرة الاستبداد في سورية؛ متحالفة استراتيجيا في الوقت نفسه، مع الكيان الصهيوني، وهي تحقق أهدافه الأولى في تدمير سورية وفي قتل السوريين، وتهجيرهم…وتفريغ المنطقة من قواها الحية، ضمانا مستقبليا لأمن الدخلاء والمنبوذين..
ما جرى في مجدل شمس جريمة مستنكرة مدانة بكل المعايير…
ولكنها الجريمة، في إطار نسق الجرائم التي يجب أن لا تنسى، وأن لا يستهان بدماء أصحابها على أي خلفية يفكر فيها المخذلون..
وفي حين أكثر الناطقون والمتحدثون "اللت والعجن" حول الجريمة الضروس، لم نسمع من القابع في قصر دمشق؛ موقفا حقيقيا مكافئا لحجم الجريمة ولما يمكن أن يكون من تداعياتها..وإن كنا نقدر أنه لن يكون من تداعياتها إلا مزيدا من الرغاء…
الأخطر من كل ما مرّ أن يعتبر مرشح الرئاسة الأمريكية، في محفل أمريكي، العدوان على مجدل شمس العربية السورية، وسكانها العرب السوريين؛ عدوانا على إسرائيل!!
هل يفهم فيصل المقداد هذا أو يحتاج إلى من يتهجى له الكلمات والحروف؟؟!!
وسوم: العدد 1089