الموقف الأسدي من جريمة مجدل شمس ... الذي ترك الأفهام حائرة؟؟

بينما تحتدم المعركة بين أطرافها، بسبب قصف أرض عربية سورية، وقتل مواطنين عرب سوريين..

وبينما يؤكد حسن نصر الله، وهو في العادة كذوب، براءته من دمائهم. ويدّعي نتنياهو غضبة شمشونية للانتصار لهم والدفاع عنهم، وسحق من نالهم بشر..

وبينما تتصاعد في المنطقة الدعاية لحرب كذوب، يحافظ نظام الأسد ووزير خارجيته، ووزير دفاعه أيضا، على هدوئهم مكتفين باستنكار مخملي ناعم، على طريقة من يحاول أن يسجل موقفا عابرا، ثم يلف على خرطومه الذنبا…

المواطنون العرب السوريون في مجدل الشمس، الذين فُجعوا بأطفالهم، والذين زارهم نتنياهو مؤكدا حميته لهم، وحرصه على الثأر لقتلاهم، والدفاع عن أطفااهم، والذين كانوا بجملتهم أكثر حمية لعروبتهم وسوريتهم، فرفضوا استقبال نتنياهو، مؤكدين الانحياز إلى هويتهم، فلم يلتق بنتنياهو إلا ثلة قليلة من مرضى القلوب الذين لا يخلو منهم تجمع أو مجتمع..

هؤلاء المواطنون السوريون كانوا يستحقون من زمرة الأسد موقفا أشدّ حمية وغيرة على دماء أطفال سوريين سفكت دماؤهم في ملعب لكرة القدم فعصفت بحيوات وآمال وقلوب أمهات وآباء.

صحيح أن بشار الأسد ولفيفه قد تعودوا على سفك دماء السوريين كبارا وصغارا، وأمهات وأطفالا.. إلا أن لوقع جريمة مجدل شمس أبعادا مجتمعية ووطنية ودولية أكبر من أن نحيط بها في مقال…

الغضب مما جرى في مجدل شمس، وعلى أهلها، والنفرة للدفاع عنهم، ليس من حق نتنياهو، وكلنا يعلم أنه يتاجر بموقفه منهم كما يتاجر في كل شيء..

ويبقى حق النصرة بكل أبعادها واجب من يزعم أنه متولي أمر سورية والسوريين، بطريقة أكثر جدية وعملية من التصريحات الرخوة التي صدرت عما يسمى وزارة الخارجية، دون أن تنبس وزارة الدفاع بكلمة..

إلى كل السوريين على كل الجغرافيا السورية، وإلى أهلنا في مجدل شمس خاصة في واقعة فاجعتهم الأليمة والمستنكرة..

نؤكد لهم: دمكم دمنا. وهدمكم هدمنا. وجبر الله كسر قلوب الآباء والأمهات والأخوة والأخوات..

وإنها لثورة للعدل والعزة والكرامة لجميع السوريين..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1089