ماذا لو كان الصهاينة العرب في زمن النبوات؟
نفس الأشخاص الموجودين حاليا على منصات التواصل الاجتماعي ولا شغل لهم سوى مهاجمة المقاومة، وتخوين أي مقالة أو نص يفضح النظام الرسمي العربي المتخاذل حد التواطؤ، لو كانوا في زمن آخر لمارسوا نفس الدور دون زيادة أو نقصان.
لنأخذ أمثلة على ذلك لتوضيح الفكرة، النبي نوح عليه السلام، لو تواجد صهاينة العرب في وقته لاتهموه بالجنون لأنه بنى سفينة على اليابسة، لتهكموا عليه وكتبوا على الألواح بأنه يريد تدمير الدولة وإشاعة الفوضى، بفكرة ستضيع مدخرات الشعب على أمور غير مستعجلة.
ولو عاصروا السيد المسيح عليه السلام ورأوه وهو يمشي على الماء ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، لاتهموه بأنه يعمل لصالح قوى خارجية خفية وصاحب أجندة تريد تقسم المجتمع وتضليله وخداعه.
ولو عاصروا النبي محمد عليه السلام لكتبوا على جريد النخل والجلود وعلقوها على أستار الكعبة، بأن محمدا ترك أصحابه يعذبون وهو جالس في بيته، وتسبب في تجويع آل هاشم وحصارهم عاما كاملا، وأنه تطاول على قريش القوية وتحداها وأهان آلهتهم دون سبب.
وربما قالوا أيضا بأنه لم يكن مرناً ولم يحسن التفاوض عندما عرضت عليه قريش حلاً وسطاً بأن يغدقوا عليه المال، ويجعلونه ملكا عليهم، وبأن يعبدوا أله محمد عاما وأن يعبد محمد آلهة قريش عاما، لكنه ذهب للقتال ضد قوة تفوقه عددا ومالا وسلاحا وخيولا، وكان عليه ن يرضى بالأمر الواقع.
وكانوا سيفضلون أن تكون خلية الأزمة التابعة لهم في دار الندوة، بهدف فضح من يتجمعون في دار الأرقم بوصفهم أصحاب أجندات وسوداويين.
وربما كتبوا يشيدون بسياسة المغول في حرق مكتبة بغداد بوصفها تضم كتبا تحرض على العنف والإساءة للدولة، ولا تذكر فضل وحكمة ودور الخان هولاكو في رفعة شأن الوطن والأمة والدين.
وهكذا قِس وأسقط على جميع المفاصل في تاريخنا وحياتنا.
لذلك أفضل ما يمكن تقديمه لهؤلاء هو تجاهلهم تماما وعدم الرد عليهم لأنك لن تغير من قناعة شخص يدافع عن القاتل والجلاد ويهاجم الضحية، يتجاهل تماما 130 ألف شهيد وجريح ويتذكر فقط التصيد لمقاوم ذاهب إلى فلسطين في طريق اللاعودة، بندقيته موجهة فقط إلى صدر العدو المشترك الذي يهددنا جميعا.
هؤلاء يؤدون دور الصهيوني واليهودي الوظيفي، وسيبقون ينهشون تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا حتى يأتي الله بأمره، لذلك تحاشاهم وتجاهلهم كما لو كانوا غبارا على حذائك.
وسوم: العدد 1090