هونغ كونغ والبديل الاماراتي

أعزائي القراء …

عندما كانت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية  تم تقديمها على انها المركز المصرفي والاقتصادي للعالم، حيث كانت تتمتع بأعلى تركيز للمؤسسات المصرفية العالمية. فكانت تستضيف أكثر من 78 مصرفا دوليا من بين أكبر 100 بنك، وكان لديها حضور قوي جدا لشركات إدارة الصناديق. والمقر الإقليمي لمعظم شركات قائمة فوربس، بما في ذلك أكبر البنوك الأميركية والصينية التي لديها مكاتب في المنطقة. ثم خسرت هذا الموقع باستقلالها عن بريطانيا .

 ولكن وعلى الفور تم تعويض هذه الخسارة بالمكسب الإماراتي لتصبح  الآمارات بترتيبات بريطانية وامريكية و إسرائيلية مركزا مصرفيا عالميا وتجاريا مع منحها نفوذا سياسيا وتركيزا لمخابرات العالم  ، حيث بدأ الغرب باعادة بناء دبي وملحقاتها على هذا الأساس.

 فوحدت بريطانيا مجموعة المحميات تحت اسم الامارات العربية المتحدة ثم بدأوا باعادة بنائها لتكون هونكونغ الجديدة ، يحركونها كما يشاؤون ويغرفون من اموالها متى يشاؤون ويؤسسون فيها معابد اليهود والهنود كقاعدة لهم كونها منطقة عالمية وبذلك أخفوا صوت الامة العربية الذي كان ممثلاً  بصوت مصر وسوريا والعراق بوضع حكام عملاء لها وجعل عميلتهم ايران المتحكمة في سوريا والعراق هي المتنفذة بالمنطقة بعد تدميرها  ، وحولوا وجهة العالم إلى الامارات ، فصار هذا  العالم يتكلم عنها فقط وكأنهآ تمثل الامة العربية بل العالم باسره ، وأكثر من ذلك زينوا للعالم من ان التاريخ القديم لهذه المنطقة كان مرموقا وحضارياً  بل سبق العالم تكنولوجيا، كل ذلك ليجعلوا منها المركز الجديد للعالم فصورة محمد بن زايد طبعت على قمر صناعي  ب 200 مليون دولار من اجل كتابة تعليق  صحفي من ان الامارات غزت الفضاء، ونشروا اخبارا عن تقدم الامارات من  ان  منظفي شوارعها يجب ان يكونوا مهندسين دلالة على الرقي والتقدم ، ثم الحقوا ذلك  بجعلها تتحكم سياسيا واقتصاديا بالمنطقة العربية ككل، حيث بدأت مؤخراً تقود حملة ضد الفلسطينيين دعما لإسرائيل فكل مجازر إسرائيل تم تجاهلها لتتكلم عن مجازر الفلسطينيين ،فيما كانت شعوب المعمورة على مختلف جغرافياتها ومشاربها العقائدية ثائرة في وجه مذابح الكيان الصهيوني، معلنة موقفها الإنساني من المحرقة المرتكبة في حق الأبرياء ، فقد اخترق صوت في مجلس الامن لمندوبة اماراتية تعلن إدانتها للمقاومة الفلسطينية اصحاب الارض ، محملة مسؤولية المذبحة ليس لسيف الجزار الصهيوني ولكن لطوفان زحف ليغسل عار الخنوع والذل، وتلك المندوبة  التي شذت عن قاعدة استنكار  المذابح، الصهيونية وبغض النظر عما تعرضت له من لعنة الأحياء والأموات على موقفها، إلا أن هذه المندوبة لم تكن تعبر عن رأيها ولكن عن موقف مستوطنة إسرائيلية تم زرعها كخنجر في خاصرة الأمة..

هذه هي الإمارات التي  بدأ تاريخ الخيانة فيها  بشخبوط وانتهى بنتنياهو وغزة! لتكون هي الخلفية لمشروع بلفور الصهيوني مع إلباسها  ثوب التقدم الزائف.

وسوم: العدد 1091