الدرس ألأول في مدرسة الخيانة
سأل أحدهم: كيف تقولون عن الجزار الاول حافظ الاسد وخليفته الجزار الثاني أنهما عميلان للغرب وإسرائيل بينما علاقتهما مع الروس والسوفييت قبل انهياره على احسن حال وتفاهم مطلق؟
هذا السؤال يطرح كثيراً، وللإجابة عليه علينا اولاً ان نعرف ان مصالح الدول الكبرى متشابكة فبعض هذه المصالح متفق على معالجتها وحلها بصورة مشتركة، وبعضها الآخر تبقى في محل خلاف . وللتأكيد نقول ان زرع حافظ الاسد وخليفته في سوريا وفي المنطقة العربية عموماً تم عن طريق جهاز الاستخبارات البريطاني والمعروف باسم (MI6) في ستينات القرن الماضي وهذه المعلومات لاجدال فيها وقد اكدها موظف المخابرات في السفارة السورية في لندن اثناء وجود حافظ الاسد هناك بحجة معالجة ظهره من الام روتينية معروفة عند معظم الطيارين يمكن معالجتها بسهولة عند ( ام كربو الحلبية الشهيرة. بالتمسيد) فقد ارسل موظف المخابرات في السفارة السورية عدة تقارير سرية للقيادة في سوريا عن نقل حافظ الاسد يوميا من مكان إقامته إلى مكان مجهول في ساعة محددة وإعادته بعد ساعتين دون إفصاح الرائد حافظ الاسد عن ذلك ، هذه التقارير تم اهمالها من عدة مستويات . وقد تبين لاحقا ان الجهة التي يجتمع معها الاسد كانت المخابرات البريطانية الخارجبة M16 . ولكن كيف تكون جميع علاقات هذين العميلين هي علاقات مشتركة مع الروس وصلت لدرجة بناء القواعد في سوريا والدفاع عن الاسد بكل أنواع الأسلحة المحللة والمحرمة ثم نحسب انتماءه للغرب؟
اعزائي القراء …
في علم السياسة هناك بحث خاص حول( آجار و إستئجار العملاء) بشروط معينة . اهم هذه الشروط ان تكون الخدمات مفيدة ومتفق عليها مسبقاً بين المؤجر والمستأجر لتقديم خدمات مشتركة للطرفين ، ولم يعد ذلك سراً ، فقد صرح بوتين علانية بقوله ؛ كيف تتهمون بشار الاسد وقبله الرئيس حافظ الاسد بانهم يعملون لصالحنا، وحافظ الاسد هو اول من تعامل معكم !
استطيع القول، ان العميل او الجاسوس شأنه شأن سيارة قديمة بريطانية الصنع يمكن ان تغيير مكابحها القديمة باخرى جديدة من الصين ويمكن تغيير وحدات الإنارة والزيت والعجلات من روسيا . ولكن ممنوع تغيير المحرك ، فالمحرك يبقى بريطاني وهذا هو حال العميلين حافظ وبشار . اذن طالما هذان العميلان يخدمان المصالح المشتركة بالتشاور فلا يهم بعدها ان يكون زيت المحرك روسي والمكابح صينية على ان يبقى المحرك ماركة بريطانية أصلية .
هذه هي مدرسة الخيانة يمكن تطبيقها على اي عميل فالمبدأ واحد.
وسوم: العدد 1091