نتنياهو للعالم “المتحضر”: أعطوني المال والسلاح لأقضي على الإسلام

يعتبر رئيس حكومة إسرائيل خطيراً على السلام العالمي، ففي خطابه بالكونغرس الشهر الماضي أوضح بأنه يعتبر إسرائيل رأس الحربة في حرب الغرب ضد الإسلام الراديكالي العالمي، أو كما سمى ذلك “الحضارة ضد البربرية”.

وأوضح للأمريكيين بأنه يقوم بحمايتهم، وأنه يحارب حربهم. وقد كان واضحاً من أقواله بأن أمريكا ملزمة بالاعتراف بجهوده من أجلها، وليس العكس. من ناحيته، المساعدات الضخمة التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة تخدم المصلحة الأمريكية الوجودية. وكلما ضاعفت الولايات المتحدة هذه المساعدات فستحصل أمريكا على خدمة أفضل. والمصلحة الأمريكية حسب نتنياهو، هي الحرب العالمية.

في الوقت نفسه، طرح نتنياهو نفسه زعيماً للعالم الذي يرسم طريقه. في مقابلة مع مجلة “تايم” في الأسبوع الماضي، أكد أن المذبحة في 7 تشرين الأول مثل “بيرل هاربر” بالنسبة له.  يرى أن أفعاله والحلم الذي عرضه أمام الكونغرس، فهو مثل فرانكلن روزفلت، وبيرل هاربر خاصته، بات أمامه واجب استراتيجي وأخلاقي لشن الحرب العالمية.

الولايات المتحدة بالإجمال باتت وكيلته. لذلك، ربما تقصف المنشآت النووية في إيران. فكلما هددت إيران بخوض معركة مع وكيلها حزب الله، يحضر نتنياهو وكيله، وهو على ثقة بأنه يلاحظ مصالح أمريكا أفضل من الإدارة الديمقراطية، ويخدمها أفضل من الرئيس بايدن.

يمكن الادعاء بأن نتنياهو استراتيجي سيئ. فقد صفى كلاً من إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية، ولم يأخذ حجم الرد في الحسبان. ألم يأخذ ذلك في الحسبان؟ من يعتبر نفسه زعيم الغرب في الحرب ضد البربرية يعرف جيداً أن الاغتيال الصحيح في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح قد يشعل الحرب العالمية، التي ستستمر سنوات، وستبقيه في الحكم إلى حين انتهائها. هذه الحرب العالمية هي الطفل الذي يتعهده، واستراتيجيته بدأت تثمر. في الحقيقة، هو في نيسان أوجد وضعاً تجندت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من الحرب العالمية الثانية، فرنسا وبريطانيا ودول عربية معتدلة، لتحالف دافع عن اسرائيل. هذا تجسيد لحلم نتنياهو، العالم كبيت دواء وإسرائيل في الوسط.

يرى أن اغتيال هنية نتيجة مثيرة للانطباع. أرسل بايدن قوة عسكرية إلى المنطقة تجعل نيسان يتقزم. نتنياهو يحدد جدول الأعمال. العالم ينقسم حوله. أفعاله تقض المضاجع، وحتى مضاجع فلاديمير بوتين. هو أكثر أهمية على المسرح العالمي أكثر من أي وقت مضى. نتنياهو يمنع إنهاء الحرب في قطاع غزة لإشعال الحرب العالمية. بأوهامه المصابة بجنون العظمة، فإن هذه الحرب العالمية وانتصار الحضارة على البربرية، ستكون إرثه.

إسرائيل صغيرة على القوة التدميرية التي تندلع منه، وتتوق إلى إغراق العالم. في “التايم” شبه نفسه بجورج الابن بعد عملية التوائم، الدوري الماسي. دائماً ما يقارن نفسه بزعماء الإمبراطوريات في العالم، وهو يتصرف على هذا الأساس. لذلك، هو في حالة نشوة. يبدو له أن وهم يأجوج ومأجوج يتحقق أمام ناظريه، وأن المستقبل سيذكره في كتب التاريخ مع تشرتشل وروزفلت، “من هزم البرابرة”.

إن من سينقذ مواطني إسرائيل وإيران والعالم من بربرية نتنياهو هما بوتين (الحساس لكرامته ويطلب الحصرية في إشعال الحرب العالمية)، ورئيس “البرابرة” الجديد مسعود بزشكيان. للعالم كله الآن سبب جيد لأمل بإسقاط نتنياهو، لأنه ما دام في الحكم فلن يكون المخطوفون وحدهم في خطر، بل كل العالم.

هآرتس

وسوم: العدد 1091