فلماذا أنا هنا؟؟ أحب أن أحدثكم حديث مكاشف

ومنذ أيام غدوت إلى مكتبتي أحاول أن أجد فيها سلوى..

أخرجت ثلاثة كتب عندي للإمام الأشعري..

أعدت استعراض كتاب "الإبانة عن أصول الديانة"

أعدت تقليبه، وأعدت السؤال الذي طرحته على نفسي، أول مرة قرأت فيها الكتاب وتساءلت: إذا صح أن هذا الكتاب للإمام الأشعري، فأين هي الأشعرية إذن؟!!

يجيب بعضهم: إن للإمام الأشعري في حياته أكثر من فيئة في الأولى هجر مذهب المعتزلة وشيخَه الجبائي؟؟

وفي الثانية- كما يقول ذاك القائل -هجر أشعريته الثانية، إلى مذهب الحنابلة، أو الذين يصفهم بعض الأشعرية بالحشوية..

ويقول البعض: إن كتاب الإبانة نَسَبَه إلى الإمام الأشعري حنبلي رهيف القلم، ليلزم به جمهور الأشاعرة…

ويسألني: أما قرأت في مقدمته الحديثَ عن العودة "إلى إمامنا المبجل أحمد بن حنبل"

عدت أنا شخصيا إلى أول من نسب كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" إلى الإمام الأشعري؛ فوجدت بينه وبين الإمام في سنوات الوفاة ١٢٥ سنة، بينما الأئمة الأقرب إلى مؤلفه لم يعرفوا الكتاب ولم يذكروه.

وبينما انخلع الإمام الأشعري من اعتزاله على المنبر، وخلعه أو اختلع منه كما خلع عمامته أو قميصه؛ فإن اختلاعه من مذهبه الأشعري لم يكن إلا زعما أو خلسة المختلس كما يقول المدعون!!..

ما زلت أحب أن أخوض أكثر في هذا..

أكتب كل هذا وأشتغل به؛                 

في الوقت الذي أتابع فيه خبر افتتاح معبر "أبو الزندين" بين "السوريتين"

سورية التي تّقتل وسورية التي تُقتل؛ فهل هو أول مطرنا الأسود، كما يقولون؟؟ وما هي تداعيات الحدث؟؟ هل أصفه بالخطير أو الأخطر،؟؟ وكيف نقرأ الدلالة، وكيف نتخذ الموقف الأصح نظريا وعمليا..

وأنا أحاول التحقق من كتاب "الإبانة" تذكرت مجموعة من أصحاب الاختصاص، ووددت لو أنني أرجع إليهم!! في حكاية معبر "أبو الزندين" بدت لي حاجتي أكبر؛ من يتفهم عني هذا؟؟ من يعذرني فيه؟؟ وإذا كنت من أكثر الناس تشكيا من "البلف والكلام الشلف" فكيف أصير إلى ما

أظل أخوّف منه!!

لماذا شُغلت عن إحياء ذكرى مجزرة السارين، ولم أعد أسمع حشرجات صدور الأحفاد الذين قضوا هناك؟؟!!

لماذا لا أريد أن أكتب مقالا عن خلفيات ودلالات وتداعيات افتتاح معبر "أبو الزندين"؟؟ لماذا لا تستوقفني مشروعات إعادة التموضع الأمريكي الروسي الإيراني، لماذا مللت من الشرح أن الدور الأمريكي والروسي في سورية موحد، وأن الذين يترددون بين هذا وهذا إنما يضحكون على أنفسهم، مهما كانوا دولا أو حكومات أو فئات أو ثباتٍ..!!

طرحت عليكم كل تلك الأسئلة وعدت لنفسي لماذا أسألكم؟؟!!

إخواننا الشيوعيون الحمر، بعد تقدم الصحوة الإسلامية في الثمانينات جعلوا شعارهم التاريخي: يا عمالَ العالم صلوا على النبي.

وكذا بعض الناس من حولنا يقولون!!

أتساءل لو أن الإمام للشهيد حسن البنا رحمه الله كانت شعاراته: صلوا على النبي- وجمعتكم مباركة- ورحم الله ميتكم؛ هل كانت جماعة الإخوان المسلمين ستحارب بلا هوادة كما هي اليوم!!

ورجعت إلى حافظ الأسد في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات، وتذكرته على الهواء يقول: لو كنتُ في هذا العصر شابا لكنت ضمن الحركات الإسلامية!!

هل تتذكرون…

نسيت أن أخبركم أنني كنت منشغلا في تحقيق دلالة عنوان "أهل القبلة" بمحتواه الحسي لا الفكري..

لماذا اختاروا العنوان الحسي كطريقة لاختصار التشعبات، ولكنني عدت لنفسي بالسؤال: وماذا لو كان الكثير ممن ينطبق عليهم عنوان أهل القبلة ،بكسر القاف وليس بضمها، لا يصلّون…!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1091