عدوان صهيوني مكعب على وطننا سورية فتعس القاصف والمقصوف

في خضم الذبذبات الترددية للشركاء المتشاكسين من قوى العدوان الصهيوني وأدوات السيطرة والنفوذ من ملالي قم، وزمرة بشار الأسد…

لا أملك مرجعا للمحفوظات تحصي لي عدد العدوانات الصهيونية على وطني سورية…

ولن أمل ولن أستكين أن أعلق على كل عدوان على وطني صهيونيا كان أو غير صهيوني، بالشجب والإدانة والاستنكار، وسأظل أفعل ذلك منددا بالجهة التي تقف وراء العدوان، و با الخانعين المتخاذلين عن التصدي للعدوان، الذين كان من أصدقَ ما قيل فيهم..

أســـدٌ علينا وفي الحروب نعامة

ربداء تجفل من صفير الصافر..

أدين العدوان الصهيوني على وطني سورية، في منطقة مصياف من ريف حماة وما حولها، العدوان الذي راح ضحيته حتى آخر التقديرات، ستة عشر مواطنا سوريا، ليس من السهل على سوري أن يجفو دماءهم..

أدين العدوان الهمجي وأدين في الوقت نفسه حالة الاستكانة والاستسلام والذلة والخنوع التي تستبد بأدوات السيطرة على هذا الشعب الحر الأبي، حتى ليبدو موقف الزمرة المسيطرة في سورية وفي حزب لبنان، وفي زمرة الملالي في قم موقف العبد الذليل يستكين بخنوع كلما أقام له سيده الصهيوني أو الأمريكي "حفلة تأديب"

نعم أيها الناس..

لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يقنعنا أن هناك صراعا استراتيجيا جادا بين ملالي قم، وزمرة التسلط في شامنا الأبي، وحزب لبنان وبين الكيان الصهيوني ومرتكز السيطرة العالمي في واشنطن..

لا عداء.. ولا حرب.. ولا صراع.. إلا كما يحدث بعض النشوز من العبيد في نظر سيدهم، فيسارع السيد المهمين إلى حفلات التأديب، يقيمها متى شاء وكيفما شاء؛ والتي دائما تنحني لها رقاب العبيد إذعانا…

أقرر هذا وأذكّر بسياقه، وحتى لا يتقول علينا متقول من مراهقي الشبيحة، على اختلاف منابتهم، واختلاف مستوياتهم بالقول: إن الثورة السورية المباركة المجيدة هي التي أضعفت سلطة الفساد والاستبداد عن الرد فأذكر: أن العدوان الصهيوني الغادر والغاشم سبق منذ ٢٠٠٧ إلى التسلل إلى العمق السوري في دير الزور، وقصف في منطقة الخبر ما قيل عنه ما قيل..

وأن الطيران الصهيوني اخترق جدار الصوت فوق رأس بشار الأسد في منتجعه في اللاذقية منذ تلك الأيام. وأنه اغتال أحد قادة العسكرية السورية في قصره على الشاطئ. وأن الموساد الصهيوني اغتال في قلب دمشق عماد مغنية،يوم لم يكن في سورية ثورة ولا ثوار..

أذكر بهذا وأضيف : بل إن من عوامل تفجر الثورة السورية من أول يوم هو حالة الخضوع والخنوع والهجوع تحت عناوين "المقاومة والممانعة" ومن قبلها "التوازن الاستراتيجي" ومن قبلها "الصمود والتصدي" ومن قبلها "تشرين التصحيح وتشرين التحرير" كل هذا والجولان السوري بترابه المقدس ما زال كالذبيحة المعلقة تحت أنظار السوريين الصادقين..

أذكر بكل هذا وأذكر بسياقه أننا نعيش في هذه الأيام ذكرى مرور أربعين يوما على استشهاد القائد الفلسطيني البطل "اسماعيل هنية" ، الذي قـتل مغدورا في عُقر دار الولي الفقيه…

ولقد سمعنا عن الرد الموعود حتى ملتنا الآذان، وضحكت من نجوى القوم العقول…

وأضيف إلى السوريين الأحرار الذين ما زالوا يحلمون أن قصفا صهيونيا يخلصهم من مستبدهم وفاسدهم…

حدث قليلا في التاريخ أن السادة يقتلون عبيدهم، وهم لا يمتنعون عن ذلك رحمة ولا إنسانية منهم، بل لأن ذلك يدخل الخلل على دفتر حساباتهم…

في القانون الغربي العام "إذا قتل النبيل عبده عوتب فيه" أحفظها بنصها. كذا وردت..

لقد قبل هذا العالم الملقب بالحر، أن يُقتل في سورية مليون حر، وأن يهجر ويشرد ثلاثة عشر مليونا آخرين، مقابل الحفاظ على الطبقة التي تعلمت كلما صفع خدها الأيمن أن تقدم للصافع خدها الأيسر..

وسأظل أندد وأردد : تعس القاصف والمقصوف

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1094