احذروا... فالأخلاق التلمودية أثمرت نزعة "العداء للسامية" ببعدها العالمي!!

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)

تفسير الآية ساطع واضح ناطق في تعزيز مكانة النفس الإنسانية بجوهرها المطلق، بعيدا عن كل وصف إضافي (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ).

وكانت قد وقعت لي منذ ربع قرن نسخة من كتاب "التلمود"، مترجمة عن الفرنسية، مر بها شيخنا الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله، فطبعها، فكانت بيدي نسخة قديمة منها، فأعدت تجهيزها واستدركت عليها تصحيحات وتعليقات، وأعدت نشرها الكترونيا، ويسرتها للطالبين بنشرها على موقع مركز الشرق العربي، يستطيع الوصول إليها كل من شاء (الرابط للكتاب).

ثم قرأتها قراءة مقارنة بين نصوص قرآننا الكريم وبين نصوصها ذات الصلة…

ومررت بنص الآية المومى إليها في قوله تعالى (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ) فوجدتها محورة هكذا "من قتل ي ه و د ياً" … وليس من قتل نفساً..

اعتقاد هذه المجموعة من البشر بأنهم "شعب الله المختار"، وأن دماء من سواهم وأعراضهم وأموالهم مسخرة لهم.. فالله هو "ربهم" وحدهم وليس رب العالمين، كما كنت أظن أن جميع المسلمين يعتقدون، ذلك أن مما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار ليس في نفس إنسانية بل في قطة. ثم وجدت بعض الناس يتمارون في دماء ملايين البشر لأنها ليستدماءهم، وفي أعراض عشرات الآلاف من بنات حواء، لأنها ليست أعراضهم.

هذه الأخلاق التلمودية والتي جعلت أديبا عالميا كبيرا رائعا مثل شكسبير يكتب رائعته عن شايلوك في "تاجر البندقية"، منذ القرن السادس عشر…هي أخلاق مهلكة مدمرة.. قد تنجح في ظاهر الأمر في تغذية مشاعر الأنانية والنرجسية والغرور القاتلة ولكنها في النهاية تقود إلى مصير مثل مصير براقش.

عدوى الطباع أكثر خطرا من عدوى الأمراض المهلكة!! فاحفظ هذا ياهداك الله. وتبين لي أن العدوى ليست مقصورة على أشكال العدوى المادية مثل عدوى الجذام والجرب والايدز ؛ بل هناك أشكال من عدوى الطباع والأخلاق الخيرة والشريرة على السواء؛ حتى يقول حكيم العرب في الجاهلية "إن الجود من يد ممدوحه يعدي"

أن تصير أخلاق بعض الناس، ولاسيما تلك الطبقة منهم، التي أدمنت قراءة الإسرائليات، وأساءت فهم حديث "حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج"، وأدمنت الدوران في أفق هذا الفهم المغلوط للحديث، أصبحت كثير من تقديراتها وتقريراتها ذات طبيعة تلمودية..!! وأترك لكم حسن التطبيق والتمثيل!!

يعتقد بعضهم أن الشمس لا تشرق إلا له..

وأن الليل لا يغشى إلا لسكينة نفسه، وأن القمر لا يسري إلا ليناغيه..

وأن خلق الله كلهم من يمشي منهم على رجلين، ومن يزحف منهم على بطنه، ومن يمشي منهم على أربع، ومن يطير منهم بجناحيه؛ إنما سخروا له يقتلون ويركبون ويأكلون، ويتسلون بقتلهم أو بتعذيبهم…

كنت قد قرأت في كتب الفقه الجميلة أن قتل الصيد المباح من غير حاجة محرم. فلا يتدرب على الصيد مثلا، بصيد العصافير، وهو لا يحتاج أكلها..ولم أعلم أن بعض الناس يجيزون ذلك في الآدمي إذا كان عراقيا أو سوريا أو يمنيا!! ثم إذا كان من غير الدائرة التي أحدثكم عنها.

ويفتي كثير من أهل الفتوى منهم أن المسلمة المشبوحة في القوقاز أو تركستان أو في الإيغور أو أراكان أو في كشمير أو في العراق أو في اليمن أو في السودان أو في الشام الأعلى، أن يذروا أرضهم ودماءهم وأعراضهم أيدي سبا وأن يهبوا.. لحماية "البَدّ" العظيم الذي اصطنعوه بعد اللات والعزى…

شخوصهم وفي دوائرها الأصغر بل الأشد صغرا، هي المعصومة، وهي المكرمة وهي المعتبرة في الخطاب الإلهي…عند رب "إسرائيل"

السير على طريق شعب الله هذا، والتخلق بالأخلاق التلمودية هذه؛ ستنتج عنه تلك النزعة التي ما يزال العالم يشكو منها ويحاول أن يتصدى لآثارها…

فلسطين تفديك منا الصدور…

فإما الحياة وإما الردى

هوامش صغيرة:

المسلمون: الإيغور: ٢٠٠ مليون نسمة..

المسلمون في الهند ٣٠٠ مائة مليون نسمة. والأركان كانت دولة مستقلة استباحها الهندوس..

اسأل نفسي ماذا أعلم عن حالهم وعن مصابهم…!!

وكيف ينظرون إليّ عندما يذكرونني…

نصر الشيطان استباح في الشام الأعلى دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور ٢٠ مليون مسلم سوري..

ثم بقليل من البخور الملون، غُفر ذنبه، وخلع عليه وصف الشهيد والبطل وحشر مع النبيين والصديقين، وكذا من قبله سليماني ومغنية وعدماني…

قلت أفضوا إلى ما قدموا، ودعوت الناس أن يقولوا فقالوا: متصهين عدو لفلسطين…!!

وعند الله تلتقي الأعداء وتلتقي أيضا الخصوم. وأخاف أن يكون لي بين يدي الله عدو صهيوني، وأشهد أن التلموديين لا يغتصبون، وأن أولياء التلموديين من دون الله يغتصبون..

وأشهد أن التلموديين لا يعذبون أسراهم وأن أولياءهم من دون الناس يقتلون الناس بالتجويع والتعطيش…

اللهم انصر أهلنا في فلسطين على الصهاينة الغاصبين، وانصرنا على كل الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1096