السابع من أكتوبر حدث تاريخي فارق فضح الصهيونية النازية وحلفاءها المتجاهلين لقضية الشعب الفلسطيني العادلة ووعّى شعوب المعمور بعدالتها

مر حول كامل على السابع من أكتوبر الذي شهد فيه العالم حدثا تاريخيا فارقا، كشف النقاب عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة من عدة وجوه :

ـ أولها فضح الكيان الصهيوني العنصري النازي الذي طالما اشتكى مما لقيه من النازية الألمانية ، وتاجر بشكواه من أجل التمويه على احتلاله لأرض فلسطين بدعم من الغرب الظالم الذي وطّنه فيها بالقوة ، واعترف له بوجوده فيها  ، وأضفى عليه شرعيته المطعون فيها قانونيا وأخلاقيا ،لأنه أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق . وتحت ذريعة  مقولة " معاداة السامية " لوى الكيان الصهيوني الأيدي والأعناق للغرب المذعن له  كل الإذعان من أجل أن يجعل من هذه المقولة " طابوها " مفروضا على  كل بلدان المعمور، ويوظف لكل أنواع الابتزاز لفائدة كيان  دخيل محتل غاصب  لأرض لا حق له فيها  بشهادة التاريخ وهو يمارس  فيها كل أشكال الإرهاب والتنكيل بأهلها أصحاب  الحق والسيادة عليها بشهادة التاريخ أيضا .

وجاء السابع من أكتوبر والكيان الصهيوني يخطط بمكر وخبث من أجل تحقيق أطماعه  التوسعية في منطقة الشرق الأوسط ،انطلاقا من أرض فلسطين المحتلة التي حاول بكل الأساليب الفجة طمس معالمها عن طريق بناء المستوطنات، وجلب من يسكنها من كل أقطار المعمور ، وعن طرق تمزيق أوصالها من خلال الجدران الفاصلة أو العازلة ، و من خلال العسكرة والحواجز المبثوثة في كل اتجاه ، فضلا عن فرض الحصار الخانق على الشعب صاحب الأرض .

ولقد كان الكيان الصهيوني على وشك دق المسمار الأخير في مشروع الشرق الأوسط الجديد أوصفقة القرن ، ومؤامرة البيت الإبراهيمي  التي هي مشروع صهيوني غربي توسعي خبيث  في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه حين فاجأه  طوفان الأقصى من حيث لا يحتسب ، وجره إلى شن حرب على قطاع غزة بمنتهى الشراسة والهمجية والوحشية، طامعا في تصفية المقاومة فيها بين عشية وضحاها . وها هو الحول قد اكتمل ولا زال حلمه مجرد سراب بقيعة مع  كل ما أحدثه من دمار شامل ، وما ارتكبها من مجازر وحشية تجاوزت أبعاد الإبادة الجماعية بأشواط بعيدة ،والتي  لا تتعلق بغبارها  الإبادة النازية  والفاشية ،بل  لا ترقى إليها كل الإبادات التي عرفها التاريخ البشري  المظلم التي لم تكن وسيلتها كالآلة الحربية الأمريكية والأوروبية التي وضعت  تحت تصرف الكيان الصهيوني ،والتي لم يسمع بها العالم من قبل ، ولم ير مثلها تدميرا للعمران وهلاكا للإنسان .  ولم يبارح الكيان  الإجرامي وهم القضاء على إرادة شعب متشبث بأرضه،  يباد ولا لن  يتخلى عنها أبدا .

ولولا طوفان الأقصى لما سقط قناع كيان عنصري نازي مستخف بكل الأعراف و القوانين الدولية ،وبكل القيم الإنسانية  التي يدوس عليها دوسا ، والغرب بزعامة الولايات المتحدة يوفر له الحماية من كل متابعة أو مساءلة أو محاسبة . ولقد صار وضع عالم اليوم  بسبب عربدة هذا الكيان غاية في السوء  غير المسبوق  حتى أن مجرم الحرب الذي يقوده تجاسر وتجرأ على العالم أجمع  تحت سقف مقر هيئة الأمم المتحدة ليسب، ويشتم ، ويتوعد دون رادع يردعه ،متماديا في دلاله الذي أحاطه به الغرب الظالم المستبد بالعالم في غياب قوة تحد من صلفه  وعنجهيته . ولقد جنى الكيان المتغطرس هزائم متتالية ، و وعاد من غزة بأعدادا من التوابيت التي تضم جيف جنوده ، وجيف المرتزقة الذين استقدمهم من مختلف بلدان العالم ، وانهارت بذلك خرافة الجيش الذي لا يهزم وهو أخور جيش عرفه التاريخ ، ولكنه لا يخجل من نفسهـ فهو الرعديد  في ساحة القتال ، الذي لا يستطيع القتال إلا من الجو،  وعن طريق القبب الحديدية والمقاليع المنصوبة ، وهي مما زوده بها الغرب الطاغي ، وبواسطة المسيرات ، وعن طريق الأقمار الصناعية ، و عن طريق الرادارات المنصوبة فوق حاملات الطائرات الأمريكية والأوروبية ، فأي عار وأي شنار هذا والمقاومة الفلسطينية   سلاحها في غاية البساطة إذا ما قورن بالترسانة الغربية المتطورة الموضوعة  تحت تصرف الاحتلال ، وقد جعلته إرادتها القوية وبسالتها سلاحا فعالا .

وكفى الكيان الصهيوني ذلا ومهانة أنه لم يستطع بعد حول كامل تخليص رهائنه من الأسر ، وحين حاول ذلك أعاد أكثرهم جثامين .

ـ وثانيها  أن طوفان الأقصى أسقط أقنعة الأنظمة الغربية التي طالما تغنت بالتحضر ، وهي التي تصف نفسها بالعالم الحر الذي يقود باقي العالم ، و يرعى أمنه وسلامه ، والتي نصبت نفسها وصية على الديمقراطية ، وتدعي الدفاع عن  مختلف الحريات البشرية من  تعبير عن الرأي  ،أو القناعة ...ولقد شاهد سكان المعمور بالتصوير الحي كيف تعرض الرعايا الأمريكان والأوروبيون من الطبقة المثقفة ،أساتذة جامعيين، وطلبة ، فضلا عن عموم المواطنين ...  حين خرجوا للتظاهر احتجاجا على  جرائم الإبادة الجماعية التي اقترفها الكيان الصهيوني العنصري النازي في حق  أطفال ونساء ومواطنين عزّل انتقاما منهم على ما يتلقاه من ضربات موجعة على يد المقاومين . وبهذا انكشفت لشعوب المعمور فضيحة سكوت العالم الحر عن جريمة احتلال الصهاينة لأرض فلسطين ، ومحاولة طمس قضية  شعب محتل عادلة  من خلال تسويق المشاريع الخبيثة والماكرة من قبيل ما سمي بشرق أوسط جديد ، وبصفقة القرن ، وبالبيت الإبراهيمي ... ولقد افتضح قادة العالم الحر أمام شعوبهم  حين نفقت تبريراتهم وذرائعهم  التي كانوا يلتمسونها للكيان الصهيوني ، وسجلت عليهم أكاذيب فضحتها وسائل إعلامهم . وافتضح أيضا لفّهم، ودورانهم ،وهم يسوقون  كذبا وادعاء لفكرة  رغبتهم في إيقاف الحرب على غزة إعلاميا ،بينما يسعرونها  بعدتهم وعنادهم المدمرالشيء الذي جعل بعض الملاحظين  يقول إن كل ما تزعمه الإدارة الأمريكية من صرفها  العدو الصهيون عن التصعيد ، و مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، إنما هو في الحقيقة  بمثابة  ضوء أخضر ، وأوامر له بمواصلة عدوانه بمزيد من  الوحشية  والهمجية ، وهكذا أسقط طوفان الأقصى كل أقنعة الغرب المتصهين أمام شعوب المعمور.  

ـ ثالثا  فضح الطوفان المبارك كل المتخاذلين الذين خذلوا القضية الفلسطينية ، وهم مسؤولون عنها بحكم مواقعهم ، وجعلهم في حالة شرود فاضح سجله " فار " شعوبهم الغاضبة من خذلانهم لقضية عادلة ، كما فضح المتباكين عليها ، والمرتزقين بها من أحل تحقيق مصالحهم  الوضيعة .   

ـ رابعا   استطاع الطوفان المبارك أن  يبث الوعي في معظم شعوب المعمور التي اتضح لديها رؤية القضية الفلسطينية على حقيقتها كما سجلها التاريخ ،بالرغم من محاولة الكيان الصهيوني وحلفاؤه  المتعاونون معه طمس معالمها منذ عقود خلت ، لكنهم جميعا سُقط في أيديهم .

الحرية للشعب الفلسطيني الشقيق  ، والاستقلال الكامل لوطنه ، والمجد والخلود لشهدائه ، والعزة لثواره ومجاهديه ،  والذل والهوان والخزي لأعدائه .ولا غالب إلا الله جل جلاله.

وسوم: العدد 1097